دراسات و مقالات

زائير في جزيرة العرب.. الشاعر الوزير الإماراتي د٠ عبد الله بلحيف النعيمي

السعيد عبد العاطي مبارك - الفايدي

” شاعر البلاد !! ”

معشوقتي
سجّل بأنّي عاشِقٌ و متيّمٌ في عاشقي
و مجاهرٌ في حبّ منْ قد نالَ منّيَ خافقي
ومواظبٌ في عشقِ منْ البعدُ عنها حارِقي
——-
ان دولة الإمارات العربية منحت الإنسان الإماراتي مسحة من فيض الجمال و الابداع الفني المتميز بطبيعتها الساحرة ، و تراثها الأصيل الذي ساهم في النهضة الحديثة ، حيث تذكرنا ببيئة بلاد ( الأندلس ) من حسن الطبيعة و الخير الوفير ، و الاهتمام بالثقافة ، و عراقة التراث في رسم معالم خريطتها الحديثة ، كل هذه الخصائص و المقومات جعل الإنسان يبدع مع واحة الفنون الجميلة ، مما أثر في الحكام و الأمراء و الوزراء و السفراء و الأعيان و رجال الأعمال و الرجل العامي ٠٠٠
كل هذا بات يقرض الشعر بنوعيه ” النبطي الشعبي و الفصحي ”
كما كان الحال مع أهل الأندلس كما مر بنا في الصفحات السابقة ٠٠

مع مسيرة شاعر وزير :
==============
نشأ الشاعر الوزير الإماراتي الدكتور عبد الله بن محمد بلحيف النعيمي، في ” الشارقة ” بالإمارات العربية ، و ترعرع و تعلم ، و برغم
تتعدد مناصب النعيمي، يبقى الشعر حبه الأثير، وأهم أدواته للتعبير عن عشق الوطن، فهو أديب غايته الانتماء للوطن والأدب والحق والخير والجمال، وينتمي للبسطاء يدلف إليهم في فرجان الوجدان وسكيك القلب.
مع سيرة النعيمي :
حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية عام 1980 من جامعة وسكنسن في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم أكمل دراساته العليا وحصل على ماجستير في الهندسة المدنية عام 1986، ثم درجة الدكتوراه في إدارة المشاريع الهندسية عام 1999 من جامعة ريدنج ببريطانيا.

تولى منصبه الحالي وزير تطوير البنية التحتية منذ عام 2013، وهو رئيس مجلس إدارة «برنامج الشيخ زايد للإسكان» ورئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية، وعضو مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، وهيئة تنس الإمارات.

عمل أيضاً في دائرة الطيران المدني مديراً للهندسة، وكان له دور أساسي في تطوير كافة مرافق مطار أبوظبي الدولي والتوسعة الشاملة لها.

طاقة إيجابية
يفضل الوزير النعيمي تعريفه بالشاعر، إذ يقول: «الوزارة مهمة أتولاها لفترة محدودة أخدم فيها الوطن وتنتهي، إلا أن الشعر والأدب أستطيع أن أخدم بهما الوطن ما دمت حياً».

وعن قصة ارتباطه بلقب «شاعر البلاد»، أوضح أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أطلق عليه هذا المسمى، خلال لقائه مع منسوبي وزارة تطوير البنية التحتية، حيث قال سموه مشيراً إليه:
«هذا شاعر البلاد الذي عبّر عن قضايا الوطن بصورة لم يعبر عنها أحد».

نتاجه الشعري :
= ديوان شعر تحت عنوان “زئير في جزيرة العرب” ٠
= ديوان شعر تحت عنوان ” عشق في جزيرة العرب ” ٠

و هذا الشاعر يستلهم قصائده من حبه لوطنه فقد لقب بشاعر البلاد ٠
كما يجعل من زهراته – بناته – و لاسيما رؤي ، و من الطيور ٠٠
التي تُحيط بشُرفة غرفته يومياً عند الفجر، وهو الوقت الذي يستيقظ فيه كي يمارس صيرورة الحياة العملية مصدر إلهام ٠٠

و مجمل لوحاته الفنية و شعره يدور عن حالة الوجدان الانساني و التغني بعزة الوطن و أمجاد العروبة و التحديات التي تواجه البلاد ٠٠
في لغة و بلاغة و صور و إيقاعات تكشف لنا مدي موهبته الشعرية التي جعلت من أحاسيسه ظلال تعكس ملامح الوطن ، و لم فهو العاشق و الفارس الذي يحلم بالخير لموطنه فيضطر أحلي الكلمات في صدق و تلقائية تؤثر في المطالع للإبداع الفني ٠٠

وعلى الرغم من تعدّد مناصبه وانشغاله بسبب كثرة مسؤوليات العمل، إلا أنه يرى أن القراءة ونظم الشعر، فضلاً عن ممارسة «رياضة التنس»، من أولويات حياته اليومية التي لا غنى له عنها..

وله فلسفته الخاصة و قناعته حول مفهوم ( الثقافة ) ، و عمق فلسفة الجمال و القيم ، و من ثم يري
إن القراءة مثل «الكالسيوم»، حيث
يعتقد أن حاجة الإنسان إلى القراءة توازي حاجة عظامه إلى «الكالسيوم»، فالعظام تَضعف من دون «الكالسيوم»، كذلك ذهن الإنسان يضعف إن لم يُغذّه الإنسان بالقراءة بصفة مستمرة، ويبدأ بالمعاناة من أمراض العصر مثل الـ«ألزهايمر»، ونرى الكثير من النماذج البشرية من «أصحاب الهمم»، ممّن لديهم إعاقة جسدية لم تؤثر أبداً في تفكيرهم، فأبدعوا وقدّموا الكثير بسبب القراءة ٠٠

مختارات من شعره :
————————-
( معشوقتي)

سجّل بأنّي عاشِقٌ و متيّمٌ في عاشقي
و مجاهرٌ في حبّ منْ قد نالَ منّيَ خافقي
ومواظبٌ في عشقِ منْ البعدُ عنها حارِقي
ومعلّقٌ في نورِ منْ تصبو السماء وترتقي
ومُكبّلٌ في وصفِ منْ نالتْ خِصالَ المشرِقِ
فهيَ الحياةُ وما بها وبها الشموخُ مُعانِقِي
وهيَ الأمانُ لأمّتي والمجدُ بابَ مَرَافِقِي
أهواكِ يا من أنتِ لي بالنُّورِ دومَاً تَبْرَقِ
فأنا بعزّك سيّدٌ وبدربِ مجدِكِ أرتقي
يا من ملكتِ حشاشتي إن شئتِ عمريَ فأعنَقي
أنتِ الإماراتُ التي سَوّاكِ عدلاً خالقي ٠
***
هذه كانت إطلالة علي عالم شاعر مهندس وزير مزج بين البناء الهندسي المعماري و بناء القصيدة في تلاقي عند لوحة و خريطة الوطن فنسج لنا قصيدة عشق تنساب بين ربوع الوطن أنداء عند محبوبته يرسم هالات النور شعرا يسافر مع جمال الروح تلقائيا دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠

Image may contain: 1 person, smiling, closeup

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى