دراسات و مقالات

من المشهد الليبي و حصاد مواسم الشعر النسائي

السعيد عبد العاطي مبارك


وأحب آفاق الحياة = مدى انتشاء وانعتاقْ

وأعيش في ظمأ القلوب = مع اللهيب.. صدى احتراقْ

وأطوف في شُعبِ الضلوع = الحانيات.. هوىً يُراق

( الشاعرة الليبية : ناديا نصار ) .
————————

” هذا الملف اهداء الي .. الاعلامية الليبية فاطمة المجبري – طروادة – التي تسبح و تركض مع فضاءات العشق كحصان طروادة ، و هذا من خلال الكلمة الشاعرة ، و التي تعكس نبض المرأة مع تلك الحياة بكافة ظلالها عنوانا للمرايا الحالمة .. !! ” .
نطوف مع ظلال شعر النساء في المشهد الليبي نلقي بعض الضوء حول تجارب المرأة هنا حيث تعزف سيمفونية الأمل مع الحياة برغم الوجع و الصراعات نقدم أمشاج من وحي القصيد النسائي كمرآة للواقع حتي تتلألأ فيوضات الأنثي بين أهداب الوطن العربي الكبير … !! . 
فثمة مبدعات ورائدات في دوحة الشعر و الفنون الجميلة وأروقة الثقافة و الصحافة و الاعلام زخم مشهود له لكن يريد أن يزاح الغطاء الملثم عنه في جرأة و اقتحام نحو دائرة الضوء من خلال هذا المشهد المتداخل تجاه عبقرية المرأة العربية صانعة المجد بجانب الرجل في مشاركة حقيقية فعالة علي أرض الواقع في اطار العملية الابداعية . 
ننحاز الي الشاعرة المنسية في الذكرة الليبية ” صبرية العويتي ” حيث تقول : 
سقيتك الحب عذباً من مناهله
لا أطلبن نظير الحب أثمانا
هذي المدامعُ فاضت ملؤها فشل
فالجهل مأكلنا والظلم سقيانا

و نمضي مع الشاعرة ناديا نصار حيث تشدو بلحن الغزل في تصريح بهيج فتقول : 
وأحب آفاق الحياة
مدى انتشاء وانعتاقْ
وأعيش في ظمأ القلوب
مع اللهيب.. صدى احتراقْ
وأطوف في شُعبِ الضلوع
الحانيات.. هوىً يُراق
وشفاً من الأحلام في
ليلى المريضة في العراقْ
خذني إليك عبر حبٍّ
منعشٍ، ولظى عناقْ
خذني إليك سماتِ وجدٍ
خالدٍ، ومدى انسياق

تقول الشاعرة الليبية ” هناء المريض ” من طرابلس في بعض ابداعاتها المتفردة لغة و تعبيرا و ايقعا وسط المشهد الذي تلقي فيها بظلالها تشكل صلصلها كبراءة الطفولة الناعسة مع ” أغنية الحصاد ” :
أغنيةُ حصادٍ 
بددتها الريح، ظانةً أنها
تُوصِلها المدى..
نايُ بكى قَصَباً 
قُطِعَ بحُجّة راعٍ..
ظِلٌّ مَقَتَ الغروب 
و أرضٌ رَبَتْ لبكاء غيمة..
نهر ترعبه لعبة شمسٍ 
تُخفي خاصرة الجبل بضباب..
أتخبّطُ..
كصدى هُتافٍ ضرير 
أعياهُ الصفع..
هكذا أبدو بدونك… 
أعودُ من حيثُ أتيتُ 
كتوبة ليستْ بنَصُوح.
و تأتي في نفس المشهد الشاعرة الصيدلانية ” حنان محفوظ ” :
لا أحب 
أن تستفزني نجمة خافتة 
أنطفأت من ملايين 
السنيين 
و لا تعريني
غيرة عابرة 
من أشواق سقط وردها 
في الوحل … 
و تطالعنا الشاعرة المتألقة ( غادة البشاري ) بقولها المكثف في ومضة تفتح مسارات الروح مع زوايا الجمال في عناق فتقول :
‏هَبْ لي قلبَك … لأناااام
‏فأنا مُذ شرْنَق الأغرابُ عمري 
‏اختنقت في يقيني الغفوة 
ثم تمضي بنا غادة في متواليتها بعنوان ” هذيان الشواهد ” نقطف منه المقطع الأول لنبرهن علي العفوية و التلقائية التي تساورها ليل نهار بين أهداب الحقيقة فتقول :
أشردُ 
من قِران الصبح
فتكبحني أسيجة المنفى
تدق قيامتها في أضلعي
أفترشُ أصابعي
لإلتقاط وهمي
المائج في زبد طينه
علّه يكتفي من صنوان شهوته
فينثر مكارمه الشريفية
عند مَواصد السماء الرابعة 
و تقول الشاعرة ” فريال الدالي ” التي كانت لها تجارب مع الشعر العمودي و التفعيلة ثم ها هي تحلق بنا مع أطياف قصيدة النثر في وحي البساطة حيث الترقب :
تَرَقُّب
‏…..
أمْسَكْتَ..
برأسِ الخَيْط،
وذهبْتَ.. بعييييداً؛
فكَكْتَ نسيجي.
ومن هنا؛
حيثُ الروحُ بلا جَسَد..
أَتفيّأُ عسلَ كلامِك،
أرْتشِفُ نشوى اقْترابٍ..
لعلّه!!
أرقبُ.. أرقبْ؛
هي لحظاتٌ بحجمِ الدنيا،
والعالمُ باتّساعِ ثقب إبرةْ،
الإبرةُ تائهةُ..
في سماءٍ بلا عُيون،
العيونُ..
رمادُ الدمعِ..
يجاهدُ سكَراتِ العِشق!!
……….
و تقول الشاعرة ” ردينة الفلالي ” في خطوات أنثي تختصر لنا المشهد في حضور بهي مشرق تجسده في بطاقتها الشخصية :
انتزع مني بطاقتي الشخصية 
ليتأكد أني عربية 
و بدأ يفتش حقيبتي و كأني أحمل قنبلة ذرية 
وقف يتأملني بصمت سمراء وملامحي ثورية
فتعجبت لمطلبه و سؤاله عن الهوية !. 
كيف لم يعرف من عيوني أني عربية ؟!. 
و نتأمل شعر أنيسة التائب: أنيسة محمد الفيتوري الشاعرة الليبية، والملقّبة بأنيسة التائب، المولودة سنة 1962م في مدينة طرابلس حيث تقول في قصيدتها “ذاكرة الحلم” منطلقة بين ظلال الوطن كالطائر المبتهج :
حين أراك..
.. يصافحك القلب..
ناثرا أمامه ارتجافات نبضه..

و نختم مع الشاعرة ” رحاب شنيب ” حيث تترجم لنا فضاءات استثنائية منطلقة في صدي حوارية فتقول :
اتبخر من حياتي
و أنا فحياتك نذوب 
ديمه تنسى ما تنادي
هز اﻷيادي
يدوب
و أنا نادي
يا عيوني
يا مرادي
يا محبوب
تمشي و ترجع
و ننسى إنك ديمه تخدع

هذه كانت فصول و خطوط عريضة من مشهد الشعر النساء المعاصر الليبي تم تصويره الفني و الابداع بمشاعر الأنثي التي تحمل مشعل التنوير و الجمال للوطن و الطبيعة و قضايا المرأة العربية بين لحظات النصر و الانكسار فرحا و حزنا في بوح صادق مؤثر يعكس ملامح الحياة الثقافية و الأدبية الليبية تفاعلا مع نبض حركة الحياة في ديمومة الحوار الشعري هكذا كانت الانطلاقة الحقيقية دائما .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى