دراسات و مقالات

العـصا ومآربـها الأخـرى بقلم / حسين الساعدي

 هذا بحث مختصر عن العصا ومآربها وانواعها ومسمياتها وما ذكر فيها من كلام الله وأحاديث نبوية وما قيل عند العرب فيها من شعر وامثال والمآرب والاغراض التي أستعملت فيها .
العصا لغة واصطلاحاً :
وردت لفظة (العصا) في المعاجم العربية على أنها الـ(عَصا) ، ( اسم ) مصدر عصي ، الجمع : عِصِيٌّ وأعص وأعصاء ومثنَّاهُ:عَصَوان والعَصَا : ما يُتًّخذُ من خشب وغيرِه للتوَكُّؤ أَو الضَرْب ، ﴿فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِين﴾ (١٠٧) الأعراف ، وقيل إجتماع وإئتلاف أو جماعة أو لسان أو عظم الساق أو الجناح . والعَصَا من العُصيَّة: وصف للأمر الصَّغير يتولَّد منه الأمر الكبير ، قال بن دريد ، إنما سميت العصا عصا لصلابتها مأخوذة من قولهم : عص الشيء وعَصَا وعَسَا إذا صلب .

العصا في القرآن الكريم:
وقد ورد لفظ (العصا) في القرآن في 12 آية ، ولم تأتي ألا مرة واحدة بلفظ (منسأته) ، أما الآيات التي ذكرت فيها هذه اللفظة فهي :
ـ قوله تعالى:﴿وَإِذِ اسْـتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَـقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ﴾ َ(60) سورة (البقرة)
ـ وقوله تعالى:﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾(107) سورة (الأعراف)
ـ وقوله تعالى:﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾ (117) سورة (الأعراف)
ـ وقوله تعالى:﴿أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾(160) سورة (الأعراف)
ـ وقوله تعالى:﴿قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى﴾(18) سورة (طه)
ـ وقوله تعالى:﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾(32) سورة (الشعراء)
ـ وقوله تعالى:﴿فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُون ﴾َ(45) سورة (الشعراء)
ـ وقوله تعالى:﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيم ﴾ِ(63) سورة (الشعراء)
ـ وقوله تعالى:﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ﴾(10) سورة (النمل)
ـ وقوله تعالى:﴿وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَان ﴾(31) سورة (القصص)
ـ وقوله تعالى:﴿قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾(66) سورة (طه)
ـ وقوله تعالى:﴿فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُون﴾ (44) سورة (الشعراء)

أسماء العصا وأنواعها :
وللعصا الكثير من الأسماء والأنواع عرفت بها ، جمعت من مصادر عدة ، ومن هذه الأسماء التي قيلت قديماً وحديثاً هي :
الأكليز/العود/ الصَّوْلَجَان/ المقذعة /القسقاسة/النفعة/المخبط/الموبل
أو المِيْبَل/المِخْرَش أو المِخْرَاشُ/ُالمتيخة/السِّلاح/الوقام/الهادية/العتلة/المعفجة أو المعفاج/ المِهْمَزَةٌ/القحرنة/ النجا/المزام أو المِرْزَام/المِطْرَقَةُ/المِهْزَام/العتلة/ُالقرضوف/القشبار/المِقْلَد/ُمِقرَعَةٍ/ المخصرة/العَنَزَةٍ/عُكَّازَةٍ/قضيب/ٍ المنسأة/المحجن أو المحجنة /القصيد أو َالْقَصِيدَة/ الْعَصَا أو العصاية أو العصاة/هراوة/القحزنة أو المرزبة/عكاز أو العُكَّازَةُ/النيزك/حَرْبَة/عريضة/القنا/الرمح/المِنْجَدَة/المِرْبَدُ/الجَرَّةِ/المِرْبَعَة/المِلْوَظ/البَالَةٍ/باسطون/ باكور/بلطة/جناية/دبوس/شابوح/ شبى/شوليحية/عامود/النبوت/ الشوما/شدحة/الباكورة/الدبوس/ العجرا/القطلة/المِسْيَر/المشعاب/السوط/القب/المقشاع/مخصرة .
وسمى العرب أولادهم ذكوراً وإناثاً بأسماء العصا : (طرفة/طريف) و (غرب/غربة) و (محجن) و (طلحة) و (الخيزران) و (عويد) و (عيدان) و (دبوس) و (خشبة) و (خشاب) و (حطاب) .
وتصنع العصا من عدة أشجار منها الخيزران وعرق السمر وعرق الارطاء وعرق الغاف وجريد النخيل وشجر العتم الذي يعتبر من أقوى أنواع العصي ، وأما العصي المصنوعة من الخيزران فتستورد من نيوزلاندا والهند والتي تعتبر من أفضل الأنواع .
العصا ومآربها الأخرى:
قال تعالى:﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَاموسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى﴾ طه:17 ، (وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أخرى) المآرب : جمع مأربة – بتثليث الراء – بمعنى حاجة . تقول : لا أرَب لى في هذا الشىء ، أى : لا حاجة لى فيه .
قال القرطبي في تفسيره : تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم ابن عباس، قال:
– إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الحبل وصلته بالعصا
– وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني.
– وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها.
– وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة.
– وأقاتل بها السباع عن الغنم.
وقال “الحسن البصري” : أن العصا فيها ست خصال :
1- سنة للأنبياء.
2- وزينة الصلحاء.
3- وسلاح على الأعداء.
4- وعون للضعفاء.
5- وغم المنافقين.
6- وزيادة في الطاعات.
ويقال: إذا كان مع المؤمن العصا :
– يهرب منه الشيطان
– ويخشع منه المنافق والفاجر
– وتكون قبلته إذا صلى
– وقوة إذا أعيا
ولقي “الحجاج بن يوسف” أعرابيا فقال: من أين أقبلت يا أعرابي؟
قال: من البادية.
قال: وما في يدك؟
قال: عصاي:
– أركزها لصلاتي
– وأعدها لعداتي
– وأسوق بها دابتي
– وأقوى بها على سفري
– وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي
– وأثب بها النهر
– وتؤمنني من العثر
– وألقي عليها كسائي فيقيني الحر، ويدفئني من القر
– وتدني إلي ما بعد مني
– وهي محمل سفرتي
– وعلاقة إداوتي
– وأقرع بها الأبواب
– وأتقي بها عقور الكلاب
– وتنوب عن الرمح في الطعان
– وعن السيف عند منازلة الأقران
– ورثتها عن أبي، وأورثها بعدي ابني
– وأهش بها على غنمي
– ولي فيها مآرب أخرى ، كثيرة لا تحصى.
وقيل أستعملت العصا لغرض :
ـ حماية صاحبها في الترحال خاصة إذا ما سرى بالليل
ـ قياس المسافات
ـ قيادة وتأديب المطية
ـ طرق الأبواب
ـ السيطرة على قطعان الإبل والأغنام .
أما في الشريعة الاسلامية:
– أنها تتخذ قبلة في الصحراء ، وقد كان للنبي – صل الله عليه وآله وسلم – عنزة تركز له فيصلي إليها .
– وكان إذا خرج يوم العيد أم بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها .
وقد ذكر “الجاحظ” في (البيان والتبيين) فوائد العصا ، فمنها : سئل يونس عن قول الله عز وجل :{ولي فيها مآرب أخرى } فقال: لست أعلم جميع مآرب موسى، ولكني أذكر جملة تدخل في باب الحاجة إليها ، ومن ذلك أنها تحمل للحية والعقرب والذئب والفحل الهائج . ويتوكأ عليها الكبير والسقيم والخطيب والأعرج ، فتنوب للأعرج عن ساق أخرى وللأعمى عن قائده ، وللشرطي والراعي .

العصا في المنام:
ورؤيا العصا في المنام عند “ابن سيرين” ، هي رجل حسيب منيع ، فمن رأى: أن بيده عصا فإنه يستعين برجل حسيب فيه نفاق ، ويصل إلى مطلبه ، ويظفر بعدوه ، فإن كانت مجوفة وهو متكئ عليها ، فإن ماله يذهب ، ومن رأى: إنها انكسرت وكان والياً عزل ، وإن كان تاجراً أذهب الله تجارته ، ومن رأى: أنه ضرب بها الأرض فإنه يتغلب على صاحب تلك البقعة التي هو واقف عليها ، ومن رأى: أنه تحول عصا مات سريعا ً، ومن رأى: أن عصاه انكسرت مرض مرضاً شديداً ، ومن رأى: أنه يمشي على عصا فإنه تصميم على ركوب السفينة ، ومن رأى: أنه ضرب أحداً بعصا فإنه يبسط عليه لسانه ، ومن رأى: أنه ضرب حجراً بعصا فانفجر منه الماء ، فإن كان فقيراً استغنى ، وإن كان غنياً ازداد غناه .
وذكرت العصا عند النبي صل الله عليه وآله وسلم:
ذكر الثقات من أهل العلم فى كثير من المراجع أنه كان للنبى صل الله عليه وآله وسلم أكثر من عصا أو قضيب ، وذكر (ابن قيم الجوزية أنه صل الله عليه وآله وسلم كان له (محجن) قدر ذراع أو أطول و(مخصرة) تسمى العرجون و (قضيب) من الشوحط ( شجر الأرز ) يسمى الممشوق ، وقيل هو الذى كان يتداوله الخلفاء) زاد المعاد 1/132، وعن عطاء قال كان صل الله عليه وآله وسلم إذا خطب يعتمد على عنز أو عصا) جامع الآحاديث للسيوطى ، وقال: النبى صل الله عليه وآله وسلم : (إن أتخذ منبراً فقد اتخذه أبى إبراهيم وإن أتخذ العصا فقد اتخذها أبى إبراهيم ) جامع الأحاديث للسيوطى ، وقال النبي صل الله عليه وآله وسلم : ما قرعت عصاً على عصاً إلا حزن لها قومٌ، وفرح بها آخرون.

ما قيل من الشعر في العصا :
وذكر الشعراء العرب قديماً وحديثاً في شعرهم العصا :

ما القوس إلاّ عصاً في كفّ صاحبها
ترعى بها الضأن أو ترمى بها البقر

قال الأعشى ميمون بن قيس ابن جندل:
وَرَأَت بِأَنَّ الشَيبَ
جانَبَهُ البَشاشَةُ وَالبَشارَه
لسنْاَ نُضَارِبُ بالعِصِيِّ
ولا نُقاذِفُ بالحِجَارَه
إلا بِـكُلِّ مـُهَندٍ
عَضْبٍ من البِيض الذكارة

قال أوس بن حجر :
لَحَينَهُمُ لَحيَ العَصا فَطَرَدنَهُم
إِلى سَنَةٍ جِرذانُها لَم تَحَلَّمِ

وقال صالح بن عبدالقدوس:
لا تدخلن بِنَميمَة
بَينَ العَصا وَلحائِها

وقال يحيى بن نوفل:
عصا حَكَمٍ في الباب أول داخل
ونحن على الأبواب نُقصى ونُحجب وكانت عصا موسى لفرعون آية
وهذي لعمر الله أدهى وأعجبُ
تطاع فلا تعصى ويحذر أمرها
ويرغب في المرضاة منها وتُرهب

وقال ابن سارة:
ولي عصا من طريق الذم أحمدها
بها أقدم في تأخيرها قدمي
كأنها وهي في كفي أهش بها
على ثمانين عاماً لا على غنمي
كأنني قوسُ رامٍ وهي لي وتر
أرمي عليها سهام الشيب والهرم

وقال ابن رشيق:
ظن أن الحصون ملك سليمان
وليلى بجهله بلقيسا
وله في العصا مآرب أخرى
حاش لله أن تكون لموسى

وقال المتنبي :
لا تشتر العبد إلا والعصا معه
إن العبيد لأنجاس مناكيد

وذكرت العرب العصا في أقوالها وأمثالها فقالوا :

ـ ( شق فلان عصا المسلمين : إذا خالف ألفتهم ، وفرق جماعتهم ) والعصا مثل يضرب للجماعة .
ـ (إياك وقتيل العصا ) ، يريد إياك وأن تكون القتيل في الفتنة التي تفارق فيها الجماعة.
ـ (العَصَا من العُصَيَّة، ولا تلد الحيَّةَ إلا حَيَّةٌ) : تريد أن الأمر الكبير يحدث عن الأمر الصغير .
ـ لا ترفع عصاك عن أهلك ، كناية عن التأديب.
ـ عصا الجبان أطول. العصا من العصية.
ـ إن العصا قرعت لذي الحلم
ـ لا تدخل بين العصا ولحائها.
ـ لا تكن قاتلاً ومقتولاً في شق عصا المسلمين.
ـ فلانٌ لين العصا ، إذا كان رفيقاً حسن المداراة.
ـ العبد يقرع بالعصا والحرّ تكفيه الملامه
ـ فألقت عصاها واستقرت بها النّوى كما قرّ عيناً بالإياب المسافر
ـ العصا لمن عصى
أشهر العصي التي ذكرت في التاريخ: روى “المنشاوي الورداني” عن عصا الحكم بن عبدل، التي كان يكتب عليها حاجته لدى الملوك ، والأمراء ، والحكام ، ويبعث بها ، فلا تؤخر له حاجة ، تلك العصا التي ضاق بنفوذها ذرعا أحد الشعراء فقال عنها :
عصا الحكم في الدار أول داخل
ونحن على الأبواب نقصى ونحجب

وأشهر عصا في التاريخ عصا نبي الله موسى ، التي تعددت الروايات حول أصلها ، ومنهم من يعتبرها العصا التي أتى بها آدم من الجنة ، ولربما تليها في الشهرة درة عمر بن الخطاب ، ويتحدث المصريون عن عصا توت عنخ آمون ، المحلاة بالمعادن الكريمة ، والتي نقشت ألقابه عليها ، ومن العصي الشهيرة العصا التي حملها نامليار في حله وترحاله ، ولم يتخلف الأدباء عن حمل العصا ، فرافقت أكف بعضهم كجبران خليل جبران ، وتوفيق الحكيم ، الذي كتب في ظل صحبتها كتابه الممتع (عصا الحكيم) .
ويذكر أن “أسامة بن منقذ” قضى ستين عاما يبحث عن كتاب اسمه (كتاب العصا) وسبب تأليف هذا الكتاب قصة طريفة : وهي أن والد أسامة بن منقذ زار أحد العلماء ومعه كاتب لهم ، وكان ذلك الشيخ يجلس وحوله الكتب . وخلال حديث الشيخ مع والد الأمير ، تناول ذلك الكاتب كتابا من تلك الكتب دون إذن الشيخ ، فلحظه الشيخ ، وغضب ، وقال له : ما أحوجك أن يكون ما في يدك فوقها ! فألقى الكاتب الكتاب ، فكان اسم الكتاب ( العصا ) . سمع الأمير هذه القصة من أبيه ، فمكث ستين سنة يبحث عن هذا الكتاب ، في مصر والشام والعراق والحجاز والجزيرة وديار بكر . فلما لم يجده ، وكان مشتاقا لكي يعرف محتواه ، فماذا يمكن أن يقول مؤلف في مجلد كامل عن ( العصا ) !! بادر هو إلى تأليف كتاب عن العصا ، وسماه كتاب العصا !!
واشتهرت في الخطاب العربي مقولة: (مسك العصا من الوسط) . وكانت في الغالب تقال على سبيل امتداح المهارة الديبلوماسية لشخصٍ ما من خلال موقفه الوسطي بين رأيين متنافرين أو طرفين متخاصمين . أما العصا والجزرة هو مبدأ (ثواب – عقاب) وهو تعبير مجازي وهذا التعبير مصدره من أوروبا عندما كان أهلها يروضون البغال والحمير باستخدام العصا والجزرة ، بحيث يتم مسك الجزرة بيد ووضعها أمام الحمار والعصا بيدٍ أخرى ، فيسير الحمار إن طاوع الجزرة وإن عصى فله العصا 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى