دراسات و مقالات

و ما من مجيب؟ الشاعرة الفنانة المغربية المقيمة ببرشلونة إسبانيا ” شهرزاد الركينة “

السعيد عبد العاطي مبارك

” ناديتك ليلي وطلوع الشمس وجمرها كجمري وما من مجيب.
دمعي بغروب الشمس تواسيني الي تميل تودعني وكأنها هي الحبيب.
احببت فيك نور الفجر وطلوعه وفؤادي بنار عشقك مولوع وادوب.
الشمس والغروب و قلبي بنارك ملهوف واحترق وعن حبك لن اتوب ” .
( من قصيدة : و ما من مجيب ) ٠
= = =
” زاد بي الشوق لوصالكم تالمت بكيت ولمت البعاد
يحرقني جفى من اهوى واضناني ولازمت السهاد
كلما رن قلبي بذكركم سهمت تعذبت وزاد التقادي
اللهم اعني على بليتي لانها لا تشفى الى الابد “.

” من قصيدة : الشوق ”
——
عندما نتأمل حالة الابداع للفنون الجميلة للشعر العربي في المهجر حيث الغربة و الشوق و اللهفة و الحنين و الذكريات ، نتوقف مع الشاعرة و الفنانة – شهرزاد الركنية – في برشلونة بإسبانيا ، التي تذكرنا بالأندلس تلكم ( الجنة الضائعة ) ، التي سطر فيها العرب المسلمون نهضة حديثة انارت و ابهرت الغرب زهاء ثمانية قرون ٠
و لم لا فقد حمل العرب كل قيمة و معني جميل من المشرق العربي و لا سيما بغداد حاضرة الامجاد للخلافة العباسية ، الي المغرب العربي الأقصي حيث جزيرة الأندلس ” جنة الأرض ” التي تتمتع بعناصر الجمال و مظاهرها الطبيعية الخلابة ٠٠
فوجدوا بيئة خصبة وأضافوا اليها ثقافة و علم و فنون جميلة شعر و غناء بجانب البناء و الحياة السياسية و الاجتماعية و الدينية حضارة انسانية شاملة تعالج قضايا المجتمع ، برغم الصراعات التي أتت الي سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الغرب ٠٠ هكذا !! ٠
و كان للشاعرات و المغنيات مكانة مرموقة تعكس حالة العيش الرغد للبلاد و مدي الاهتمام بالفنون الجميلة مع الازدهار و التقدم ٠
و شاعرتنا صورة جميلة في قالب جديد كأننا نعيش عصر ولادة بنت المستكفي أميرة الحب و السياسة ، و الرومكية بثينة بنت المعتمد ، و نزهون القلاعية و حفظة بنت الحجاج الركونية ، و غيرهن كثيرات ٠٠
حيث الفصاحة و البلاغة و البراعة في تصوير مشاهد الحياة تارة أخري من منظور تراثي حداثي ٠٠

و من ثم نتأمل مسيرة الشاعرة و الفنانة ” شهرزاد الركينة ” المغربية زهرة مدينة ” تطوان ” ، و المقيمة في برشلونة اسبانيا ٠
شاعرة و فنانة مغربية مغتربة ، سفيرة الاتحاد العام للمبدعين بالمغرب بإسبانيا، و مندوبة النقابة الحرة للموسيقيين ٠

و تنحن شاعرتنا الركنية الي معاهد الصبا في مدينتها ” تطوان ” في اشتياق فتترجم لنا تباريحها في بوح يختصر المشاعر في كلمات تسردها من واقع حياة يومية :
” تطوان اشتياقي اليها يغلي في قلبي بركان
مصابلي جلسة فيها مع لحباب في بعنان
ونتهاود على المحنش وبوجداد وكيتان
نتسارو تطوان العتيقة والخاسة والفدان.
نتهاود على الابواب السبعةوزمان كيف كان.
الداخلة تشوف الحمامة يتصورو معاها العرسان
والي عزازين وغاليين مدة ما رأيتم نخدهم بالقبل والاحضان ” .

مختارات من شعرها :
=============
تقول شاعرتنا الفنانة المقيمة ببرشلونة إسبانيا شهرزاد الركينة ، في قصيدة رائعة بعنوان ( نعمة ) حيث تسبح مع الروح في موحشة و ابتهال تزف تباريح الحب و الجمال أنغاما عذبا في ألحان تشرق من ضفاف الروح الي القلب المعلي في لوعة و حنين بل قل همس النفس عند رحلة الصفاء مع الحياة :
ما أحلى العشق والهيام والحرمان وبعده الوصال
أسال نفسي وعمق أنفاسي حقيقة ولا خيال
حبيبي ناجاني ولحبه دعاني وقلبه عندي مال
من بعد التيهان شربت الهوى كيسان نسيانه محال
قربت الروح للروح بالغرام تبوح كل المنا غاية الجمال
كلمة كنت اتمناها و أبقى استناها كرؤية
الهلال
عطف على قلبي ورأف بحبي حفظها يا ربي نعمة من الزوال.
***
و تقول شاعرتنا الفنانة المغتربة ( شهرزاد الركينة ) في قصيدة أخري :

قصيدة
(وما من مجيب)
ناديتك ليلي وطلوع الشمس وجمرها كجمري وما من مجيب.
دمعي بغروب الشمس تواسيني الي تميل تودعني وكأنها هي الحبيب.
احببت فيك نور الفجر وطلوعه وفؤادي بنار عشقك مولوع وادوب.
الشمس والغروب و قلبي بنارك ملهوف واحترق وعن حبك لن اتوب.
***
و تقول الفنانة الشاعرة ” شهرزاد الركينة ” المقيمة في برشلونة إسبانيا في قصيدة بلهجة شعبية محكية تجسد رؤية حيث حالة حوار الحب و العشق و الجمال مع موج البحر و تجديد حركة الحياة :

قصيدة اسمها
الاموج البحر
موج البحر يسليني ويوشوشلي ويحاكني ويطمني ويهنيني .
الا موج البحر
غروب الشمس بالوانها بتغريني تاخد الروح تقتلني وتحيني تجرحني ولا تداويني.
الا موج البحر
طلوع الفجر بطيوره تغنيلي يزيد الشوق ويكويني لأشوك العشق يرميني.
الا موج البحر
نور البدر يذكرني و يبكيني يولعني ولا يهديني من لهيب الحب يسقيني.
الا موج البحر
ليل و نهار يقولو اسرار ويخلوني اغار يشعل قلبي نار واناجيه يمن عليا ولا يصبروني
الا موج البحر

***
و نختم لها بهذه المقطوعة تحت عنوان ( وحداني ) و التي تبث فيها لواعج مرارة الغربة حيث الحنين الي مهد جذورها فتذكر لنا فيض من ذكريات الماضي عند مفترق الوحدة ، غربة النفس و البعد ٠٠ ، فتقول فيها :
وحداني والغربة قتلاني

بضحكةونغم نقلب كياني

لاحبيب لا حنين وقلب حزين كواني

بيناتنا البحار وماوجدت صبار

حبك عذاب شربيني لمرار

نقاسي بالليل ونتالم بالنهار

سعادتي ابتدت بقربك يا املي

فرحي انعدم ببعادك يا غالي

فراقك يامنايا سبب الاهات وندمم

طول الليل حسرة وحيرة وندم

بنظرة كويتني لحبك ادنيتني وجلبتيني. بغرامك رميتيني في بحر الشوق غرقتيني

وخليتني وحداني وحداني والغربة قتاني ” ٠
***
هذه كانت رحلة سريعة مع عالم الفنانة و الشاعرة المغربية ( شهرزاد الركينة ) المقيمة ببرشلونة إسبانيا، و التي تذكرنا بشاعرات و مغنيات الأندلس في عصر النهضة الحديث ، كي تتلاقي ظلال الفنون الجميلة هنا في إبداعات تعكس المسار في عطاء فني راق من جديد دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠

Image may contain: 1 person, smiling

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى