شعر

لـو لـم يخـفـقْ قلــبي

مصطفى الحاج حسين

لـو لـم يخـفـقْ لَـكِ قلــبي

ما كانتِ الشّمسُ تَنبّهَتْ إلـيكِ

ولا اْسـتَدلَّتْ عليكِ أسـرابُ القصائدِ

وما صـار لِاْسـمِكِ كلُّ هذا المعنى

ولا الأرضُ

أزهرتْ كلٌَ هذا العطـر

ولَظَـلَّ الظـّلام ُ

مغلقـاً على أوصـافِكِ

أنا مَن أخبَـرَ النّـدى

عن خِصالـِكِ

ومَن نبـّهَ الفراشاتِ

على نبيـذِ ضحكتِكِ

ومَن أشـارَ على القمـرِ الشّقيِّ

أن يسهرَ على حِراستِكِ

وصفتُ للموسيقى صوتَـكِ

فسرقـتْ منهُ الرّحـابَ

أعطيتُ للسمـاءِ رائحةَ أنفـاسِكِ

فأنجبتِ المطرَ

وكشـفتُ للأشجـارِ عن قِطافِـكِ

فتراكضَ النـّدى على أغصانِـها

أنا مَن كلّـم الأنهـارَ

عن ريقِــكِ

فتعلّقَ بكِ الكوثَـرُ

وحدّثتُ البحارَ عن صخَبِ عينَـيكِ

فهـاجَتْ أجنحـةُ المـوجِ

رويتُ للبوحِ ما في أصابعِـكِ مِن هديـلٍ

وللسكينةِ ما تسكـنُــهُ يَـداكِ

كلُّ العصافيرِ ترفرفُ حولَ مَـداكِ

والينابيعُ تترقرقُ لتشربَ منكِ الابتسامَ

لـو لـم يخـفـقْ قلبي لـكِ

لما كان للحـبِّ وجودٌ

وما كان مِن داعٍ لأحيا

لأكتـبَ كلَّ يومٍ عن عذابي

مِن هجرانِكِ المُميتِ *

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى