خواطر

الحب

خنساء سليمان

 

أين كنت؟ لِمَ تأخرت عن موعدنا؟

في العمل منهك’ وأشعر بالصداع!

هي :صمت وصمت ونظرة حائرة.

هو :لِمَ هذا الفتور ؟ ماذا في جعبتك؟ هيا ألقي كل ما في سلتك؟

هي: كل ما فيها بيض’ لم اتعظ من المثل الصيني الذي يقول ﻻ تضع بيضك كله في سلة واحدة… أنا وضعته طائعة مختارة.. فهل تريد أن ألقي به ؟

هو :اسمعي أحاول العبور’ فلا تكوني حاجزًا .

هي : تذكرت معلمتي حين كانت تغضب من إجابة غبية لأحد الطلاب .فتقول التكرار يعلم الحمار، وتجبره ان يردد هذا المثل الشعبي أمامنا’.. كم كرهت هذا المثل حينها لكني الآن أراه ناجعًا ……

هو: فسري أكثر.. وربي  لم اأفهمك،  حيرتني يا امرأة  تعبث بالمعاني كيفما طاب لها .

تكرار الحدث ﻻ بد أن يخلق علامة استفهام،  ليتبعه علامة التعجب ، ومن ثم حين نعمل التفكير.. نصل للنقطة’، والنقطة هي نهاية كل جملة مفيدة  لأنها اليقين واليقين ﻻ يترك لنا خيارا.

هو:أحبك.. دعي الترهات جانبًا وحدثيني حديث الأرواح .

هي : يا إلهي’ لِمَ تظن أنك قد أخرجت الأرنب من قبعتك السحرية بهذه الكلمة’؟

الحب إحساس مشترك’ كسهم ينتقل عبر الأثير ليصيب قلبين بالحب معا’ ساعاته ثواني وسنينه أيام. شعور خرافي يجعلنا أكثر إحساسًا وحنانا  وتضحية بلا حدود . اسمع أنا لم اطرب لسماعها’ أتعلم لِمَ؟ لأنها لغة القلوب..  تتناجى بها’ لتزداد خفقات القلب ويدخل في تيه من اللاوعي ﻻ يتمنى الاستيقاظ منه ابدا’ ليست الشفاه من توصل الكلمة . بل احساس القلوب بها .

هو :هل غيابي هو سبب مزاجك السيئ؟

قالت مقهقهة  :بل ربما حضورك هو السبب!

هو : الغيرة نار تحرق الحب وﻻ تتركه إﻻ هشيما، رمادا’ فكوني على حذر..ﻻ تكوني وقودًا لمحرقة كبيرة، لن نستطيع إخمادها .

هي: عجبت لك..  أتريد نارا بلا دخان؟ ؟اسمع: إن الحب نار والغيرة دخانها، ﻻ حب بلا غيرة’ كما ﻻ نارا بلا دخان . ﻻ توقظ بركانا خامدا فحينها سيقذفك بحممه .

صمت هو هذه المرة وقال متأسيا : أﻻ تعلمين أن لحظات السعادة قصيرة’ ولحظات الألم سنين طوال.. الحب عزيزتي خالد أبدي’ فلا تطئيه بلحظة حمق .

يحيطها بذراعيه ويهمس أما زال حضوري يسبب لك مزاجا سيئا’ يا امرأة أحبها عقلي قبل قلبي .

ونظرة ضارعة في عينيها تقول :ﻻ تغيب فغيابك بعثر روحي .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى