دراسات و مقالات

أســــــــفل النهــــــــر الشاعرة الأردنية د/ مها العتوم – غيابك و الليل موتان لي جسد واحد يتكاثر فيك أريدك حتي أموت كثيرا و أبعث دهرا

تغريدة الشـــــــــعر العربي بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

تقول الشاعرة الأردنية مها العتوم

” حين أذهب إلى القصيدة أنسى العالم ”

يظل الشعر ديوان العرب الذي يرصد و يؤرخ لواقعنا و أحلامنا و يجنح بعواطفنا نحو الخيال و الجمال يقدم رسالة الانسان الي الحياة من خلال التعبيرات و التصويرات الفنية التي توحي بعشق المبدع لظلال البيئة التي تمنح عناصر الانتاج الأدبي نحو قيم جمالية تعدل من مفهوم و ادراك الأشياء هكذا — !!
و نحن في هذه التغريدة نتوقف مع حالة الشعر في المملكة الاردينية و في العاصمة الساحرة التي تجمع ملامح التواجد لصدي ملحمة المؤدي الذي ينشد الكمال معنويا و ماديا لشتي فنون و أغراض الشعر الذي صوت الحياة القوي نعيش مع الشاعرة الأردنية مها العتوم، ابنة بلدة سوف- جرش، عمّان حيث تلقت تعليمها ما قبل الجامعي، ثم حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك عام 1995، وعلى درجة الماجستير من الجامعة نفسها عام 1998، وحصلت على درجة الدكتوراه من الجامعة الأردنية.
وهي أستاذة اللغة العربية وآدابها في الجامعة الأردنية

و قد صدرت لها أربعة دواوين شعرية هي :
“دوائر الطين” و”نصفها ليلك” و”أشبه أحلامها” و”أسفل النهر”.
ولها أيضا :
= «تحولات المكان في شعر محمود درويش بعد خروجه من بيروت 1984ـ1995»
= ” مفهوم الخطاب في النقد العربي الحديث”
فضلاً عن العديد من الدراسات المنشورة في دوريات ثقافية ومجلات علمية محكمة.

و من أقوالها :
————
تقول مها العتوم: “ليس بالضرورة أن يواكب الشعر الظروف السياسية والاجتماعية أو سواهما.
والشعر بالتحديد يحتاج إلى زمن كاف لاستبطان مواضيعه والابتعاد عنها بالقدر الكافي الذي يسمح بالرؤية الصادقة، وإنضاجها على نار هادئة.

تقول الشاعرة الأردنية مها العتوم في قصيدة بعنوان «نشتاق» حيث تطوف مع القلب و البحر في رحلة توحد تبحث عن الأمنيات المفقودة من سلسلة الحياة المتصدعة بزخم الصراعات ووجع البؤس الذي يقوض الأحلام فتهرب الي جزيرة تري فيها نبت الحب الذي يساورها في اشتياق من النشوة العابرة و القصيدة مركبة الصور المتلاحقة في تواصل كامواج النهر تعبر فيها عن خلجات النفس المقيدة :
نشتاق
تعني
نذوق الذي قد تفيض به الكاس
في الذاكرة
ونشتاق تعني نرى الليل أزرقَ
والبحرَ كالقلب
يهدر
يحتاج
يهتاج
يختصر الوقت
في الموجة الحاضرة
ونشتاق تعني نضيء الطريق
إلى الآخرة
وأشتاق تعني
أنا الآن أنت
لا الجسد المتبقي من النشوة العابرة
وأشتاق تعني السماء
التي تلمع الآن في الخاصرة.

و تظل تسافر مع حالة حزن تعبر فيها عن مشاعرها التي تعكس لحظة الشجن من خلال غرض الرثاء حيث صدق المشاعر في تأثر بالمشاهد كما في قصيدتها التي ترثي فيها الأديب الأردني حبيب الزيودي فتقول في مرآة النفس الشاحبة : مضى سارق النار
يبحث في جذوة
في التراب
مضى يمتطي نجمة
من نجوم قصائده
ويضيء لعالوكَ
قلب الضباب
كأنّ الحرائق
ما اكتملت
يا حبيبُ
فلوّحتَ للموت
تطعن بؤس الخطاب.

من شعر العتوم :
—————
تو نختم لها حالة التمرد و القلق ثم الهدوء فتراجع المواقف في زحمة الشاربين ترسم صورتها فتقول في قصيدة بعنوان ” شـــــــكرا ” تنم عن دوران النبض بين السماء و الحقيقة الغائبة و التي هي بمثابة ماء الحياة روح نابضة جميلة تبعث الأمل دون شرط أو سبب في سرد واقعي تمسك بخطوات المدخل في لغة سهلة و بلاغة تنجز التذوق الانساني السليم في تجربة ذاتية فتحلق في روح العصافير فتتشبث بعودة الارض المقهورة فتقول :

ها أنتَ تكثرُ
والعشبُ يقصُرُ..
والماءُ: ماءُ الحديقةِ
تشربُ منه العصافيرُ
ثمَّ تقولُ لبئركَ: شكرًا
شكرًا لأنّكَ تزدادُ
في زحمةِ الشاربينَ
ولا تتذمّرُ
.
شكرًا لأنّك أنتَ
ولستَ سواكَ
مياهُك سرّكَ،
أو – إنْ أردتَ –
مياهكَ حبّكَ
تمنحهُ دونَ شرطٍ،
لأكثر منْ سببٍ
.
وتقولُ لبئركَ: شكرًا
لأنّكَ صورةُ ما فيكَ
عذبًا،
ومختلطًا بالحجارةِ
لا تدّعي في الظّلام النّبوّة
لستَ مكانَ السّماءِ
لأنّكَ في الأرضِ جذرُكَ
والأرضُ
خزّانُ ما غابَ فيكَ ويحضرُ
.
شكرًا،
لأنّ الحقيقةَ كالماءِ واضحةٌ
والحقيقة في الماءِ كاملة
والحقيقة.. ماء

بعد التحليق في عالم الشاعرة الأردنية ” مها العتوم ” نقطف ازاهير الكلمات الجميلة في دلالات ساحرة تمسك بجوهر حقيقة الأشياء فتمضي ترسم لوحاتها الفنية في موسيقي عذبة تفتح شهية المتلقي في تذوق لجمل و صور متواليات تضفي رونقا و عبيرا علي ظلال ابداعاتها المتنوعة من خلال الصراعات التي تؤرق حلمها المسافر كالنهر لا ينفصم و لا يتوقف دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشــــــــعر العربي أن شاء الله

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى