قالوا
بأنه الربيع
قادم
فأفرغت رئتي
وأنتظرت على الباب
براية بيضاء
وظللت
أطوحها لليمين
وعلى اليسار
لأفسح الطريق
للتفتح الآتي
والنسائم
والهواء النظيف
وفي الأفق
كان غيم
و لا مطر
والوجود حولي
عبوسا
قمطريرا
وأنا على الباب
ألوح
وأطوح رايتي
أغمض عيني كثيرا
كى لا يتحسس نظري
برودة المشهد
و لا تتشمم حداقاتي
رائحة اختناق الشمس
والشوارع الذابلة
لم يغب الربيع طويلا
ترك الباب
على أول جار
فتفتحت هناك الأزهار
وفرت الغرابين
لخلف الحدود
فتمايلت الأشجار
وظل الأفق
بعيدا
يرقصون له
في الشوارع
وانا…
مازلت ألوح
لخلف حدودي البعيد
فعبرها الربيع
وجاء
وما فرت الغرابين
حلقت
فوق رؤوس الورود
وراحت تنقر فيها
فما استطاعت
أن تتفتح
وتساقطت
كل الأوراق
ورايتي
ما عادت بيضاء
تلونت
بنفايات الغرابين
فتنبهت
أنا الواقف على الباب
أن الوقت
ليس ربيعي
فالشتاء على الخط الفاصل
واقف
والصيف
يلملم بقاباه
مغادر
وهذا الزمن
الممتد علينا
خريفي
بلا أحزان فيه
جميعنا
سنتساقط
