دراسات و مقالات

ساعة مع عاشق بغداد – شاعرها عبد الرزاق عبد الواحد

السعيد عبد العاطي مبارك

((( ساعة مع عاشق بغداد – شاعرها عبد الرزاق عبد الواحد ٠٠ !! )))
” تهب كل رياح الأرض عاصفة * والنخل لا تنحني إلا ذوائبه ”
***

نعم ان الحديث ذو شجون عن بغداد مدينة السلام و حاضرة الخلافة الاسلامية أبان العصر العباسي يطول و يطول بل ذو شجون ، و لم لا فالحنين يراود كل من شرب من دجلة الخير و أكل من تمر نخيل شط العرب حيث ماء الفرات النمير ٠٠ لكن تبقي مأساة هارون الرشيد ٠٠
و عيون المها بين الرصافة و الكرخ ٠٠
و عشتار و سومر و بابل و ليالي الف ليلة و ليلة و همسات أبي نواس ٠٠

و من ثم نتوقف مع فارس المربد ، و كلمات عبد الرزاق عبد الواحد شاعرها الكبير المتنبي الأخير، عاشق العراق و العراقيين ، و الذي كتب فيها أكثر الدواوين و غني بين أحضانها أحلي و أصدق المواويل ٠٠

و من ثم نعيش مع قصيدته التي ودعت بها بغداد” وهي بعنوان “سلام على بغداد”.
و التي يقول في مطلعها كل فخر و ذكريات حتي أسالت دموع الكثير من يطالعها حزنا علي بلاد الرافدين :
كبيرٌ على بغداد أني أعافُها .. وأني على أمني لدَيها أخافُها
كبيرٌ عليها بعدَ ما شابَ َمفرقي .. وَجفّتْ عروقُ القلب حتى شغافُها
تَتَبّعتُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها .. وأمواجَهُ في الليل كيف ارتجافُها
وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلْعاً، فَمُبْسراً .. إلى التمر، والأعذاقُ زاهٍ قطافُها
تتبَّعتُ أولادي وهم يَملؤونَها صغاراً .. إلى أن شيَّبَتهم ضفافُها!
تتبَّعتُ أوجاعي، وَمَسرى قصائدي .. وأيامَ يُغني كلَّ نَفسٍ كَفافها

***
‎‎سلامٌ على بغداد شاخَتْ من الأسى شناشيلُها.. أبلامُها.. وقفافُها
وشاخَتْ شَواطيها، وشاختْ قِبابُها .. وشاختْ لِفَرْطِ الهَمّ حتى سُلافُها
فَلا اكتُنِفَتْ بالخمر شطآنُ نهرِها .. ولا عادَ في وسْعِ الندامى اكتنافُها!
‎‎سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتبٍ عليها، وأنّى لي، وروحي غلافُها؟

= = =
ثم نطالع مقاطع من قصيدته الثانية المؤثرة تحت عنوان “من لي ببغداد؟” ٠
و التي يقول مطلعها :
دَمعٌ لِبَغداد دَمعٌ بالمَلايين .. مَن لي بِبَغداد أبكيها وتَبكيني؟
مَن لي ببغداد روحي بَعدَها يَبِسَتْ .. وَصَوَّحَتْ بَعدَها أبْهى سَناديني
عُدْ بي إلَيها.. فَقيرٌ بَعدَهـا وَجَعـي .. فَقيرَة ٌأحرُفي، خُرْسٌ دَواويني
قد عَرَّشَ الصَّمتُ في بابي وَنافِذَتي .. وَعَشَّشَ الحُزنُ حتى في رَوازيني
والشِّعرُ بغداد، والأوجاعُ أجمَعُها .. فانظُرْ بأيِّ سِهام ِالمَوتِ تَرميني
***
و نختم له بهذه الكلمات التي تعج بالصبر للعراقيين و العراق معا ٠٠

ومن مطلعها:
قالوا: وظل ولم تشعر به الإبل .. يمشي وحاديه يحدو وهو يحتمل
صبر العراق صبور أنت يا جمل .. وصبر كل العراقيين يا جمل

و شاعرنا عبد الرزاق الحادي في هوي العراق و العاشق المتيم لبغداد ، يذكرنا بعلقمة الفحل و زوجته أم جندب حينما قال قال امرؤ القيس :
أنَا أشعر منك !!
فقال امرؤ القيس قصيدته التي مطلعها :
خَليلَىَّ مُرَّا بِى عَلى أُمّ جُنْدَبِ … نُقضِّ لُبَانَاتِ الفُؤَادِ المُعَذَّبِ ٠

ثم قال علقمة من القافية والروي قصيدته التي مطلعها :
ذَهبتَ منَ الهُجرانِ فِي غَيرِ مَذهَبٍ … وَلــم يـَكُ حــقّاً كـلّ هَـذا التَّجَنّب ٠

و ها هو عبد الرزاق عبد الواحد يسجل في رحلة نهاية المطاف قائلا لنا و لها و للعراقين و العراق بل ولكل العالم من خلال قصيدته “حنين النوق” التي خاطب الشاعر زوجته أم خالد بقوله:
وَحِيدَيْنِ نَبقى أُمَّ خالِدَ هَهُنا .. نَحِنُّ حَنينَ النُّوقِ للزَمَن الخَلِي
وَيا وَيْلَنا مِن يَوم يَرحَلُ واحِدٌ.. ويبقى الذي يبكيه حد التوسل ٠

و في نهاية تغريدتنا الحزينة لا يسعنا إلا أننا ندعو بالخير للعراق ٠٠
و نتذكر مأساة شاعرها الراحل عبد الرزاق عبد الواحد بعد هذه القراءة السريعة ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لسانحة أخري أن شاء الله ٠

Image may contain: 1 person, smiling, text

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى