شعر

لَمحْتُكَ

إيمان بوشناق

لَمحْتُكَ تملأُ العينينِ شوقًا
وتتملى بعينيَّ وتشربْ
وتسرقُ خِلسةً نظراتِ عشقٍ
فتنهارُ من القربِ وتتعبْ
وتبتاعُ المياهَ لدى سُقاةٍ
فتلتاعُ كذا النيرانُ تنشبْ
تمدُّ الخطوَ في حرصٍ وئيدٍ
وترجعُ في حياءٍ في ترقبْ
ويرنو اللحظُ من طرفٍ خفيٍّ
يحاولُ بالسهامِ لنا يُصَوِّبْ
فحاذرْ نزغةَ الشيطان ِتنجُ
وحاذرْ كبوةَ القلبِ فتنصبْ
وتُلْقِي النفْسَ في وهْمٍ وهَمٍّ
ويشكو القلبُ من وهنٍ ويكْربْ
فكيف تطيبُ يا ملعونُ نفسًا
إذا تدنو من الحَرمِ المُهَيَّبْ
أيا ذا الفتنة الكبرى كفاك
فكيف تراودُ القلبَ المُعَذَّبْ
كفاك تحِيكُ للرُّوحِ البلايا
كفى جهلًا كفى ترجو وترغبْ
كفاك تسوق للقلبِ المنايا
فقلبي الطفلُ مذبوحٌ مخضبْ
ومن يتَسَلَّ بالأهوالِ يَشقَ
ويُشقِي راحةَ البالِ فتهربْ
بربِك َفابتعدْ وإليك عني بل
اغمدْ سيفك المسمومَ واذهبْ
ولَمْلِم ْ سحرَكَ الساري ووَلِّ
وأغلق سورَك العالي المُذَّهَبْ
وجَنِّبْني بربِّك ذي الَمهاوي
كفاني من فؤادي ما أُطَبِّبْ
فجرحي غائرٌ عزَّ الدواءُ
وسقمي بالغٌ عاصٍ مركب
وحزني غابرٌ عزَّ العزاءُ
وقيدي واعرٌصلبٌ مخبب
وليت وجدتُ للأسقام طبًا
وليت بلغتُ ما أبغي وأطلب
فكيف تريد من قلبي مراءً
يعيد الكرةَ الحمقا فيُغلب
فذرني في سفين الأمنِ أرسو
أنلني حبلها واستحيي واغرب
وخليني لآلامي فإني
ألفتُ صبابةَ الصبِّ المهذب
تسيلُ دماى بحرًا من هواه
فيلطمُ موجها وجهي ويضرب
وإني أشتهي جمرًا رماه
يحركُ بالفؤاد هوىً مقشب
إذا حاولتُ هربًا من لظاهُ
يقابلُني لدى الباب المصلَّب
فقيدُ عهوده في معصمىَّ
وتاريخي بطرفِ يديه يُكتب
فمهما أرسلَت عيناك رسلاً
فليس تنال مني أيَّ مأرب
فلا مأوى لراحلتي سواه
وليس لرحلتي بسواه مركب
ولستُ عليك قاسية المقال
ولستُ بقصتي هاتيك أكذب
فيا هذا ألا إياك تغضب
فهذا النصح إن يدمي يطبِّب
فقِ النفسَ من الحُلم المُغَرَّب
وكن حذِرًا من القلبِ المُحَجَّب
فما أحلى الحياةَ بلا هوانٍ
ولا تعبٍ ،فهل أشهى وأطيب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى