شعر

ذات صباح بقلم: هاني درويش أبو نمير

 

 

 

في غمرَةِ صُبحٍ مُبتَلٍّ بهديلِ يماماتٍ
إدهاشُ الصَّحو يفاجئوني
تَتَمَطَّى أسئلةٌ كبرى
قدْ أعرفُ كيفَ أجيبُ عليها
لكنِّي أحجمتُ
ولا أدري أهوَ الخوفُ
أَمَ انِّي رفقاً بالآخرِ أجَّلتُ جوابي
علَّ الوعيَ يجيبُ عليها دون عناء
***
راهنتُ على الوعيِ
وما زلتُ ولمْ أقنَطْ
رغمَ سياساتِ التَّجهيلِ المدروسةِ جِدَّاً
رغمَ ثقافاتٍ رَسَّخها في عقلِ الجمهورِ
الأعداءْ
***
في هذا الجوِّ المشحونِ
تناصبُني الأقدارُ عداءاتٍ
جَذَّرَها وعيٌ ضدِّيٌ
يُتقِنُ فنَّ الحشدِ التكفيريِ
وتجييشِ السُّفهاءْ
***
في هذا الجوِّ المُتَأَلِّبِ ضدِّي
أصحو
كي ابتَكِرَ الوقتَ الأبيَضَ
والأفراحَ
وَتُدْهِشُني قدرَةُ هذا الشعر على ترويضِ الأشياءِ
تعاضِدُهُ كلُّ خيولِ الأحلام ِكَتنزيلٍ
فيهِ تباشيرُ البَلْسَمةْ القصوى
تغسلُ هذا الجرحَ منَ الملحِ
تعيدُ المعنى للأسماء
***
من قالَ بأنَّ البؤسَ مقاديرٌ؟
يا هذا الصُّبحُ المشحونُ أجبني
ردَّتْ شحرَرَةُ الجارةِ
ردَّ الوردُ الجوريُّ
وردَّ النارنجُ
وردَّ الدُّوريُّ
وردَّالقلبُ العاشقُ
(كلُّ الفكر القدريِّ هراء)
***
فانهضْ بالوعيِ صباحياً
تأتيكَ الأقدار ُطواعيةً
وابتَكِرِ الأنداءْ
***
يتهَجَّاكَ الصبحُ مواويلاً
تُعْلِنُكَ الأحلامُ هِلالاً دَعَويَّاً
لَوْجَنهُ الوعي ُبأجوبةٍ فَضَّضَتِ الماء
***
تأتيك َصبايا الصُّبحِ
المكتَحلاتِ بكُلِّ الدَّلِ الشَّهويِّ
ويغزلنَ جدائلهنَ أراجيحاً
يتَهَجَّاها العشقُ تَدَلٍّ
في دفتركَ القمَريِّ
فلا نيرانَ
سوى نيران الوجدِ
ونُعماها
بردا ً
وسلاماً
في الأنحاءْ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى