شعر

اختطاف

مصطفى الحاج حسين

أنتِ الوحيدةُ في هذا العالمِ

التي تعيشُ بدونِ قلبٍ

وبلا عقلٍ

وبروحٍ مشلولةِ الآفاقِ

وأنتِ لا تبصرينَ الحبَّ

عمياءُ التّنفُّسِ

متهدِّمةُ الضّوءِ

قاسيةُ النّدى

متحجِّرةُ الفضاءِ

لا تمسحينَ دموعَ القصائدَ

ولا تكترثينَ لانتحارِ اللهفةِ

تُجافينَ البوحَ

وتهزئينَ من شواطئِ الآهاتِ

أنتِ تهربينَ من أُنوثتكِ

تُيبِّسينَ وردكِ

تغتالينَ عطركِ

وتعتقلينَ فراشاتِ الابتسامِ

وأنا أقتربُ من جحيمكِ

يشدُّني إليكِ غبائي

أحبُّكِ ..

وأدركُ أنَّكِ حمقاءَ

لن يهمَّكِ احتراقي

قصائدي تطعمينها لسلَّةِ المهملاتِ

تدوسينَ على نبضي

وتصعدينَ إلى سريركِ

لتنامي مرتاحةَ البالِ

أنا لا ألومكِ أيّتها التّمثالُ

أحزنُ على حظِ قلبي

على مستقبلِ روحي

على تعثُّرِ عمري

منذُ عرفتكِ

لم يعد أمري بيدي

حاولتُ كثيراً الابتعادَ

لكنَّ الليالي متآمرةٌ عليَّ

والشّمسُ لم تكن يوماً

إلى جواري

فكيفَ أنساكِ ؟! .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى