حذاء أسود على الرصيف الروائية الكويتية بسمة العنزي – 1972 م
تغريدة الشـــــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد
ان الأدب العربي ظل هو مرآة المجتمع حيث كان و ما زال بمثابة سجل يروي لنا التراث و الواقع و يقدم لنا رؤية الحلم مع الغد المشرق هكذا — !!
و لم لا فهو منظومة الابداع و القيم الروحية و جمال الاحساس و خيال الفكر و الوجدان الذي يسبح بين نهر الأفق يرسم لوحات فنية مختلفة
و من ثم نجد أجناس الأدب و مذاهبه المتعددة فقد عرب الذوق العربي : الشعر بأنواعة ، و النثر بتفاصيله الحديثة بداية من الرواية و القصة و المسرحية و المقال و الخطابة و ألوانة مستحدثة أضف الي النقد الأدبي الذي يحكم الاعمال الأدبية بمنهجية و موضوعية في اطار مدارس تنظمه حسب الأصول و القواعد الفنية
و قد عرف العربي القديم افن القصة و الرواية منذ ” القصص القرآني ” و سورة يوسف محكمة خير دليل علي ذلك
ثم تتوالي الأحداث مع الرواية و القصة و الاقصوصة و القصة القصيرة و قصة الومضة —
وقد عرفنا قصة ” زينب ” لمحمد حسنين هيكل ، ثم ” الثلاثية ” لنجيب محفوظ ، ثم فارس القصة القصيرة محمود تيمور و أخيرا ” يوسف أدريس ”
و تبلورت الرواية العربية في صور كثيرة و اتجاهات فنية ذات جوهر له معالمه —
و عندما طالعنا رواية ملفتة للنظر للكاتبة الكويتية بسمة العنزي قد استوقفني عنوانها :
«حذاء أسود على الرصيف»
حيث السرد القصصي من منظور الحداثة و المدنية فقد وظفت الخطوات من الاشخاص و الابطال و الزمان و المكان و العقدة و الحبكة القصصية الرائعة التي تشد انتباه الفاريء الكريم
ثم وضعت نهاية فلسفية منطقية مقنعة و لم تغفل عنصر التاريخ و لغة الحداثة للمخترعات فجاءت فصولها تنطق بلوحات الفنية الجمالية مع خيال يسبح في سطور الفقرات يوشح كافة الصور انطلاقة جادة —
نشــــــأتها :
———–
ولدت الروائية الكويتية بسمة علي جدعان العنزي عام 1972 بداخل أحد الأحياء بدولة الكويت ، وتلقت مراحل تعليمها كاملة هناك بداخل دولة الكويت ، وتخرجت من كلية العلوم الطبية المساعدة تخصص إدارة معلومات طبية من جامعة الكويت
وبمجرد تخرجها بدأت تخطو أولى خطواتها في رحلتها مع الثقافة والـدب ، بتكرار المحاولات استطاعت السيدة باسمة العنزي أن يكون لها زاوية أسبوعية ثقافية في صحيفة الرأي الكويتية ، وجاءت هذه الزاوية تحمل عنوان ( لغة الأشياء) ، كما ألتحقت حينها بالعمل في القطاع الخاص ، وتحديداً في شركة زين للاتصالات ، وعلى الرغم من عملها هذا إلا أنها لم تتوقف عن رحلتها الأدبية التي بدأتها ،
حيث اتقوم الروائية باسمة العنزي بمحاولة نشر قصصها ونجحت في ذلك وقامت بنشر هذه القصص في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية ، ولاقت هذه المجموعات القصصية صدي رائع و اهتمام من القاريء المتابع و الناقد الادبي في تشخيص حالة المجتمع العربي و لا سيما البيئة الكويتية الثرية –
و من ثم نالت العديد من الجوائز والتكريمات كما سيتضح لنا لاحقا بأذن الله في السطور القادمة
أهم الأصدارات :
————–
يذكر أن بسمة العنزي صدر لها من قبل ثلاث مجموعات قصصية متتالية :
الأولى العام 1998 تحت عنوان «الأشياء»،
والثانية العام 2007 بعنوان «حياة صغيرة خالية من الأحداث»،
و الثالثة فصدرت العام 2010 بعنوان «يغلق الباب على ضجر».
وتعد «حذاء أسود على الرصيف» أول عمل روائي لها، وقد حصلت على جائزة الشارقة للإبداع الروائي عن هذه الرواية.
تتكون الرواية من واحد وعشرين فصلا، تتناول العديد من القضايا في المجتمع الكويتي، منها قضية «البدون»، ورغبة المرأة في التحرر من قيود المجتمع، بالإضافة إلى الحب والخداع وأحلام البسطاء المسحوقين داخل الشركات الكبرى.
وعبر فصول الرواية تعطي لنا الكاتبة مشاهد مختلفة من الحياة داخل الشركة التي تصورها على أنها مرآة للحياة ككل
و من أهم الجوائز التي حصلت عليها الروائية بسمة العنزي :
——————————————-
• حصلت الكاتبة باسمة العنزي على جائزة الدولة التشجيعية للقصة القصيرة عام 2007 عن مجموعتها (حياة صغيرة خالية من الأحداث)
• كما فازت برواية “حذاء أسود على الرصيف” بالمركز الثالث في جائزة الشارقة للإبداع العربي في مجال الرواية ، وذلك في عام 2012
• حصلت على جائزة الدولة التشجيعية للقصة القصيرة لعام 2013 عن مجموعتها (يغلق الباب على ضجر)
• حصلت على جائزة المرأة العربية مجال الأدب ، وذلك في عام 2016
• كما تم تكريمها من قبل مجلس التعاون الخليجي في مجال الأدب ، وذلك في عام 2016
كانت هذه أهم الخطوط العريضة لفهم شخصية الروائية الكويتية بسمة العنزي و التي عبرت عن واقع مجتمعها و عمق الأنتاج النسوي الذي تصدر وجهة الثقافة في الآونة الأخيرة فهي مرآة لتحقيق الحلم الذي يراود كل امرأة عند لحظات التعبير من موروث تاريخي اجتماعي دائما .