شعر

العبيد يشترون القيود

عبد الجبار الفياض

مرايا مشروخة
لا تعكسُ ما شَوّهَ وجهَ الأرض . . .
أُحتقِنتْ أثداءُ السّماء
فما بغيرِها يندى جَدْب . . .
الفضاءُ يصغُرُ بعينِ طيرٍ في مهبِّ ريح . . .
ضيّقةٌ هنا مساحةُ الغُفران
ليسَ كما عندَ عزيزِ مُقتدر !
لا تسعُ ما طاردتْهُ لعنةُ الفَراعنة . . .
كلُّ شئٍ
يسدُّهُ دمُ الشّرايينِ المقطوعة
ألَمُ اختناقِ الطّين
زفرةُ مصدورٍ تخترقُ صمتَ القبور . . .
لاتَ حينَ إصبعٍ يُعَضّ . . .
يتمنى قابيلُ لو استبدلَ رأسَهُ برأسِ غُراب !
. . . . .
قالَ واعظٌ
سَرقَ نعتاً فَضفاضاً من عَصرٍ غابر . . .
أيُّها المَلأ :
لا تجعلوا بينَهُ وبينَكم ومضةَ ريْبٍ
ما عندَهُ مُحصّنٌ بتعويذاتٍ لا يمرقُ منها إبليسُ عارياً . . .
ماءُ البحرِ براحةِ طفل . . .
الرّيحُ بالوناتُ عيدٍ ملوّنة . . .
لا يغلبُهُ بروتوغوراس في الوقوفِ على رأسِ إبرة . . .
يَجرُّ الزّمنَ بشعرةِ معاوية . . .
ليسَ هُبلُ وحدُهُ يطوفُ العُريُ حولَه !
. . . . .
لكم ألاّ تكسروا نَعَمَاً بوجهِ هذا الرّجل
فقدْ اتبعَ الغيمُ خُطاه . . .
ألا تروْنَ في جبهتهِ الأنهارَ
حقولَ القمْح
كُلَّ ما تحملُهُ إشجارٌ من ثمار ؟
تحتَ قدميهِ ما غصّتْ بهِ سفائنُ سُندباد . . .
للأرقامِ وجوهٌ شاحبةٌ يَعرفُها
وأُخرى
يلعقُ ماعونَها خرّاص أجوف . . .
ذاك ما علّمَهُ سيدُهُ الذي لم يَرَهُ إلآ عصا !
لا يسألُ الحمارُ عَمَنْ يمتطيه . . .
. . . . .
عاصفةُ الفنجان
انتهتْ . . .
شرِبَ الغرباءُ القهوة
زبداً حيثُ لا نفعَ لفم . . .
فقدتِ الشّمسُ قرصَها بمستنقعٍ الأقزام المحروسِ بهم . . .
القمرُ بثوبِ محاقِهِ المسروق . . .
موجٌ في صحراءٍ عقيم
السّفنُ الورقيّة
تعودُ محمّلةً بعصفٍ مأكول . . .
دعاءٌ مبتور
ما خرجَ من شرخِ باب
لطّخوا كلَّ الجُدرانِ بالحنّاء . . .
إنّهم يرقّعونَ الماءَ بقِطَعٍ من فلّين !
. . . . .
النّومُ
أرخصَ القيود . . .
لا شأنَ لكم بجماجمِكم
فهي أعشاشٌ لبيضٍ فاسد . . .
اعرضوا حناجرَكم للبيْع
فهذا موسمُ الثُغاء . . .
فُتاتُ الكلماتِ السّاقطة
وجباتٌ لا تُكلّفُ عملةً سوى الإنحناء . . .
لِيعْلُ رؤسَكم غبارُ رقصةِ أرجلٍ
تعلّمتْ فنَّ التّصفيقِ المستورَدِ أيضاً . . .
اغسلوا ثيابَكم بماءِ حزيران
فمازالتْ بقعُ النّكسةٍ تتقارَبُ لتكونَ لونَ حِداد !
. . . . .
الأشباحُ لاتحرثُ الأرضَ اليَباب
ما وراءَ ما وراء ؟
وأيٌّ
ماذا لو أبصرَ أوديبُ طيبةَ من جَديد ؟
لقيَ المعرّيُ أباه ؟
جيءَ بناقةِ صالح ؟
ما تجنيهِ عيونُ الانتظار ؟
وأمامَها راياتُ السَفَهِ المَطليِّ بسخامِ الإلتواء . . .
لم تنتهِ بعدُ مسرحيّةُ التّابعِ والمتبوع . . .
لا قميصَ يردُّ بَصراً . . .
عصا تشقُّ بحراً . . .
لا زيتَ في مصباحِ علاءِ الدّين . . .
هل يفورُ التّنورُ من جديد ؟
أبوابُ الجّبالِ مُغلقة !

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى