قصة

صباحات مملة

د.إيهاب بديوي

لم تكن عادتها اليومية ان تشرب القهوة السادة في الشرفة الصغيرة المطلة على الساحة الخالية من الحياة في بدايات اليوم. لكنها أردات شيئا مختلفا هذه المرة. لم تهتم بالتحذيرات من المتلصصين على خصوصيتها وهي الأربعينية الفاتنة كما تسمع في كلمات التحرش في كل مكان تسير فيه على قدميها. وهي اقل الكلمات حدة في الحقيقة خاصة لو ارتدت احدى فساتينها القصيرة فبرزت اقدامها الذهبية وقليلا فوق ركبتها لتأخذ بالعيون والألباب. لكنها لم تعد تهتم. ارتشفت رشفتين من القهوة المرة ولم تستطع أن تكمل. تتداعى الذكريات على الواقع الضبابي بصورة تتضاءل معها مجرد الرغبة في الإستمرار في ممارسة هذا الدور الصغير على مسرح الحياة العبثي. قبل ان تغلق شرفتها سمعت صوتا ينادي من مكان ما ان القمر الداخل إلى صومعته عليه ان يحن قليلا على المريدين ليجعل للحياة قيمة ومعنى. ابتسمت وهي تحكم إغلاق الباب الصغير في وجه الضوء الخافت..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى