دراسات و مقالات

جنون الشعر ٠٠!! ))) الشاعرة و الكاتبة السورية وعد جرجس – ١٩٩٠ م ٠

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد

” لعشقِ دمشقَ أفتيتُ النُّواحَا
أنَا ابنةُ جنَّةِ الفِردَوْسِ فيهَا
وطفلةُ شَمسِهَا والصُّبْحُ لَاحَا
أنا ابنةُ أوغَرِيْتَ براسِ شَمرَا
عروسُ الحَرفِ أهدَوهَا السِّلاحَا ” ٠
( من قصيدة : فَدَيْتُ الشامَ ! )
٠٠٠٠٠
مازلنا مع رحلة الشعر و الشعراء في بلاد المهجر و الاغتراب من ألمانيا مع سيرة حافلة لمبدعة شابة لها طقوس فريدة مع الفنون الجميلة إنها( وعد جرجس ) و برغم حداثة السن تبدو علامات النبوغ و العبقرية المبكرة منذ نعومة أظفارها ٠٠
لكن الإبداع لا يعرف المرحلة العمرية قط فقيمة المرء فيما يحسنه من أداء متنوع يكشف لنا محطات في حياة الإنسان المسكون بحواس تحصد جماليات النصوص و اللوحات الرائعة في تداخل لغوي و تناسق الصور و الألوان في نسيج خيالي في إطار وعديات هكذا ٠٠
* نشأتها :
======
– وُلدت الشاعرة و القاصة و الكاتبة و الرسامة السورية وعد جرجس عام ١٩٩٠ م بمدينة الحسكة ٠
و مقيمة في ألمانيا.
-رئيسةالاتحاد العربي العام للشعر والثقافة في هولندا
-رئيسة مجلة الإتحاد العربي -مديرة مكتب راديو وقناة صوت فضفضة (المانيا) سابقاً
– عملت في سوريا في جريدتي “البعث” و”تشرين”
– نشرت ومازالت تنشر أعمالها منذ ثلاثة عشر سنة في جرائد ومواقع عديدة، منها:
– مؤسسة الحوار المتمدن.
– موقع كتاب الغربة اللبناني.
– موقع كتاب الشعر المصري.
– مجلة السلام العالمية. -موقع الجزيرة كوم .
– جريدة الجسرة الثقافية القطرية.
– جريدة المياسة القطرية التي امتلكت فيها زاوية خاصة بإدارة الشاعر والصحفي تيسير سلمان النجار رحمه الله .
-زاوية خاصة في صحيفة المرأة العربية
– بعض المشاركات الشعرية:
-أقامت المهرجان الأول عن بعد للإتحاد العربي العام للشعر والثقافة في هولندا برئاستها وإدارتها.
-مهرجان الاحتفال بالذكرى الواحد والستين لثورة نوفمبر بمدينة باتنة الجزائرية بدعوة من جمعية بلقيس الثقافية.
– عضو في التجمع العربي لشعراء العمود والتفعيلة.
– عضو في الأكاديمية الدولية للإبداع.
– عضو في رابطة الأدباء العرب/مصر.
– عضو في رابطة شعراء العرب.
– عضو في الاتحاد الدولي للشعراء والأدباء.
– عضو في رابطة الشعراء والأدباء العرب للتميز والإبداع.
* الإصدارات :
=========
– ديوان خليط بين النثر والتفعيلة بعنوان “شهقات ملونة”
– ديوان شعري نثري بعنوان “سيرة حب زهرة
– ديوان شعري عمودي وتفعيلة بعنوان “جنون الشعر”.
– كتاب يضم جميع مقالاتها بعنوان “خبز وماء وضوء”.
قيد الطباعة وإلى النور قريباً
– ديوان شعري عمودي نثر وتفعيلة بعنوان “أزهار الروح”.
-ديوان شعري عمودي وتفعيلة بعنوان “وعديّات”
– مجموعة قصصية بعنوان “للواقع ظل يتنفس”.
– كتاب حكم وعبر يومية بعنوان “مواسم الأنفاس”.
والمزيد من الكتب الأخرى التي سيُعلن عنها لاحقاً
– تغنى بقصائدها العديد من الفنانين العرب:
– قصيدة عمودية بعنوان ” هواهُ معظّمٌ” بصوت مطرب الإذاعة والتلفزيون السوري جان خليل.
– قصيدة عمودية بعنوان “ذكريات” بصوت الفنان السوري عندليب الشعراء طارق مراد.
– قصيدة تفعيلة بعنوان “يناجيني” بصوت المطرب السوري أمجد رحال.
– أربعة قصائد روحيّة غناء المرنمة المصرية ميمي لوكاس، عرضت على قناة الطريق المصرية.
– قصيدة إنهُ الميلادُ بصوت القس والمرنم ميخائيل يعقوب راعي كنيسة مار إسيا الحكيم في سورية مع زوجته الخورية إليزابيث ملكي.
– مقابلة تعريفية مع الشاعرة ولمحة عن ديوانها الأول شهقات ملونة على محطة راديو أثير الأجيال الجزائرية سنة 2019م
-قراءة تحليلية لديوان شهقات ملوّنة بقلم الشاعر المحاور خالد ديريك.
– حوار طويل مع الشاعرة حول سيرتها الذاتية والأدبية وتجربتها الشعرية الأدبية ونتاجاتها القادمة في عام 2021م بقلم الشاعر والمحاور خالد ديريك
– تم توثيق لمحة عن سيرتها الأدبية في موسوعة الشعر العربي النسائي المعاصر للشاعرة والموثقة المغربية فاطمة بوهراكة في عام 2021م
_مقالة تعريفية عن الشاعرة في جريدة الثورة السورية بقلم الصحفية هفاف مهيوب عام ٢٠١٩
_حوار متعمق حول تجربة الشاعرة الشعرية والأدبية والفنية والحديث عن إصداراتها القادمة عام ٢٠٢١ بقلم الشاعر والناقد المغربي مؤسس حركة ق ن ح الشعرية عبد الرحمن بو طيب في مجلة روضة الأدباء العرب وبعض المجلات الأخرى .
-حوار متعمق أجري مع الشاعرة حول تجربتها الشعرية والأدبية والفنية في موقع الصالون الجزائري
-أجري معها العديد من المقابلات والحوارت التلفزيونية والإذاعية
-شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية والفعاليات الثقافية والمهرجانات المقامة على شكل بث مباشر على الصفحات الرسمية لمنظمات ومراكز أدبية وثقافية عالمية على الفيسبوك .
* مختارات من شعرها :
===============
تقول شاعرتنا المهاجرة وعد جرجس في قصيدتها بعنوان ( فَدَيْتُ الشامَ ! ) وهى قصيدة عمودية ذات أوزان خليلية تترجم فيها نبض مشاعرها تجاه الوطن الذي يسافر معها في غربتها وصورته وذكرياته لا تغيب عنه فهو توأم الروح ثنائية الحب و الجمال تحمل بواعث الفطرة :
ألا للشّامِ تُطلِقُ لِيْ سَراحَا
فَقَيدُ الهَجرِ أدمَانِي جِراحَا
وفاضَ الكأسُ يا وَجْدِيْ فزِدهُ
لعشقِ دمشقَ أفتيتُ النُّواحَا
أنَا ابنةُ جنَّةِ الفِردَوْسِ فيهَا
وطفلةُ شَمسِهَا والصُّبْحُ لَاحَا
أنا ابنةُ أوغَرِيْتَ براسِ شَمرَا
عروسُ الحَرفِ أهدَوهَا السِّلاحَا
لِمَاريَ أم لإبلَا أم تيْدورَا
انحنَى التَّاريخُ تبجيْلاً وَباحَا ؟!
لهَا السِّريانُ والكَلدانُ فَخْرٌ
ومن آشورَ قد فاضَتْ رِباحا
حَضاراتٌ وأزمَانٌ تَوالتْ
على أرضٍ ولا أرخَتْ جِماحَا
أيا سوريّةَ الأعرَاقِ دُوْمِي
لهذا الكَونِ أمَّاً لا بَراحَا
لِتَدمرَ من شرايينِيْ جذورٌ
وليْ في تَدمرٍ عرشٌ أراحَا ؟!
وفي حَلبٍ قِلاعُ المَجدِ عِزِّيْ
هوَتْ في أعينِ الحَمقَى رِمَاحَا
ولي في البَيتِ نارنجٌ ووردٌ
سقاهُ الغيثُ أشواقِيْ ففَاحَا
تَرَى اليَسميْنَ يرقصُ فيَّ إذا مَا
سرَت ريحٌ بقَسْيونٍ صباحَا
وبالنَّاقوسِ تُقرعُ أمنياتٌ
وتملؤنا الملائكةُ ارتياحَا
وعند الفجر في جللٍ تراءَتْ
حمائمُهَا إذا الآذانُ صاحَا
سَلِي الماغوطَ كم أثراكِ جهراً
وكَمْ نضحَتْ قصائدهُ كفاحَا
وهل أبكاكِ في يومٍ نزارٌ ؟!
بغربتهِ بكَى شِعراً وناحَا
وفارسُ حقِّكِ الونّوسُ غَافٍ
ولكنْ حَرفهُ الأبقَى مُتَاحَا
أيا أمَّ الكبارِ ولم تفيضِي
سِوَىْ بالنُّورِ يجتاحُ اجتياحَا
أنا في البَردِ لا أُغْرَى بدِفءٍ
وجَمرُ الشَّوقِ يكوينيْ التفاحَا
وجفَّ البَحرُ لم يُبحرْ سَفينِي
فَبعثَرَتِ المَجاديفُ الوِشَاحَا
خَشيتُ منيّةً تودِيْ بنفسِيْ
ولا تلقى بتربتكِ السَّماحَا
أيا شَاميْ العَتيقَةَ زارَ نَبضِيْ
أزقَّتَكِ الحنونَةَ واستراحَا ٠
***
و في قصيدة أخرى بعنوان ( كُنْ عَالَمِيْ ! ) حوارية تخاطب معاهد الصبا و تتنقل بنا كالطائر في حديقته الفيحاء يبعث شجى أوتار مع أنداء الفجر في صيحات العشق و معاني الحياة و بحر الروح من خلال لغتها الرصينة :
العِشْقُ في عينَيْكَ أغلَى مِنْ دَمِيْ
تَفديْكَ أنفاسُ القَصيدَةِ مُلهمِيْ
كُن كَوْنَ أحلامِيْ ودُمْ ليَ مَسكَناً
فأنا بكُلِّ مشاعرِيْ لكَ أنتَمِيْ
كلُّ المعانِيْ فيكَ صبَّتْ عذبَهَا
يابحرَ روحِيَ قَدْ غَرِقْتُ بأنجُمي
ياشهقةَ العُصفورِ في صَدْرِ
الصَّبا-حِ
وياارتعاشاتِ النَّدَى لا تَسأمِ
يا زفرَةَ الرَّيحانِ ذابَتْ مِنْ شَذَىْ
عُنُقٍ فراشٌ دونَ وعيٍ فارحمِ
غابَ اتزانِيَ في فضاءاتٍ حَوَتْ
ثِقلِيْ كَضَوْءٍ في عيونٍ مُرتَمِيْ
أنتَ الجميلُ نَبيذُ حُسنِكَ مُسكِرِيْ
والكأسُ ظمآنٌ لرشفٍ أنعَمِ
فتعاْلَ نغتالُ المسافَةَ كّلها
بِرصَاْصِ قُبلتِنَا هنَا فلتُعدَمِ
وتَعَاْلَ يا غُصْنَ الرَّبيْعِ ولفّنِيْ
نلتَاعُ لثمَاً بالتحَاْمٍ مُفعَمِ
أنَا لَمْ تَذُقنِيْ لهفةٌ مِثْلُ التِيْ
حُرِقَتْ بنَارِيَ فوقَ ثغرٍ برعُمِ
يا جُلَّ عشقِيْ كَمْ سُحرتُ بفتنةٍ
بينَ الجَبيْنِ وبينَ رِمْشِ الأسهُمِ
أشتاْقُ وصلَكَ إِنْ هَجرتَ فأقتفِيْ ..
أثَرَ الرَّحيلِ بعطْرِ شالِكَ أحتَمِيْ
اِذْكُرْ فإن خَلَتِ النجومُ بَخطوِنَا
وتعثَّرتْ أقدامُ ليلٍ معتِمِ
تَبقَى بكَ الحَسناءُ وعدٌ خفقةً
تُحيِيْ وتينَكَ بالحياةِ فنغِّمِ
أنتَ الذي لولَاهُ ما جَنَّ الهوَىْ
في أضلعِي يَوْمَاً ولا غنَّىْ فمِيْ ٠
***
و في رثاء شاعر العراق الكبير مظفر النواب كتبت توضح دور رسالته السامية التي غيرت ملامح الواقع مثل النور :
لاشَيءَ باقٍ لا أحَدْ
فالكلَّ ماضٍ للأمدْ
نَوَّابُ يا شِعرُ ارتحلْ
أَُردِيتَ يُتماً فارتعدْ
يامَنْ بِهِ الكونُ ارتقىَ
يبكيهِ منزوْعَ الجَلَدْ
سيفٌ وفي عُنْقِ الدَّجى
شقّيتَ فجراً فاتّقِدْ
إرثاً من الفِكرِ ارتمَى
كالشّمسِ في كونٍ خَمَدْ
للحرفِ يا شَاعرُ كَمْ
حِكتَ عباءاتٍ جدُدْ
ألبستَهُ الأبهى سمَا
للمجدِ آفاقَاً وَجَدْ
أحيَيتَ دَهرَاً روحَهُ
فيهِ سَتحيَا للأبَدْ
***
و نختم لها بهذه القصيدة تحت عنوان ( شوق البحر ) دفقات شعر و زجل وشوشات لموج البحر الذي يحمل أسرارا تنبيء نبوءة اللؤلؤ المكنون مبعث الخيال بكل أطيافه الفضية في بوح الروح عن مكنونات العشق و الحزن معا :
يا بَحرْ يا جبَّار عَ مَدّ النَّظرْ
متلَكْ أنَا مأسورْ دَابحنِي الضَّجَرْ
بالعينْ هالموجَاتْ تتلاطَمْ شَقَىْ
والشَّطْ فيها غرِقْ بالهَمْ انغمَرْ
كَمْ بِيتْ شِعرْ تغزّلوا بسحرَكْ أنِتْ
وكَمْ عاشق تعمّد بروحَكْ مفتكِرْ؟
شكلَكْ حلوْ بتأجِّجْ بصدري الوَلَهْ
بَسْ الأصل غدّار وعناقَكْ خَطَرْ
صَمتكْ مخَبّي بمَوجتُوْ مَليونْ سرْ
زَتُّنْ بحضنَك يَومْ جانِنْ وانتحَرْ
بتشبَهْ حَبيبِي يا بَحرْ متلو مَلَكْ
وبزَرقِةْ عيونو بشوفَكْ منتصرْ
قلّو عَ سرْنَا ان زارَكْ بلحظة سَحَرْ
واروي شفافْ الشَّوقْ عَطشانْ ونَطَرْ
قلّو يجي خيوط السَّنَا رَحْ شَمشْمَا
وبمرْجحَا بكفّي تَيصحَى الفَجرْ
تَتْغَلِغْلِيْ بغيمَاتْ بَردِيْ ياشَمسْ
وتحَمّمِيْ بالنّورْ قلبي المنكِسرْ
وتعبِّيْ وَردْ الزَّنبقْ بصدرِيْ دَفَا
بطَلْتُو وبشروقِكْ روحِي بتنبهرْ
وبغَيبتُو نَارْ الشَّفَقْ تكوِيْ كَوِيْ
ضلوعِيْ وتصرَخْ يا شَمسْ حَنِّ البَحرْ
٠٠٠٠٠
بعد الإبحار الموجز مع شاعرتنا وعد جرجس المغتربة بنت الشام الذي حافظت على لغتها و عروبيتها و تراثها و ترسم تضاريس وطنها في نوبات حب مع لوعة أنفاسها المحترقة بين جنون الشعر و سحر بلاد المهجر في علاقة تختصر مسافات رحلة العمر كنورس مهاجر يحلم بالعودة عندما ينبلج الفجر و يعم النور تلك الربوع الشامية كعهدها التليد في مضبطة التاريخ بلا قيود و هذا الأمل يظل انشودة الشاعر دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى