قصيدة : وقراءة
سهيلة بن حسين حماد
على مشارف الحلم
أشعر بأن قبائل من الغجر
تمارس رقصها المجنون
على إيقاع لهفتي …!
أرقصُ
كـ زنجية تمارس طقوس النار
وحدي أنا في الطريق
إلى هوة ..
تلك الأماكن السوداء
الـ… تفترش ظلالها وجهي ..
كانت الطريق مليئة بالعابرين،
لكنهم عند أول حاجز تفتيش
وضعوا أقنعة ..
وغيروا وِجْهتهم
وحدي واصلت ،
دميت قدماي
لكن الأماكن السوداء
ابتلعت وجهي كلّه ..
فما عرفتُ نفسي.
العامرية سعدالله الجباهي
القراءة
على مشارف الحلم هي رحلة وجودية سوريالية تصور واقعا مريرا نرفض النظر فيه و إليه لبشاعته حتى المرآة قد تعكس صورة مشوهة لذات غيبت ملامحها من قسوة الزمان وعدم الأمان والنكران .في بداية المشوار تكتظ الأماكن ويكثر والزحام…. ولكن في آخر العمر أو حتى عند الأزمات ينفض ويقفهر المكان من حولك، لتجد نفسك وحدك كئيبا، و لتكتشف أنك كنت على مشارف حلم …ترقص كإفريقية تمارس طقوس النار وحدها في الطريق إلى الهوة إلى القبر إلى النهاية ….لتفترش وجهك ظلال الأماكن السوداء ….
الحواجز قد تكون مادية كتلك التي يضعوها فوق القبور لحودا أو حواجز من أجل تفتيش نقاط عبور أو معنوية أقنعة يتسترون وراءها للإيهام … كالأعذار والانسحاب والتحجج…
الأسلوب جميل سلس ورشيق أتى في لغة بسيطة وراقية الترميز اعتمد الإيحاء والصور المجازية المعبرة والمكثفة ….