قصة

كائن آخر

مدحت ثروت

اسمه من حروف لؤلؤية الشكل ياسمينية العطر خريفية تتساقط معها زنابق أرجوانية مطره خفيف أكاد أشم رائحة طمي مندى برذاذه الخفيف، ينثر نسمات عبقة تختال معها نهود الحسان وتموج جدائل الغيد، أقذف قبعتي في هواء لا نهائي فلا تعود إلي بل يبتلعه سحاب سمائه ويكشف عن عورتي وقلب داخله بقايا إنسان مجروح وممزق، صوته كأنفاس الناي تصاحب شدو بلبل الصباح وصداه القرمزي يداعب صمم السنين، تقترب قدماي مترقبة أسمع صوت خفي حنين تغوص في رمال الدرب الشوكي وأحلامي تنزف ما عساه اليوم مثل الأمس أم أن الغد أفضلهم؟
مددت ذراع الأمل في فضاء كثيف من هيامي وغيرتي واشتياقي ولوعة قرون من غضب المجرة أتحسس ذرات الهواء ككفيف يتلمس خطوات الطريق، أراه هزيلاً تسقط خيبة الأمل من جبهته وتتوارى أشباح الإبتسامة خلف تجاعيد يتوهمها أو فتاة لعوب تقتلها بضع أيام من كآبة كعمر السلحفاة المشعة، تنير في سماء بيضاء شمس وقمر في إشراقة واحدة كوجنتين ينساب على طرفهما شلال من عسل كبقايا دموع تمسح أناملي ما تبقى منها وأُقبّل شمسها ثم قمرها فتذوب السماء بين كفي وأعود بكائني بين كوكبي من جديد وروحي الساكنة فيه تترقب خلو مجرة جديدة لحياة بعد تلك الحياة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى