دراسات و مقالات

الشاعرة و أستاذة الأدب المقارن و النقد ٠٠ الكويتية د٠ دلال البارود

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد

أَلقيتُ ظلّي فصارَ الظّـلُّ مَعركةً * قـرَّرْتُ مِنْ بَعْـدها سَيْرًا بِلا ظلٍّ ٠
—–
تنفس الصبح في وجناتها أملا
‏ ‏فالشمس تطلع إذ يرنو محياها ‏
في شَعرها الليل غاف غير مؤترق ‏
في هدبها لاح للأمجاد فحواها ‏
مراكب الغوص ترسو عند جبهتها
و السدو مغتزل من طيب مغناها ‏
يسافر العود في أنفاسها غزلا
‏ ‏و المسك يقطر من خطوات مسراها
ففي لواحظها بحر و معترك ‬ ‫
و الجفن أشرعة تهفو لمرساها‬ ‫
فهي العريقة من أصل و من نسـب‬ ‫
و هي العظيمة تاريخا إذا باهى‬ ٠
٠٠٠٠٠٠٠
هذه التغريدة الشعرية من أرض الكويت الشقيق حيث نتوقف مع الشعر عند المرأة الكويتية التي اقتحمت دوحة الثقافة و الفنون والأدب في حضور متميز من خلال تجربة أثبتت أصالتها بكل بخصائصها الفنية و يشهد لها حصاد نتاجها المتنوع بجانب مجالات التعليم الأخرى و في الصحة و الإعلام و الاقتصاد و التدريس بالجامعات و البعثات ٠٠
و كان لنا عدة لقاءات من قبل مع الرائدات في الحقل الإبداعي ٠٠
فالشاعرات الكويتيات لهن بصمات نيرة في الساحة العربية أمثال:
د٠ سعاد الصباح و د٠ سعدية مفرح و جنة القرني و حصة الرفاعي و عالية شعيب و حياة الفهد و غيمة زيد الحرب و هدى اشكناني وغيرهن كثيرات ٠٠٠
و من الكاتبات الكويتيات أيضا مثل :
شهد الشمري ليلى العثمان وخولة القزويني ورانيا السعد و باسمة العنزي و شمسه العنزي وبشاير الشيباني
و أمل عبد الله خلود النجار وسهام الفريح و ميمونة خليفة الصباح و فجر السعيد ٠٠٠
و ها هى شاعرتنا الدكتورة دلال صالح البارود تتصدر الساحة في مجالات عدة ٠٠
نعم إنها شاعرة مستقلة تمزج الموروث في روح حداثة تشرق من أغوار النفس بمعجم وصور خاصة تجسد وتعكس تجربتها من فيض قناعتها ٠٠
و أما عن تجربتها الشعرية فتقول:
«تعتبر تجربتي قريبة إلى ما يسمى الكلاسيكية الحديثة. فأنا أكتب الشعر الكلاسيكي الموزون، وكذلك شعر التفعيلة. وعلى الرغم من أصالة الشكل الفني، فإنني أحرص على حداثة المضمون والتصوير والبعد عن تقليدية الأفكار».
ومع تطوّر شغفها بديوان العرب «الشعر» اتجهت إلى دراسة أدب اللغة العربية ونقدها.
كما تنحاز في معظم قصائدها إلى المرأة، معبّرة عن قضاياها رغبة في رفع الظلم والاضطهاد اللذين تعانيهما حواء راهناً ٠
وقد درست في تخصص اللغة العربية وآدابها ٠٠
و حاصلة على دكتوراة في الأدب المقارن
من جامعة SOAS
للدراسات الشرقية و الأفريقية في لندن ٠
و لها اسهاماتها في الأدب و النقد من خلال تدريسها و محاضراتها و الندوات الثقافية و الأدبية و المهرجانات الشعرية ٠
* مختارات من شعرها :
===============
تقول دلال البارود في بعض قصائدها و التي تعكس رؤيتها وصدى ملامحها الثقافية حيث تتناول قضايا تسطع على سطح الواقع بكل أطيافها :
اليوم أعلنت توديع الرياسات
فالنفس قد سئمت من منصب الذات
أيعجب الناس تسليمي لمملكتي!
من القيادة تسليم القيادات
غادرت عرشي لا جهلا ولا خجلا
أغرتني الذات في إشعال ثوراتي
فثورة الشعب إصلاح لدولته
وثورة النفس تفجير لنزواتي
قدمت نفسي قربانا وأمنية
إلى الذي يكتب الأنثى بآهاتي
إلى الذي يعزف الأشواق أغنية
فيخلق الشعر في رحم الخيالات
يا فارس العشق في صولات معركتي
وغانم الدر من أغوار لجاتي
====
* ومن قصيدة بعنوان «مستهزئا كحل» تقول فيها د٠ دلال البارود :
أنجبتني هكذا من غير ترجمة لغزا إلى الكون لكن دونما حل
حزنا مع الناي لكن دون أغنية
سرا تلاشى بأيد قطعت حبلي
أنهكت وهنك بالأشعار مثقلة
فضاق رحمك من حملي ومن حملي
ولدتني غير أني لا أشابههم
لم أبك حينا ولم أسخط على الكل
بل جئت ضاحكة، للنور حاضنة
كم كنت مخطئة..! لم أحذ بالنسل
حبوت للنار أغواني تراقصها
حتى غدا رقصها كالحجل في رجلي
ناغيت باسمك.. حتى صرت لي لغة
فالأرض أم ألست الأرض بالأصل؟
رضعت منك أمانا لا انتهاء له
لا تفطميني، أخاف التيه في الليل
جدلت ذهنا وما جدلت لي خصلا
قد كان شعري قصيرا وقتها مثلي
ما طال إلا وقد قصرته، حذرا
كي لا يزاحم في إغرائه عقلي
هل تذكرين شجار الصيف
لحظتها
عاندت أن ألبس الفستان للحفل
حزامه طالما في الخصر آلمني
كما تمنيته ثوبا بلا ذيل
وأصدقائي من الصبيان أكثرهم
ما ميزوا حينها من بينهم شكلي
وعندما صرت بالأشعار أرجمهم
أشار أقربهم مستهزئا كحلي
ربيت جسم فتاة عقلها رجل
حتى غدوت عن التصنيف في عزل
لست الفتاة التي في طرفها حور
لست الفتى صاحب البيداء والخيل
ألقيت ظلي فصار الظل معركة
قررت من بعدها سيرا بلا ظل
إلى متى توأد الأرواح داخلنا
إلى متى نسجن الإنسان في الشكل ٠
هذه كانت قراءة سريعة في بعض قصائد الشاعرة و الناقدة الكويتية الدكتورة دلال البارود التي عانقت جماليات لغتنا العربية منذ نعومة أظفارها حتى أصبحت تدرس الأدب المقارن والنقد و تكتب الشعر و تعيش اللغة معايشة فتحت لها مسارات الإبداع الفني في تناغم يضيء درب الأدب دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى