شعر

هذي إدلبُ عبد الرازق الأشقر

 

 

 

كمْ راودتْني في هواها إدلبُ
خضراءُ يغفو في رباها المتعبُ

بلدٌ كمثلِ رجالِها و جمالِها
لمْ يذكرِ التاريخُ سحراً يُكتبُ

أبطالُها الشُّجعانُ في ساحِ الوغى
كالنَّسرِ يُخشى منْ قواهُ المخلبُ

ضمَّتْ إليها الأهلَ وسْطَ ربوعِها
و الطَّيرُ غرَّدَ و الخليقةُ تُطربُ

مهما غلا الأوغادُ في عدوانِهم
سيظلُّ فيها الطِّفلُ حرَّاً يلعبُ

مدنٌ تمدُّ الشَّمسَ منْ أنوارِها
و يغارُ في الآفاقِ منها كوكبُ

هذا هو الزيتونُ سرُّ صفائِهِ
زيتٌ يضيءُ و ثورةٌ لا تنضبُ

تبقى الأبيَّةَ في البلادَ عصيَّةً
و منيعةً مهما تقلَّبَ عقربُ

و يحاولونَ بمكرِهمْ تدميرَها
لا تنطلي الحيلُ التي قدْ جرَّبوا

مثلُ الثَّعالبِ هاربونَ أمامَها
يسَّاقطون ، و لن يفوزَ الثَّعلبُ

قدْ أدَّبتهمْ جملةً و مفرَّقاً
فتفرَّقوا و تمزَّقوا و تأدَّبوا

هيَ للعدى سُعُرٌ تأجَّجُ نارُها
و الفرسُ و الأعلاجُ فيها كبكبوا

تختالُ مثلَ مليكةٍ قدْ توِّجتْ
بالغارِ و التاجُ المهيبُ مخضَّبُ

طلعتْ على الدُّنيا بنكهةِ ثائرٍ
فليرعوِ الأوغادُ هذي إدلبُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى