شعر

معازفُ الألم

أبو الطاهر علي محمد المهتار

من الشامخاتِ الراسياتِ على الرُّبا

و مِن قِبْلَةِ التاريخِ مِن جَنَّتَي سَبا

على صَهوة الأشواقِ جاﺀتْ قوافلي

تَزفُّ المعاني المُدهِشاتِ الكواعبا

أقامَتْ لها الأيامُ في المَجْدِ مُتْحَفاً
لتبدي لمن يهوى القصيد العجائبا

زَكِيُّ الشَّذا حرفي و أشهرتُ نصلَهُ

فلا خير في سيفٍ إذا ظلَّ في الخِبَا

تَسلَّحْتُ أقلاماً يُدوِّي صَريرُها

لدى مَسْمَعِ التاريخِ فنَّاً مُهَذَّبا

حِرُوفي كَبِيْضِ الهِنْدِ حَدَّاً و رَهْفَةً

أظَلُّ بها للجَهْلِ دَومَاً مُحَارِباْ

فإن يَستَطِيبُ البَوحُ فالقلبُ راغبٌ

و يشتدُّ نظمي إنْ حَمَلتُ التّلَهُبا

فقُلْ كلمةً يُصْغِي لَهَا الدَّهرُ مُرغَماً

أو ٱِسمَعْ لها إِنْ كُنتَ تبغيْ التَّأدُّبَا

حَلبْنا مِن القيفانِ سِحْرَاً و حِكمَةً

لِمن لَمْ يَكُنْ حَلَّابَ عِلْمٍ لِيَشرَبَا

فلو لم يكن في الناس جهلٌ و غفلةٌ

لَمَا ضَيَّعوا المجدَ التليدَ المُحَبَّبا

و ما كان للغوغاﺀِ رأسٌ و رُكْبَةٌ

و لا حرَّكَ المَشبُوهُ للمَكرِ حَاجِبا

ظنَنَّا بأنَّا أكثرُ الخَلقِ حِنكَةً

و ما ظنُّنا إلا ٱِتِّكَاﺀٌ على الغَبَا

نُغَنِّي بأمجادٍ عَجِزْنا بِصُنعِها

و قد كان للآباﺀِ في صُنعِها الإِبا

هُمُ الفاتحون الصادقاتُ سيوفُهم

و نَحْنُ غُثاﺀُ السَّيلِ أمجادُنا هَبَا

فَعَدَّادُنا قد ضاقَ في حَصْرِ كَمِّنَا

و ما أتعَبَتْ أفضالُنا اليوم حاسِبَا

فرَشْنَا رموشَ العينِ للغزو والعِدَا

و قُلنا لفَصلِ الذُّلِّ أهلاً و مرحَبَاْ

تركنا سِتَارَ الدِّيْنِ والغَزو عَاصِفٌ

فَصرنا عَرايَاْ يعترينا التَّسيُّبا

أخَذْنا من التّقلِيدِ للغَربِ مُوْضَةً

و يا لَيتَهُ فيما يزيدُ المَكاسِبا

فهُم يصنعون الموت في كل طلقةٍ

لِكَي نَشْتَريهِ ، عَلَّمونا التَّحَزُّبا

و أحزابُنا اِستَخدَمتنا وسَائلاً

و مَن ٱِستغلُّونا ٱستغلُّوا المناصبا

و لم يجعلوا الإنسانَ والحقَّ غايةً

و لم يتركوا للدِّينِ في الحُكمِ مَذْهَبا

فَيَا لَيْتَ شِعري والتَّمَنِّي يُفيدُني

و أَعْلُو سِواهُ كوكبُ الأرضِ كوكبا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى