شعر

الربيع القادم

بركات الساير العنزي

عندما سكبت أحلامي
في دلتي ،،ووضعتها على الموقد
كي أرتشف أحلامي ساخنة
على مهل ،وتؤدة ،وتدبر
ولعل نكهة قهوتي
في سر ارتشافها
لازال طعمها في فمي
تخيلتها تكلمني وتساررني
وتكشف لي أوراقا
تكدس عليها الزمان
ففقدت نكهتها المميزة

ونثرت الأوراق في الهواء ،،،
تكتسحها العواصف
،،وتخمد نيرانها المشتعلة
أيقنت يومها أن أحلامي ماتت
وأقنعت نفسي ..أن لا حلم لي
ركضت أحلامي ،،وراحت تعدو
كأنها في سباق خيل أو هجن
صرخت بصوت مذبوح
أتستطيع اللحاق بي ؟؟
أمسكني ،،شدني
إن كان عندك رمق من حياة

حاولت اللحاق بها دون جدوى
لايمكنني بلوغ الخيل الأصيلة
قههت ساخرة …متضجرة
وقالت لي : قف عندك
لاتستطيع أن تمسك بي
أنا أحلام شعب مكلوم
أنا حلم فاشل في تاريخكم
إذا ماتت الأمة ،،مات إرثها
أأعلن عجزي ؟ 
أم أتوقف عن الجري؟

وكانقضاض النسر على فريسته
وفجأة أنقضت علي ابتسامتك
جاءتني كلماتك لتوقظني
وكأني كنت في سبات عميق
درجت شفتاك كطائر جميل
يدخل حديقة القلب ويغرد
فترتد إليه الألحان من كل مكان
يردد القلب صداها ،،
تنير جوانب قلب مظلم
فيبتسم ثغرك،،ابتسامة أخرى
وعرفت أن القمر يضيء
ويملأ نوره كل الدنيا
رغم ليالي الظلام
وأدركت أن الأحلام لاتموت
قد تكون في سبات شتوي
وأن جمالك جمال الزهور
عندما تضحكين
وعندما تبكين
أيها الحلم المتمرد
أيها الحلم العاصي
لا تتمرد ،،ولا يصيبك الغرور
تمرد قبلك الكثير ،،
استعصى الكبير منهم والصغير
حذار حذار من الجحود
هيهات أن تغلق فم العصفور
وهيهات أن تقتل بسمة رضيع
سيعودون من الشمال والجنوب
سيعود الأبناء والأحفاد
مع نور الفجر وبزوغ الشمس
سيعودون كنسمة الربيع
يتشحون بثوب الحنين
وترتفع صرخاتهم 
صرخات فرح وتحدي
تمتلئ بهم الوديان
وتورق الأشجار
لفصل ربيع قادم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى