دراسات و مقالات

مسافر مع التاريخ

السعيد عبد العاطي مبارك

رحيل فارس الشعر الشعبي و المسرحي و ناقد الأدب/ د ٠ يسري العزب ” ١٩٤٧ : ٢٠٢٠ م ” ٠
مازال مسلسل رحيل الشعر مستمرا ، و ها هو الشاعر و المسرحي و الناقد الدكتور يسري العزب يسلم رايته و يرحيل في صمت بعيدا عن وادي الصخب في ظل كورونا ٠
و هو أحد مؤسسي مؤتمر أدباء مصر وأول أمين عام له ٠

و ذلك في فجر اليوم الثلاثاء، الموافق ٥ مايو ٢٠٢٠ م ٠ بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز الرابعة والسبعين عامًا قضاها في البحث والإبداع.
والدكتور يسري العزب عضو مجلس إدارة نقابة اتحاد الكتاب، شاعر وناقد وأكاديمي، كتب الشعر والشعر الشعبي أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب جامعة بنها، وأسهم في إثراء الحركة الأدبية نقدًا وشعرًا.
فهو أخ و صديق و أستاذ أعتز به ، و كم كان لي به عدة لقاءات منها ، في معرض القاهرة للكتاب ، و اتلية القاهرة ، و في مصيف بلطيم حيث كان اسبوعا ثقافيا لاتحاد الكتاب و كان بصحبته الشاعر كمال نشأت و عبد المنعم عواد و غيرهم ٠
و يحب هذه المنطقة حيث له جذور أسرة عزب، و دائما مشجعا لي وداعما من خلال صفحات التواصل الاجتماعي متابع جيد لأعمالي وقد قدمت عنه من قبل دراسة متواضعة حيث انه فارس من فرسان العامية الرموز ، و قد فرح بها و شكرني و دعي لي ٠٠ رحمه الله ٠

وعقب وفاته نعاه العديد من الأدباء وتلامذته.
فقال الأديب السيد حسن عبدالرازق: يسري العزب كان يحمل في رأسه خريطة مبدعى مصر في كل مدنها وقراها وشوارعها وأزقتها، له دين في عنق كل مبدع.
وكتب الشاعر عبدالناصر العطيفي: الدكتور يسري العزب فص نادر من ملح الأرض، ترسم على جبهته العريضة ملامح النيل وسماره.
ونعته الأدبية منى حواس قائلا: رحل صاحب الجود والفضل.
العزب له العديد في الإسهامات في مجالات الأدب المختلفة من الشعر، المسرح الشعر، النقد الأدبى.

* نشأته:
====
ولد العزب عام 1947 في قرية ديمشلت، مركز دكرنس محافظة الدقهلية، في أسرة أدبية تكتب الشعر، والده كان محمود أحمد العزب شاعرًا كلاسيًا يكتب الشعر الفصيح، وعمه الشاعر المشهور الدكتور محمد أحمد العزب من رواد شعر التفعيلة عميد كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، وصاحب ديوان (مسافرٌ في التاريخ)، وأشهر قصائده (موت أمي)، وكان مجددًا في الشعر.

وأمام هذا أراد الدكتور يسري العزب التميز عن والده وعمه فذهب إلى الشعر الشعبي، والأزجال والأغاني.

تخرج في كلية الحقوق عام 1969، وفي كلية الآداب عام 1975 بامتياز مع مرتبة الشرف، ونال درجة الماجستير بامتياز عام 1981، ثم الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 1985.

وكتب مسرحيات شعرية عدة وأخرجها ومثلت فيها، منها “تغريبة عبرازق الهلالي”، ومسرحية “الوعد سعد” و”نخلتين في العلالي” و”ريحة النعناع”، وأسس مؤتمر أدباء مصر الذي بدأ في المنيا عام 1984، وكان أمينه العام في دورتيه الأولى والثانية.
وعرف دكتور يسري العزب برعايته واكتشافه للمواهب الأدبية والثقافية، في القرى والنجوع، حيث أطلق عليه البعض لقب “حبيب أدباء الأقاليم”.
وحصل العزب على مجموعة من الجوائز ومنها: “كأس القبانى فى النقد الأدبى – جائزة النقد الأدبى الأولى من المجلس الأعلى للثقافة 1982م”.
و شرق و غرب في ربوع مصر المحروسة دعما لأدباء و شعراء الأقاليم، مشاركة و تشجيعا و اكتشافا لا يميل يوما ٠
رحم الله يسري العزب و يظل إنتاجه في سجل الخالدين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى