شعر

نَعْيُ الْجِنِّيْ لِلشَّاعِرِ النَّبِيْ

د جمال الخالدي

مجاراة للقصيدة العصماء للشاعر بشارة الخوري
.
عنوان المجاراة : نَعْيُ الْجِنِّيْ لِلشَّاعِرِ النَّبِيْ
.
الشاعر: بشارة الخوري ( الأخطل الصغير) في الذكرى الألفية لوفاة المتنبي
.
تـكـشـف الصبـح عن طفـل و مـاردة @ لـه عـلـى صـدرها زأر اذا غـضـبـا
كأنـه الزئـبـق الـرجـراج في يــدهــا @ أو خفقة البرق، اما اهتز واضطربـا
نـادى أبـوه عـظـيـم الـجـن عـتـرتــه @ فأقـبـلـوا يـنـظـرون الـبـدعـة العجبـا
مـاذا نـسميه ؟ قال البعض : صاعقة @ فـقـال : كلا فـقـالوا : عاصفـا . فأبى
و قــام كـالـطـــود مـنهـم مارد لـسـن @ وقـال لـم تـنصـفـوه اسـما، ولا لقـبـا
سنبـعـث الـفـتـنـة الكـبـرى على يـده @ فـنـشـغـل الـقــوم والأقـلام والـكـتـبـا
ونـجـعل الـشـعـر ربـا يسـجـدون لـه @ فـان غـووا، فــلـقـد نـلـنـا بـه الأربــا
و اخـتــال غـيـر قـلـيـل ثــم قال لهـم @ سـمـيـته ” المتنبي” فـانـتشـوا طربـا
و زلـزلوا الـبـيـد حـتى كـان سالكهـا @ يهـوي بـه الرحل، لايـدري له سبـبـا
يـرى السـراب عـبـابـا هـاج زاخـره @ والرمل يـلـتـحف الأزهـار و العـشبا
أيـه أخـي الوفـرة السوداء ، كم مـلك @ أعـاضك الـتاج منها لو بها اعتصبـا
غـضبت للعقـل أن يشـقى، فـثرت له @ بـمـثل مـا اندفع البركان و اصطخبا
هــل الــنــبـــوة الا ثـــورة عـصـفت @ عـلى التـقـالـيـد، حتى تستحـيل هـبـا
ما ضـر مـوقــدهـا، والخلـد مـنـزلـه @ اذا رمى نـفـسـه فـي نـارهـا حـطـبـا
طلبت بـالـشعـر دون الشعـر مرتـبـة @ فـشاء ربـك، أن لا تــدرك الطـلـبـــا
اذن، لأثــكــلـت أم الـشعـر واحـدهـا @ وعطـل الوكـر لا شـدوا، ولا زغـبـا
لولا طـمـاحـك، ما غـنـيـت قـافـيــــة @ بـوأتـها الشـمـس، أو قلـدتها الحـقـبـا
قـد يـؤثـر الـدهـر انـسـانـا فـيـحرمـه @ مـن يمـنع الشـيء أحيانا، فـقد وهـبـا
.
ــــــــــــــــ عنوان المجاراة : نَعْيُ الْجِنِّيْ لِلشَّاعِرِ النَّبِيْ
.
ــــــــــــ د جمال الخالدي
.
مُـسْتَوْدَعُ الْجِـنِّ فِي عَـقْـلٍ وَحَى لِـفَـمِ @ لِلـضَّادِ مُـعْـتَـصِراً مَـدْحـاً إِذَا وَجَـبَـا
أَمَّـــا إِذَا لَــمَــسَ الْأَعْـــدَاءُ عِــزَّتَـــهُ @ ضَـيْـماً، فَقَدْ وَلَجَ الْأَعْدَاءُ غَـارَ خِـبَـا
لِلْأُسْدِ مَـجْـدُهُـمُ إِرْثٌ: تَـلِـيـدُ مَـضَـى @ مُـلْـكٌ لِكِـنْـدَةَ فِـي الْأَمْصَارِ قَدْ سُـلِـبَـا
الْعِـزُّ فِـي دَمِـهِـمْ فـي النَّسْلِ لاَزَمَـهُـمْ @ إِنْ أُغْضِـبُوا فَـلَـقَـدْ جَدُّوا لَكَ الْـوَثَـبَـا
الْـقَـرْعُ فِـي وَهَـجِ الْأَشْـعَـارِ مُـنْـتَـقِـعٌ @ مِـنْـهُ إِذَا نَـقُـصَ الـتَّـبْـجِـيـلُ أَوْ لَغَـبَـا
كَــافُــورُ يَــمْـنَـــعُـــهُ الْآلاَءَ يَـغْــدُرُهُ @ يُــهْـجَى بِــدَالِــيَـةٍ قَـــرَّتْ بِـهِ حِـقَـبَـا
ظَـلَّ الْـحَـيَـاةَ قَـفِـيَّ الـشَّـأْوِ مُــرْتَحِـلاً @ مِـنْ مَهْـدِ حَـاضِرَةِ الْأَقْـطَارِ مُغْتَرِبَـا
بَـغْـدَادُ مَـبْعَـثُـهُ فِي الْـعِـلْـمِ ثُـمَّ سَـرَى @ لِلـشَّـامِ قَـصْدَ حَمِـيـدِ الذِّكْرِ مُـقْـتَـرِبَـا
لَوْلَا الْحُـرُوبُ بِهَـا لِلسَّـيْـفِ يَـمْـدَحُهُ @ لَـمْ يَـنْـفَـطِرْ أَدَبٌ فِـيهِ الْـوَرَى جُـلُـبَـا
مِنْ مِرْجَـلٍ بِأَبِي الْأَحْـزَانِ قَـدْ بَرَزَتْ @ أَبْهَـى جَوَاهِـرِهِ لَـوْمَا ٱسْـتَـكَانَ خَـبَـا
هَذِي الـدُّنَـا مَـنَحَتْ خُلْداً لِمَا سَطَـرَتْ @ أَيْـدِي لَهَـا بَـذَلَـتْ كَـيْـمَا تَـنَـلْ غَـلَـبَـا
لَـوْمَـا تَـأَتَّـى لَـهُ بُـلْـغُ الْـمَـقَـاصِـدِ فِي @ مَـجْـدٍ، تَــدَنَّـى لَـهُ سِـحْـرُ لِـمَا كَـتَـبَـا
لَــوْلاَكَ مُهْــتَــزِمًا إِرْبــاً عَـلَى كَــمَـدٍ @ أَتْـرَعْـتَ دُرَّهُ فِي كُتْـبٍ غَدَتْ شُهُـبَـا
أَنْـتَ الْعَـزِيزُ بِبَعْثِ الرُّوحِ فِي سُطُـرٍ @ مِـنْ حُرْقَةٍ كُظِـمَـتْ، أنَّ الْـعَـلِيِّ أَبَـى
مُـلْـكـاً لِـشَاعِــرِنَا، أَوْفَـضْـلَ مَـنْـزِلَـةٍ @ لِلْحُكْـمِ فِـي فَـخَـرٍ، لِلـنَّظْـمِ مُصْطَحِبَـا
سِـيٌّ لِـجَـدِّهِ قَـيْـسٌ مَـاتَ مُـمْـتَـعِـضًـا @ حِـينَ ٱبْـتَـلَى مَـلِـكُ الْأَكْـوَانِ فِـيهِ وَبَـا
نِـلْـتَ الْخُـلُـودَ عَـلَى غَـمِّ نَـطَـقْـتَ بِـهِ @ فِـيهِ لَـدَيْـنَا خُـطَـى، لَكِـنْ وَرَاكَ دِبَـى
وَالْجِـنُّ قَـدْ عَـلِمَتْ لاَ لَـيْسَ بَعْـدُ لَهـَـا @ فِي الْإِنْسِ هَـمْهَمَةً بالشِّعْرِ أَوْ خُـطَبَـا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى