خواطر

ياسين الزبيدي يكتب: عن العيد السعيد ودواليب الهواء وأشياء اخرى..

في الأعياد يكون الطقس بلون آخر، هو ليس لون الفرح بالتأكيد بل ثمة خيوط حزن تلف الأشياء. .
تختفي جلجلة العيد التي تبدأ في أول صباحاته مع صوت بكاء يأتي من بعيد فتتلاشى ضحكات الصغار وتضيع في لجة الحزن المنقض .
تختفي صور دواليب الهواء الضاحكة في مخيلتي ويهدأ صريرها فلا يبقى من صورها سوى أرجل نحيفة تتدلى ووجوه صفراء أمتقعت لوقفة الدواليب المفاجئة.
من بعيد تأتي امرأة أتعبتها رائحة الموت وضمختها قطرات (ماء الورد) المنثورة على جسدها على مدى سنين تعاقبت. تأتي محاولة تدريب لسانها الذي أدمن الصمت على زغاريد لم تهنأ بها يوما.
لأعيادي عناكب سود تنشر شباكها على باب موصد وطحالب ترسم وقاحتها على حيطان الروح.
عندما أسمع ترانيم الصغار والتي ما أن يحل صوت الحزن حتى تضيع أعرف أن ثمة فرحة قد حلت لامساحة لها في سمواتي الضائقة ذرعا بأجنحة سود.
فرح لاطقس فيه غير طقوس الدهشة والأعين المبحلقة ببلاهة للا شيء.
أقف في منتصف درب ناظرا من بعيد لركن قديم كان يوما يضج بالحكايات والصغار والبالونات وبدواليب الهواء. ركن يلوذ به جسد مصفر، ذابل كان يوما ينبض..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى