شعر

المراعي الجديدة

محمد الناصر شيخاوي

صَبِيحَةَ كُلَّ يَوْمٍ نَجْلِسُ
مَعًا
نَتَنَاوَلُ حَلِيبًا وَ خُبْزًا
بِالزُّبْدَةِ وَ الْعَسَلْ
وَ عَصِيرًا مِنَ الْغِلَالِ
إِنْ أَمْكَنَ وَ إِلَّا
فَبَعْضًا مِنَ الْجُمَلِ
هُنَا وَ هُنَاكَ وَ حِوَارًا
وَاضِحًا كُلَّ الْوُضُوحِ
أَنَّهُ مُفْتَعَلْ
ثُمَّ نُنْهِي عَادَةً
بِاحْتِسَاءِ فِنْجَانَيْنِ مِنَ الْقَهْوَة
أُشْعِلُ ، عَلَى نَخْبِهِمَا ، سَجَائِرَ مَعْدُودَة
وَ كَثِيرًا مِنَ الْمَلَل
أُحَدِّقُ فِيكِ
كَأَنَّنِي أَرَاكِ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ
وَتُحَدِّقِينَ بِعَيْنَيْنِ فَارِغَتَيْن
كَهَذَا الْفَرَاغِ الْمَقِيتِ الَّذِي
يُطَوِّقُنَا مَعًا
مَعَ أَنَّنَا فِي حَقِيقَةِ الْحَالِ
لَسْنَا مَعًا
فَلَا شَيْءَ بَيْنَنَا
لَا شَيْءَ الْبَتَّة
غَيْرَ هَذَا الصَّمْتِ الْقَاتِلِ
يَذُوبُ فِينَا وَ يُذِيبُنَا
وَ تَهْرُبِينَ كَكُلِ مَرَّةٍ
زَاعِمَةً
قَضَاءَ شُؤُونٍ لَا وُجُودَ لَهَا
أُتَابِعُكِ الْهُرُوبَ
فَأُغَادِرُ عَلَى عَجَلْ
أَبْحَثُ مِثْلَكِ
عَنْ شَيْءٍ غَيْرَ هَذَا الْخَلَاءِ
عَنْ صَخَبٍ عَارِمٍ
يَبْعَثُ مَا قَدْ قُتِلْ
عَنْ زُبْدَةٍ أُخْرَى
لَا تَذُوبُ
وَ مَرْعَى جَدِيدٍ لِلنَّحل !

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى