دراسات و مقالات

شذرات لغوية

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد

ولي وطن آليت ألا أبيعه ولا أرى غيري له الدهر مالكا
” ابن الرومي ”

مع قصة هذا البيت :
——————
و الخلاصة :
أن الوطن هنا هو منزل لابن الرومي في بغداد، حاول جارٌ له «تاجر» واسمه ابن أبي كامل أن يجبره علي بيعه له فأبي ابن الرومي، فإذا بالجار يغتصب بعض جدرانه.. ويتلفها ليضطره إلي بيعه، وهو ما جعل الشاعر يقوم ويقعد، ويرغي ويزبد، وينذر ويهدّد، ثم إذا هو في النهاية يفزع إلي سليمان بن عبد الله بن طاهر، والي بغداد، ويقدّم إليه شكواه في صورة قصيدة.
و أري ان مفهوم الوطن تتدرج مع رحلة الانسان مع الحياة و من ثم نجد
أنه يتحول هذا الوطن الماثل أمامنا كفكرة من موطن منزل – دار – صغيرة خاص الي وطن مشاع عام يسع الجميع مع تطور النظام الاجتماعي في اطار البعد الزماني و المكاني لاقامة الانسان مع غيره في مجتمع له اسس و قواعد تحكمه داخل قانون يصون الحقوق و الواجبات دون تميز —- !!

و مع تأملاتي الذاتية نقف سويا مع هذه الفكرة عن ” الوطن والوطنية والمواطنة ”
و من ثم تظهر جلية واضحة تمثل البلد او الدولة القطرية ذات المعالم المحدودة الآن كما عند أمير الشعراء أحمد شوقي إذ يقول:

وطني لو شُغِلْتُ بالخُلد عنه شَهِدَ اللهُ لم يغِبْ عن جفوني
نازعتني إليه في الخُلدِ نفسي شخصُه ساعةً ولم يخُلُ حِسّي

اعراب هذا البيت في اختصار :

و: استئنافية لي: شبه جملة في محل رفع خبر مقدم وطن: مبتدأ مؤخر مرفوع أليت : فعل وفاعل ألا : أن ، ولا النافية وابيعه مصدر مؤؤل في محل نصب مفعول به لا أري : فعل مضارع مرفوع وعلامته الضمة المقدرة غير مفعول به أول والياء مضاف إليه له جار ومجرور متعلق بأري الدهر منصوبه علي الظرفيه مالكا مفعول به ثان
نتمني أن نكون وفقنا في توصيل الفكرة في يسر و سهولة حتي تعم الفائدة المرجوة من وراء ذلك هكذا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى