دراسات و مقالات

قراءة في قصة النظر المفقوء

سهيلة بن حسين حرم حماد

قراءة : في قصة قصيرة للدكتور مختار آمين

ج١

منذ أن نشرت القصة القصيرة على صفحة مؤسسة المختار،

“النظر المفقوء”

وأنا أمر يوميا لأقرأها، لأتعرف على شخوصها عن كثب، لأقترب منهم أكثر، لأتودد إليهم، لأكتشفهم، من خلال التفضية، في بعدها الزماني، والمكاني في أبعاده المختلفة صعودا، نزولا،ذهنيا ،حسيا شميا، ، خيالا، ومخيالا .

للبحث، في مدى تناغم المنجز الحكائي، مع المبنى الحكائي، بين عرض الأحداث، وتسلسلها في : الزمان، والسببية، وبين تكسير نمطية التسلسل، والمخاتلة المتعمدة من السارد، المستفزة للقارئ، المقلقة للمتلقي، من خلال جمالية المشهد المعتمد .

حاولت أن اكتشف المضمر، المختبئ وراء الثلاث نقاط… علي أفوز ببصيص أمل ينير ذهني، عله يحيلني إلى حقيقة متن حيرني مذ قرأءته ….

قرأت كل التعليقات، وأبديت إعجابي ….
ولكن … ؟

ما السر الذي شدني إلى هذا المنجز ؟
أهو حقيقة لغز ؟
أم إنني أقف وراء سراب ؟ ووهم مخيلة، أبت أن تعترف
بما اتفق عليه . رغم أنه راقني وأعجبني ما انتهوا إليه ….

هل أن مشيده حين بنائه أرهق نفسه كما أرهقها أنا ؟ هل فكر فيما أفكر فيه؟ ..
هل اهتم بأسئلتي عند تأسيسه لأول حرف في نهاية منجزه؟
هل أنا أبالغ بالاهتمام في البحث عن الخيط الرابط بين العنوان والنهاية وجوهر الموضوع والدلالات والمقاصد ؟.

الخاتمة، التي حيرتني والتي حققت عنصري الدهشة والانبهار، ألا تكفيني.. ؟

ماذا كنت انتظر… ؟

أهناك عنصر مفقود محير فعلا… ؟

أم هي حيرة زائدة وغير مجدية… ؟

أسئلة، يوميا تدور بذهني، أمر أكثر من مرة في اليوم ، قد أبدأ بالخاتمة، ثم قد أمر إلى المقدمة لأرجع بعدها إلى الجوهر . لا شيء ..

أخرج أجر ذيول الخيبة من جديد …

قد أمر مرة أخرى و أبدأ النص كما اتفق …
هيهات….

أعدت الكرة مرارا وتكرارا …

قد تتعجبون من ذلك ! ربما لأنني أعشق التحدي….؟
ولا أقبل الهزيمة.
لم أكن أريد أن أعترف بها ؟
ربما الإثنين معا ؟
بدأت أيأس …
ولكن …!
أتراني أتوصل إلى بصيص أمل؟ يكون طوق نجاة …!

الحقيقة، أنني لم أكن متأكدة، لذلك يبدو أنني بدأت اتقبل الهزيمة …. و بدأت اتعود على النتيجة ….

من كثرة دخولي وخروجي لقراءة المشاهد مجزأة ،
صارت جزء من ذاكرتي، ومخيلتي، وفي لا وعيي الذهني ….

استفقت هذا الصباح ولم أمر كما تعودت عمدا ، يبدو أنني استسلمت… خاصة وأن لدي الكثير من المشاغل تنتظرني..

ولكنني فوجئت بالنص يمر في ذهني، مصورا مجزءا من جديد من دون سابق انذار .

اكتشفت ثنائيات جمعت بين، الحقيقة والخيال ،
البصيرة والعمى ،
العمى وفقدان حاسة الشم.

فقدان بوصلة، فقدان حكمة،
فقدان احترام، لذات، لذوات
لراية، لقيمة، لمجتمع، لوطن.
سقوط في عبثية ذوات انشغلت بالحس، عن الأحاسيس، عن الشعور، عن القيمة عن القيم .
باسم الحداثة فقدنا هويياتنا، وحرمنا متعة سعادتنا، وفقدنا، سر وكنه كينونتنا . هل جئنا لنعبث، لنقتفي آثار لذة خرساء، عمياء صماء ….؟
أم لنرسم تاريخ أمة مبتورة، منبتة، مغتربة، أصرت على الاغتراب، والاعتراف بالعجز الأبدي، كما أصرت على الهروب إلى لاوعي مشوب بوهن وبشهامة مقنعة، في النهار . متصدرة الرذيلة أطراف الليل، متسترة بظلامه، وبالعتمة .

هل أراد القاص هذه القامة الهمامة، أن يحدثنا، من خلال شخصياته، الرئيسية عن الكبت التي تعانيه الذوات نتيجة فقد متعة ؟…
لا يسعني إلا ان أشكر دكتورنا العبقري الرصين في طرحه المختال، المخاتل، المراوغ، في المشهد والمشهدية، و المتلاعب بالمفردات، ذوات الدلالات والمقاصد المفتوحة على احتمالات واقعية، وغير واقعية، ومفارقات غريبة؟

أذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر :

*”النظر المفقوء ” كما جاء في العنوان، وكأنه أوحى إلينا تنحي البصيرة والاستشراف والحذر …

*البصر /البصيرة
العمى /الحكمة /كابو!
تحسست خطوات..
حيرة /ترقب أخبار / معلم /
كمبيوتر /بنت
حيوان أسطوري /يهاجمني
تفكير طويل /
ضحكت بحرية /
رحلة مع أصدقائها
حديث تاليفوني ..
صلاة الفجر …

***
ج٢
هي فتاة، طائشةإسمها عائشة، “وعايشا ” على مزاجها ترفع صوتها على أمها …من دون حرج . يؤنبها غزالا أحيانا …
تلعب على جهاز الكمبيوتر، ليلا، إلى حد ما قبل الفجر، ذلك الجهاز، الذي أهداها إياه أباها عاشور النجار، الشبه أمي كمكافأة، لمرورها إلى المرحلة الثانوية .
الأم أمية أيضا وتقضي اليوم عند الجيران، وبالليل تنشغل بزوجها . وتبقى فتاة بدون رقيب، غير غزال الكفيف الكابو.. الجذاب .. ولاحسيب غير الحاسوب ….
فتاة تدرك أن لدى فاقدي البصر تنمو ، حاسة الشم واللمس والحس، كتعويض لحاسة البصر .
بدليل ما جاء في النص :

*(هي تعرف أن الكفيف يسمع الذي يعجز عن سماعه المبصرون) .

*”عليك ودن بتسمع دبة النملة”

استطاعت أن تلعب دور خرساء …
أما غزالا فبالرغم من الفطنة والطيبة والأخلاق التي كان يبدو عليها، إلا أنه أقام علاقة مع خرساء .
لم يكن يعلم أنها من أهل البيت …. كيف لم تدله حاسة الشم واللمس لديه …؟
ماذا جرى لجهاز استقباله؟ أكان به عطب أم جاهزيته تنعدم في النصف الثاني من الليل؟ .
وعن أخلاقه هل يسترخص منها هي الأخرى ويتحلل …؟

“البنات بتعمل كل حاجة ولا حد من أهليهم يعرف حاجة كله مكبر ”

***
ج٣
فقدان حاسة الشم : أو تغيبها أنتج اغترابا في السلوك و اضطرابا في المدارك، الحسية والأدبية والأخلاقية، والمرجعية و كذلك للعادات وللتقاليد، في الأكل، في الذوق، في الذائقة، في رائحة المآكل والمشارب والعطور والأمكنة . كل هذا أنتج عبثية وعبثا ،لدى غزال وعائشة . إن حاسة الشم، تعني إضافة إلى الانجذاب للمكان و التبصر والبصيرة، هي تعني استئناسا، واطمئنانا، وعشقا لبيت، لحارة لموطن، لوطن لعادات لتقاليد .
إن مغادرة عائشة لبيئتها، لبيت أبويها ماهي إلا رمز، للغربة لفتاة منبتة المشاعر، والأحاسيس والرائحة، فهي لم تجد في محيطها ما يشدها سوى جهاز يربطها بعالم افتراضي . جهاز الكمبيوتر ما هو إلا رمز من رموز عدة، تشكل الاغتراب .
الفتاة تعيش غربة وجودية تبحث عن حضن دافئ يعوض فقد أب وأم انشغلا عنها ظنا بتوفيرهما لجهاز كنبيوتر، وبتدريسها، قد أنجزا المطلوب . تاركين ساكنا كفيفا آدميا اسمه غزالا ،بالبيت نائمين هانئين مطمئنين .
وقد قالت لغزال إن :
“البنات بتعمل كل حاجة ولا حد من أهليهم يعرف حاجة كله مكبر ” .
وبالنسبة لغزال فإن لاوعيه غيب رائحة الشم والحس لديه، من أجل متعة وتعويض فقد بفقد آخر .

” وانساق وراء شهواته لاغيا نظرية الحكمة، والحذر والاستشراف والاستبسال من أجل مؤتمن (وأعني الأخلاق).

أما عن استعمال اللهجة العامية، الدارجة، فيبدو أن صاحب المنجز ، قد تعمدها للتقرب من ماض وحاضر وثقافة لا يرغب أن يخسرها بالرغم من كل شيء،
التشبث باللغة أي بثقافة خشية فقدها …..
وكأنه بذلك يوثق لدراسة بعدية ….
ذلك أن اللغة حضارة وتاريخ وتأسيس لكيان، تحكي حقبة تاريخية بعينها.

فالمفردات المستعملة في مجتمع ما، تعكس واقعا بعينه ،فمن خلال المفردات يعمل المصلحون والباحثون في علم النفس والاجتماع والفلاسفة خاصة ، للبحث عن السبب والسبية والعلة والخلاص …

سهيلة بن حسين حرم حماد

تونس /سوسة

للتاريخ كتبتها ذات صبيحة سبت 3/11/2018
وأعدت صياغة الجزء الثاني والثالث آخر الليل.

..
تاريخا فاصلا فيصلا تجلت فيه عدة حقائق
عرفت يومها أن لاحقيقة ثابتة …..
.
يوم تتأكد أنك توصلت إلى حقيفة ثابتة إعلم حينها أنك لامست العبث… وانك اخطأت الطريق……وأنه حان الوقت لإعادة البحث عن مسلك آخر وعن حقيقة أخرى ….

======
=========

القصة:

قصة قصيرة / النظر المفقوء

للدكتور:مختار امين/مصر
لم يكن بمقدوري أن أذهب إلى هناك، فقط تحسستُ الأخبار.
صمتت عائشة عن غنائها في البيت الكبير الواسع منذ أسبوعين، أول أسبوع ساهمة وجلة، وفي آخر الأسبوع التالي بكاؤها مكتوم لا يعلو غير قبيل الفجر..
ماذا ألم بعائشة؟
هي تعرف أن الكفيف يسمع الذي يعجز عن سماعه المبصرون، كانت تضحك معي:
ـ انت يا عم غزال بدأت تقلقني.. انت عليك ودن بتسمع دبة النملة.. آااه منك.
تلعب على جهاز الكمبيوتر ليلا وتضحك ملء قلبها، عندما أمر في الصالة أقطعها قبيل الفجر ذهابا وإيابا منتظرا الموعد، كنت أحمحم أو أسعل، أو أصرخ فيها:
ـ كفاك يا عائشة.. نامي يا عائشة.
أنا مجرّد ساكن في منزلهم، والدها عاشور يعمل نجارا، شبه أمي، يكتب اسمه وبعض الكلمات البسيطة، عندما دخلت المرحلة الثانوية كافأها بجهاز الكمبيوتر كما طلبت. أمها عنايات لا تكتب ولا تقرأ، فقط تحب أن تقضي طول النهار عند الجيران، وفي الليل تبقى ساهرة منتظرة عاشور بكيس الفاكهة والشوكولاتة، واحدة لها وواحدة لعائشة، ويقضيان ليلتهما في غرفة نومهما بين ضحك وهزار، وهما على قناعة أن عائشة ساهرة على جهاز الكمبيوتر غير مبالية..
عندما كبرت ودخلت الثانوية، أصبحت هي كبيرة البيت لا أحد يأمرها بشيء، هي التي تأمر فتطاع، صوتها دائمًا عالٍ على أمها، حتى أخذت تصريحًا بهذا السلوك، الذي أباح لها أن ترتدي أي نوع من الملابس، والخروج وقت ما تشاء، وهاتفها المحمول لا يصمت ولا يرتاح في أغلب الأوقات، تسير في البيت وسماعته على أذنها دون أن يعلق أحد.
هي لا تعلم أني عرفت أصدقاءها من أول شهر شرّف فيه الضيف العزيز على البيت: أشرف تيتو، والجامد قوي، ومين قدي، ومحمود الكنج، هذا غير أسماء لرجال عرب وأجانب أعجز عن حفظ أسمائهم، وكنت أعجب لهذا، وزاد عجبي عندما أصبح ضحكها واسع النبرة عاليا، يملأ البيت ضجيجا لأتفه الأسباب..
كنت أساعدها وهي صغيرة في المذاكرة لبعض المواد: اللغة العربية والتاريخ، قبل سنتين كانت تخجل مني وتخفي ضحتكها داخل صدر جلبابها، وكانت تخشاني، وتحاول إخفاء أخطائها داخل البيت عليّ، أمها تحب أن تشتكيها لي، كنت أقترب منها وأقرص أذنها أو زندها على الخطأ، وبعد أن كبرت أصبحت يدي تتحاشى مسّها، في آخر هذا العام هي التي تجرّأت، وأخذت تحدثني في كل شيء، وأمطرتني بسيل من الأسئلة حتى في أموري الشخصية..
ـ عم غزال انت ليه ما بتتجوزش؟ مع انك لسه شاب وحليوة.. وفيك جاذبية يا كابو.
كنت كل مرة أضحك وأقول لها: سأتزوج عمّا قريب.. العروس مازالت صغيرة، تبتسم في خبث وتصمت، وبعدها صرنا مثل الأصدقاء أحكي لها قصة حياتي وتاريخا طويلا مر عليّ، وتحكي لي حكايات المراهقات، أن هناك من يحبها ويريد أن يضحّي بحياته من أجلها وهي لا تبالي..
ـ عم غزال البنات بتتشاقى بشكل فوق ما يتصوره عقلك.. البنات يا عم غزال بتعمل كل حاجة ولا حد من أهليهم يعرف حاجة كله مكبَّر.
ـ وانتي بتسمعي لهم يا عائشة؟
تضحك قائلة:
ـ أُمَّال هعمل ايه هسد وداني يعني.. ايه دا يا اختي دا.. كل شيء بقى قريّب..
بيجيني لحد عندي.. آديني بسمع وخلاص وباخد فكرة برضه.
ـ اظاهر عليكي بقيتي شقية يا عائشة ولا حد داري.
تضحك قائلة:
ـ قشطة عليك يا كابو.
أضحك وأتركها.
ما بال عائشة؟
كل شيء أصبح يتم منها في همس وسريّة تامة، حتى يصعب عليّ سماعه، أصبحت تتحاشى القرب مني وتخفي صوتها عني.
لـِمَ كل هذا السهم يا عائشة؟ ولماذا تتحاشينني؟
ـ أبدا يا كابو المزاج مش هو .. كبَّر كبَّر.
ـ الله أكبر.
تضحك:
ـ انت عسل على فكره.. وشكلك كنت مقطع السمكة وديل اللي جابوها.. انت.. آه منك.. ياما تحت السواهي دواهي.
تضحك:
ـ يا بت الله يخرب بيت عقلك انتي أخدتي عليا.
تقترب من الخلف وتحتضني من كتفي قائلة:
ـ مش انت صاحبي يا كابو.. والنبي لأجيبلك نضارة شمس وهخرج معاك نتفسح وأغيظ بيك كل الولاد في شارعنا.. انت قمر يا كابو.
ـ الله يخرب بيت شيطانك.. روحي شوفي وراكي ايه.
لماذا أتذكر كل هذا الآن، ولم يدر بخلدي من قبل؟
ما بال عائشة؟
أصبح النهار على وشك السطوع، وكل منهم لم يأتِ، أين ذهبوا جميعا؟
آخر أحداث البيت، أن عائشة كانت تلبس في حجرتها على عجل بعد حديث تليفوني بعد صلاة الفجر بساعة تقريبا، وهبطت تطرق طرقة واحدة على باب أمها وأبيها، وأعلمتهما أنها ذاهبة في رحلة مع أصدقائها إلى الفيوم، ذهبت مسرعة قبل أن تحظى بجواب منهما.
ليلة كاملة مضت، انتظرت عنايات مجيء عاشور وأعلمته أن البنت أخذت ملابس كثيرة معها ولم تحضر حتى الآن، وخرجا يبحثان، هذا كل شيء.
دُرت في الصالة كعادتي عندما يهاجمني التفكير الطويل.
ذات مرة قلت لها:
ـ عائشة أنا أعلم عنكِ كل شيء، أعلم من تحدثينهم من الرجال والشباب وأحفظ كل مواعيد خروجك. لم يفاجئها ما قلت، ضحكت بحرّية قائلة:
ـ عفريت انت يا كابو.. وأنا أعرف عنك اللي مخبيه عن الجميع.
مددت رأسي أمامي كحيوان أسطوري يترقّب من علٍّ، مكرمشا وجهي في تجهّم قائلا:
ـ تعرفي ايه يا بنت؟
في دلال قالت:
ـ خلاص بقى خليها مستورة.. على فكرة أنا اتعلمت منك حاجات كتيرة..
تضحك:
ـ انت كمبيوتر لوحدك.
صرخت فيها بجد:
ـ تعرفي ايه يا بنت قولي؟!
ـ أبدا يا عم خلاص كل واحد حر في حياته.
لاطفتها وتوددت إليها كي تقول بحجة أننا أصحاب كما تقول؛ فقالت:
ـ أعرف محبوبتك الجميلة الخرسا اللي ساكنة على أول الشارع يا معلّم.. اللي بتجيلك هنا بعد الكل لما يزق في نوم عميق.
تضحك:
ـ وأسمع ضحككم وهزاركم.
تضحك وهي تقلّدها:
ـ وصوتها العرساوي.. بتزيّق زي الكنبة المكسورة وأسمع كل حاجة.
في ارتباك قلت:
ـ كل حاجه زي ايه؟
ـ كل حاجة.. زي كل حاجة.. خلاص بقى خلي الطابق مستور يا عم.
هدني التعب والحيرة، وتحسّست خطوات كثيرة تدور حول البيت، كأنها تترقّب الأخبار مثلي، وهمهمات لا تنبئ بخير.
مددت طولي على السرير، ووضعت يدي تحت الوسادة، ثمّـة شيء خشن صلب يعوق فرد أصابعي، صرخت.. عِقد.. عِقد.. إنه عِقد عائشة..
ـ تعرف يا كابو.. يا لهوي عليك.. يا لهوي.. أنا ماكنتش عرفاك كده.. انت مفتري يا كابو.. أقول ايه؟ فنان.
تضحك في خبث:
ـ يا بخت الخرسا بيك.
يا لمصيبتي، ويا لنظري المفقوء، هل يديّ فقدتا الحسّ، وتعطلت عندي حاسة اللمس والشمّ؟
يا لمصيبتي، سأصعد وأحطمه حتما.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى