قصة

مرآة

سعد أويس

نهض متثاقلا ..يترنح في مشيته…كنخلة تصارع العواصف والجاذبية كي تبقى شامخة…وقف امامها…نظر طويلا كمن يبحث عن شيء ما…حاول تصنع ابتسامته…فيخطئ ويعيد…قالت ستعجز هذه المرّة…فالنخلة تهاوت بفعل النيران تأكل جوفها…لم يجبها بل ظل يحاول رسم ابتسامته فيخطئ ويعيد…قالت ..التشبه بالاحياء موت يتجدد كل حين..فترفق بك واعلن موتتك…ولا تخشى فلا حداد بعدك ولا دموع…ظل يتصنع ابتسامته ويعيد…صرخت في وجهه…كفى…ايها الظل الغريب ما انت الا انعكاس على سطح ماء فاعلن على الملأ انك لن تكون..فما عادت المساحيق تخفي حمرة الحزن بعينيك والدعاء ..وما عادت الاستعارة والتشبه يسعفان…مد يده اليها…القى بها على الحائط فتشظت…التقط قطعة منها بالكاد تعكس شفتيه…ظلت تغوص عميقا في كفه بلا الم او نزيف…اما هو فظل يحاول رسم ابتسامته…فيخطئ ويعيد….

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى