هي والبحر

بركات الساير العنزي

قالت : أنا مثلك أيها البحر
بخضمه وعنفوانه 
بهدوئه وثورته
بزبده ،،وأجاجه
أنا وأنت متشابهان ،متماثلان
في أعماقنا أسرار دفينة
يقف على شاطئك العشاق
يستوحون منك الكلمات
ويتبادلون معك الٱهات
يبوحون بحبهم ،
ويفرغون حمولة صدورهم
هنا يقف المنتظرون
يرفبون عودة السفن 
لعلها تأتي بالأحباب

قال البحر :
ستتعبين وأنت تنتظرين
لن يأتيك المجهول
رأيت العشاق ،،يتكلمون
ويكذبون وينافقون
ويغادرون شاطئي مختلفين
شهدت الكذب والنفاق
أعطوني أخبارهم وأسرارهم
وغاصت في أعماقي 
وكتمت أسرارهم ،،
في جوفي كنوز وأصداف
ولؤلؤ ومرجان
أنتم تفضحون ولا تسترون
وأنا أكتم أسراركم

قالت ؛ دعني من كلامك
ومن حكمك وأقوالك وترهاتك
عزفت نفسي من حكم البلهاء
ومواعظ المنافقين
قبلك قال الكثير
كثرة الكلام داء ،،والوعظ وباء
في قلبي يابحر الكثير
عواصف تهدر في قلبي
لاتجرؤ أن تثور
وأسرار تغوص 
كغوص السفن في قاعك
قلبي كمائك الأجاج
لاتغير مزاجه كل مياه الانهار
أنا وأنت متشابهان
وإن كنت صادقا أيها البحر
امنحي من جوفك محارة
أعطني من قلبك لؤلؤة
هبني من جوفك مرجانة
بستانك فيه الكثير والكثير
لعلي أغير حياتي ،
لم انت بخيل ؟؟،ويصفونك بالكرم
لم أنت قاس ،،غادر ،،متناقض؟!
إذا أحجمت عن هذا وذاك
امنحني بصيص رؤية 
لعلي أسدل الستارة 
على مسرحيتي

قال البحر :
قلت لك ياصغيرتي
أنا البحر الهادر ،،والموج الثائر
من يدخل أعماقي يغرق
تبتلعه الحيتان
من أراد أصدافي يهلك
اقذفي ٱلامك وهمومك في جوفي
استودعيني أسرارك واذهبي
على أمواجي تتكسر الأحلام
اسحبي ٱمالك الخرافية
أمواجي تحطم كل السفن
لن تستطيعي الأبحار فوق الأمواج
قالت : سأبقى هنا أيها البحر
أنتظر المجهول لعله يعود،،،