دراسات و مقالات

” من وحى المرارة ” الإذاعي والشاعر زينهم البدوي – 1957 م

تغريدة الشـــــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

من حيث يطير عبير الزهر من حيث يفوح أريج العطر
من حيث ترتل أغنيتي في جنتها آيات السحر
من حيث تعيش ملائكة بقلوب ملء صداها الخير
من حيث تئن قيود الأسر من حيث تنوء جبال الصبر
قد جئت وفي قلبي كلفُُ لا تدركه أفهام العصر
( من قصيدته: رسالة إلى أبيها )
———–
و يقول زينهم البدوي :
” لغتنا العربية في خطر لكنها لم تندثر لأنها لغة القران الكريم لكن هل معني ذلك أن نستكن لما نراه من مؤامرة لصفصفه اللغة العربية — !! ”
هذا انسان و شاعر و اعلامي متميز لازمته عن قرب في بدايات الانطلاقة فآمنا بموهبته و اشراقة استعداداته و طاقته اللغوية و الادبية و الفنية ركائز تمثل جذور عمق تجربته منذ نعومة أظفاره تفرد بالكثير و الكثير بل كان محبا للجميع لشتي شرائح المجتمع في ود و تبادل و احترام منذ معاهد الصبا و شرخ الشباب و زمالة الدرسالة و صداقة المكان في صعيد واحد نلتقي مع الصديق الصدوق الاذاعي و الشاعر ” زينهم البدوي ”
نعم من رحم القرية المصرية الجميلة و من بين ظلال وحي الطبيعة الخلابة التي أهدت الينا الشاعر الكبير صالح الشرنوبي ، و اليوم تأتي بترنيمات هذا الشاعر المغرد العذب بمفردات لغتنا العربية الأولي و معاني تستلهم من زوايا البعد التراثي و الواقعي مع سبحات من الخيال المثالي الذي ينساب كشلال من نور يعبر الأفق البعيد يشدو من خلاله الي أحلامه الواسعة كالنهر المتجدد شكلا و مضمونا حيث تتجلي روعة الالقاء في تجسيد الصورة التي تزاحم المواقف مع عبقرية المكان بين البحر و البحيرة و الرمال الذهبية و غابات النخيل و المراكب التي تغدو و تروح مع شمس الأصيل ترسم خريطة العشق في عبقرية هذا الانسان الموهوب في شتي النواحي —
و لم لا فهوا يمتلك الموهبة منذ نعومة أظفاره و عشقه للغة و صوته الرخيم الذي يتقن فنون الالقاء و الابداع مع الالتزام بالقيم الأصيلة و من ثم تفرض مشاعره الجياشة قبس من روح العطاء الملحمي في مشوار رحلة العمر حيث الشباب و التطواف داخليا وخارجيا كل هذا شكل ملامحه الفنية وجسد رؤيته في تلقائية هكذا كانت معالم الانطلاقة بلا قيود بلا حدود يصدح في المحافل بأنفاسه التي تسجل ومضات الكلمات في رسالة للفن و المجتمعا معا —
و لذا أتت قصائده محلاه بوشي من أخلاقيات مجتمعها وعاداته الموروثة.وتارة يعود إلى المجتمع والواقع يحلق كالطير أينما اندفع فجرا و مساء مع تجربته الذاتية في تباين يكشف لنا مسارات الاحاسيس التي تنمو و تتطور مع حركة الحياة —
و بهذا الطرح الوافي نرى هذا في صوره وتشكيلاته، بل ونراها في ألفاظه المنمقة المختارة، من ماعون فنون العربية و أجناس الأدب ومذاهبه و مدارسه و هذا أن دل فأنما يدل علي مدي حرصه الوجداني الصادق و المؤثر و فكره المستنير الراقي —
فكانت مراحل نتاج ثقافة شاعرية تنم عن حالات الالمام بالقضايا التي تساور كل انسان مهموم بتاريخه الفضفاض فشكلت بواعثه ذات الصبغة الأدبية طلقاته و انطلاقاته في توازن يحفظ سيمات الحب و الجمال لكل محيط ينزل به عبر وادي الشعر مع ميعة جذوره الأولية في سباق دواخله التي تترجم لنا خلجاته في ممرات العمل الابداعي مع مقوماته و أصوله في دربة تسيطر علي العطاء فملأ فراغ الاماكن و الأزمنة التي يبوح اليها بأصدق و أحلي الاحساس بمفاتن الوجود هكذا يغني شاعرنا البدوي في تواصل مع وهج المكيرفون فنتلقف صدي رنين صوته الشجي هكذا —
نشـــــــأته :
ولد الإذاعي والشاعر زينهم البدوي عام 1957 م بمدينة برج البرلس – محافظة كفر الشيخ – مصر .
* حصل على بكالوريوس الإعلام – قسم الإذاعة والتليفزيون من جامعة القاهرة عام 1980 .
* تقدم لاختبار المذيعين عام 1982 ، فكان ترتيبه الأول على الناجحين .
* اختير ليكون أول صوت ينطلق من إذاعة وسط الدلتا في صبيحة عيد الفطر عام 1982
* انضم إلى أسرة التنفيذ بإذاعة صوت العرب عام 1989 .
* الخبرات والإنجازات :
– تولى إدارة المذيعين بإذاعة وسط الدلتا منذ افتتاحها عام 1980 ، قام بتدريب أجيال من مذيعي إذاعة وسط الدلتا .
– قام بالتعليق الصوتى في العديد من الأفلام التسجيلية من إنتاج التليفزيون المصرى .
– قام بالتعليق العسكرى على الهواء في احتفال مصر بالعيد العشرين لنصر أكتوبر المجيد .
*-من أوائل المذيعين الذين كلفوا بتقديم الفترات المفتوحة على الهواء بإذاعة صوت العرب .
– من أوائل المذيعين الذين كلفوا بتنفيذ فترات البث المشترك مع الإذاعات العربية .
– إلى جانب عمله مذيعًا للتنفيذ على الهواء ؛ فإنه يعد ويقدم العديد من البرامج الثقافية وبرامج المنوعات .
– عمل بالإذاعة العراقية مذيعًا ومقدمًا للبرامج ومدربًا للمذيعين خلال عامى 1984 و 1985.
– أوفد إلى العديد من الدول العربية في مهام خاصة بالتغطية الإعلامية للأحداث .
– تولى تدريب المذيعين الجدد بتكليف من الإدارة العامة للتنفيذ بشبكة صوت العرب ، والإدارة العامة للتدريب العملى بقطاع الإذاعة .
– المدير العام للإدارة العامة للبرامج الخاصة بشبكة البرنامج العام . المدير العام لمركز التراث الإذاعى .
– المدير العام للإدارة العامة للتدريب العملى بقطاع الإذاعة . – نائب رئيس قطاع الإذاعة
– عضو لجنة تنمية الكوادر الإعلامية بمجلس الأمناء باتحاد الإذاعة والتليفزيون – عضو اتحاد كتاب مصر .
– مؤسس المرصد اللغوى بجمعية حماة اللغة العربية – مؤسس منتدى البيان برابطة الأدب الإسلامى العالمية.
**الإصدارات : *صدر له شعرًا : ديوان ” عبير من الفردوس ” – ديوان ” من وحى المرارة ”
•وصدر له نثرًا : – تجارب فريدة في دنيا القصيدة ( سلسلة دراسات أدبية ومختارات شعرية ) .
– فن الإلقاء بين الإعلامي و الممثل ( دراسة لجامعة الإيمان باليمن ) ..
*حصل على العديد من شهادات التقدير ، أهمها :
– حصل على شهادة تقدير في عيد الفن والثقافة عام 1979 .
– حصل على شهادة تقدير من مؤسسة جائزة ” عبد العزيز سعود البابطين ” للإبداع الشعرى عام 2004 .
– تم تكريمه من قبل هيئة قصور الثقافة ومحافظة كفر الشيخ خلال مؤتمرها الأدبى الرابع عام 2009 .
– تم تكريمه قبل كلية الإعلام بجامعة القاهرة ، ومنحته درع الكلية تقديرًا لعطائه الإعلامي عام 2014 .
مع شــــــــــاعريته :
أجل ان اهذا الشاعر يمتلك قلب انسان و موهبة فنان في فضاءات العالم يسبح يحاكي الحياة في بوح متفرد رائد يكتب لنا ملحمته بعنوان واضح بعيد عن الغموض و يسرد جماليات النص في دلالات تنهض بوحي الابداع المتباين يكشف لنا مداخل التعبير في صور متعددة و تراكيب تزخر بالبلاغة و الايقاعات التي يوظفها نتائج الاحساس فيدرك المتلقي الحلم و الحزن من وراء القصد نحو متغيرات ينشد من خلالها رسالته الي المجتمع الذي يعشق أصالة الفنون الجميلة فقد امتلك جهاز النطق السليم و اللغة الصحيحة و المشاعر المرهفة و النبل الذي يتحكم في فهم المدارك فقصائده لها تذوق فني بديع تحتاج الي تفسيرات فلسفية تطرح لنا أوجاع لحصاد مواسم طويلة كي يصل الي محرابه الصوفي يصدح بنداءات أنداء الفجر وحيا طيبا مباركا —
و ثمة قصائد تتناول كل التوقعات للمنحيات التي يمر بها عالمه المتنوع التأملي الفلسفي الجدلي التقريري في حواريات الرمز الذي يفيض بمؤثرات الأخيلة التي تسافر مع أنفاسه شرقا و غربا فيطوف بين أفنانها متسائلا فيقول زينهم البدوي في قصيدة من عبير فراديسه :
بالباب طرق من ترى يأتي ويستجدى الفقير
وظلام ليلى حالك وبلونه يكسو الشعور
والفجر آثر بخله أنساه تضحيتي الغرور
قد كنت أهون أهله وبجنبه نعم النصير
ما عاد يذكر قصتي ويرق للقلب الكسير
ألقى وصيحة حاتم في النار تلتهم السطور
فالطرق يلهب مسمعي وبمقلتي دمع غزير
مختارات من شـــــــــــعره :
مع قصيدة بعنوان ” بين الفاروق و شاعر النيل ” حيث يستحضر المشهد و يرمز في مفرداته الي منطق الحق و القوة و العدل الي يجسدها الفاروق عمر في عصر صدر الاسلام و يعرج الي الوادي الجميل مع عبق النهر الخالد النيل العظيم الذي وهبه الاله الخالق المنعم لمصر الحروسة فيرصد ظواهر التلقبات و حركة الاضداد في ثنائية تغازل الزمن من منطلق رسالة الشعر الذي يحمل هموم و أحلام هذا الانسان المفتري عليه لكنه يلوذ بأحضان الوطن مترنما شاديا فيقول البدوي مذكرنا بجماليات ابن زيدون مع رحلة الاندلس الضائع :
يا شاعرَ النّيلِ هل تغني قوافيها
إذا قصَدت لرمزِ العدل تهديها ؟
في قوةِ الحقِّ لم نُبصر له مثلا
و في صوابِ الرّؤى مَن ذا يُضاهيها ؟
و في الفراسَةِ ما أقوى بصيرتهُ
كأنّه مِن مَعين الوحي يُبديها
و في انصياعِ النُّهى للحقِّ نُبصره
نِعم المُطاوعُ لا كبرًا و لا تيها
تلك المناقبُ لا يُحصي لها عددًا
ولا يُحيطُ بوصفِ الفَيض مُحصيها
يا شاعرَ النّيلِ هذا سِرُّ بهجَتِنا
بدُرّةِ التّاج فوق الهامِ تُعليها
يزهو بها الشِّعرُ إقرارًا بروعَتِها
و في رحابِ السّها نرنو لمُلقيها
بنيتَ بالسّحر في أبياتها لُغةٌ
ترقى محاسنُها تسمو معانيها
ورُحت ترسم للفاروق سيرته
مواقفًا يذهلُ التّاريخ بانيها
هذي القصيدة صيغَت في مَناقبه
فزادها رفعةً ذكر الذي فيها
يا شاعرَ النّيلِ هل أبصَرتَ واقعنا
صرنا ضحايا جروحٍ غابَ آسيها
صرنا بقايا دُمىً مِن بعد فرقتنا
فهل يقيمُ لها وزناً أعاديها ؟
صرنا فرائسَ للدّنيا و زينتها
فهل ظفرنا بشيءٍ مِن مَغانيها ؟
ذلّت لزهدِ أبي حفص فصار بها
نعم المسافرُ للأبقى وراجيها
فأين منا أبو حفص لينقذنا
يا أمة بعثها رهنٌ بماضيها ؟
هذه كانت أهم القراءات لمدخل شخصية شاعرنا الكبير الاعلامي زينهم البدوي الذي عانق لغتنا العربية بجمال حسه وصوته الرخيم العذب مع رحلة المكيرفون منبر يشع جمالا و فنا و أدبا يرتل قصائده الشجية في سباق مع واحة الفنون الجميلة فدواوينه تنطق بروعة الكلمات و حضوره يجسد لنا معاني المقصد في خط بياني ينطق باداء فني متسامي يسافر مع ظلال الروح الخالدة مع موكب الحياة دائما 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى