شعر

زوبعة في جســــــــد

تغريدة الشـــــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

( زوبعة في جســــــــد )
الشاعرة المغربية وداد بنموسي – 1969 م
لأجلك
أنزل إلى قعر نفسي
أجمع المحار والأصداف
وحبات الرمل
والحصوات الزرق، وقطر الورد
واللازورد
أريد أن أزين في حضرتك
سقف أنوثتي.
” أيها الموت، راقصني/ أنا القتيلة، راقصني على إيقاع التانغو/ تقدم كي أتوارى/ توار كي أتقدم/ تعشقني كي أمقتك”.
—-
من خلخلة الحواس …. نمضي ننطلق من طنجة نتوقف مع ابداعات امرأة تصدح في كتاب العشق في حضور و جرأة ترسم تلون تعزف تلقي بجواهرها في نهر الابداع و الفن بمسحة الفنون التشكيلية المرصعة بجواهر الابجدية الشاعر أنها الشاعرة و الفنانة و الاعلامية المغربية ” وداد بنوموسي التي هزت القصيدة بأنفاسها العاشقة لجمال الطبيعة في خضم الامواج العاتية المتلاطمة امام وادي النسيان و الهجر و الخجل في صمود انها ثورة الروح و الجسد تقدمها قصيدة فنية بكافة الألوان و الاشكال من منطق الفلسفة الجمالية تنهض من القيود و محطات الاهمال —
و من بين أنداء الزهر ترتع كالظبي بين الوديان الخضراء و الحمراء بشذي الكلمات التي تغازل القمر بمشاعر الصدق في تلقائية من خلال تجربتها الذاتية دون تزيف للوعي الانساني !!.

فعندما نتأمل في الكتابات النسائية نجد المرأة العربية و لا سيما في المغرب تخطت مرحلة متقدمة في الكشف عن اغوار الروح و توصيف عالة العشق في جمال رومانسي و ابداع متحرر من القيود المجتمعية القديمة بل وثبت في رمزية و تصوير بديع تسجل نبضات مشاعرها في عفوية و صدق كتجربة ذاتية مرآة تعكس بداخلها لحظات اللم و الأمل معا .
و لم لا فهذه شاعرة اتصفت بالجرأة لتندد بقهر الرجل وتفصح عن رغبتها في كشف الممارسات التي تجعلها سلعة فقط دون الاهتمام بواقعها و طموحاتها فهي تبوح بزهرها الذي يزين و يصبغ جسدها وروحها و يجعل من المرأة أيقونة الحياة .
نعم فان الأنوثة في الروح و الجسد فقط، تجعل منها لوحة فنية ترسم مسارات لها دلالات في الصورة و المعني و الايقاع بعيدا عن الاسقاطات بل استنطاق الحرية و النور و محو دياجير الظلمة في مصارحة لها نوافذ تستدعي الحقيقة بخيالها الخصب هكذ تتلألأ كالقمر الذي يتسلل من النافذة الي ظلال الصمت الجميلة في مغازلة متوازنة !! .

دفّة النافذة اليمنى تئن
ما تلك اليد الغليظة
التي أوصدتها
جرحت مشاعرها
قبيل مجيء القمر

نشــــــــأتها :
———-

ولدت الشاعرة و الفنانة التشكيلية والفوتوغرافية و الاعلامية المغربية وداد بنموسي في مدينة القصر الكبير سنة 1969 م
– عملت في ” معلمة المغرب”. – عملت مستشارة وزيرة التعليم. – شاركت في العديد من المهرجانات والملتقيات داخل المغرب وخارجه.
عضو المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب. – عضو المكتب المسير لبيت الشعر سابقا. –
نائبة رئيسة دار الفن المعاصر. – عملت في الصحافة، في كل من جريدة ” العلم” و ” الجريدة الأولى”.

بجانب دورها كالاعلامية ورئيسة المركز الثقافي أحمد بوكماخ بمدينة طنجة

قصيدتها مختزلة ومكثّفة ترصد عبرها التفاصيل الصغيرة.
عضو بيت الشعر في المغرب

من إصداراتها:
————
= لي جذر في الهواء/ شعر – عن وزارة الثقافة ضمن سلسلة الكتاب الأول لسنة2001

= بين غيمتين / شعر – منشورات دار مرسم، الرباط 2006

= فتحتها عليك/شعر – ديوان شعري مصحوب بصور فوتوغرافية عن النوافذ من تصوير الشاعرة منشورات دار مرسم، الرباط

= زوبعة في جسد – منشورات دار مرسم، الرباط 2009
= “كدتُ أفقِدُ نرجسيتي”، 2010 م عن دار ورد للنشر بسوريا؛ كما ترجم لها في نفس السنة ديوان:”زوبعة في جسد” إلى الاسبانية عن مركز حوار الحضارات بكونكيبو،

ترجم شعرها إلى الأسبانية والفرنسية. شاركت في عدد من الملتقيات المختلفة داخليا و خارجيا .

فضلا عن مشاركتها في العديد من المهرجانات والملتقيات الشعرية.
من جهة أخرى، ففي عام 2014 حازت الشاعرة وداد بنموسى على جائزة القصيدة العربية التي ينظمها محترف الكتابة بالمغرب بمدينة فاس عن “دورة الشاعر عبد الكريم الطبال”.

كأنك تعرفين كيف صعدت
كأنك مرة
وهبتني سكينتك كي
أرتقي
فكيف أسكنتني الآن
مجاهل الظل؟
أين أخفيت عني فراشاتك؟
يا نافذة
طموحها
طموحي.

و نختم لها بقصيدة تكشف مدي عمق فلسفتها في جماليات السرد للصورة الشعرية تلوح بسرها في هذه الحياة وسط استفهامات متواليات تمنحها الاخضرار وارف الظل بعد موجة الجراح تقرر لنا لغز ” الجسد ” الذي هو صوت النماء و الخلود و العبقرية و سر الجمال معا بعنوان ” ألهو بهذا العمر ” تقول فيها وداد بنوموسي :

أنا أيضًا لي سر أيها الإله
وسري أني السر وسري أني سر من أسرارك
أولم تعطني عينًا بها أحببت؟
وفمًا به ثملت؟
وثقبًا في الروح منه أبصر خطاياي؟
منه أتلصص على السلالة التي منها
تدحرجت؟
ألم تمنحني شجرًا وارف الظل
تحت جلدي؟
وشدوًا موصولا في أذني على مر الجراح
ألم تعطني عطاياك البلا عدد؟
وموتا ينتظرني هناك
وأياما معدودات أهديها للاأحد
أيها الواحد الصمد
ألم تجعل فيّ نبع السؤال؟ وعنف السؤال؟
وخبأت جمر الجواب تحت تبن الجسد؟

هذه كانت مكاشفة للحقيقة الغائبة عند الشاعرة و الفنانة التشكيلية و الاعلامية المغربية ” واد بنوموسي التي هزت أركان القصيدة من منظور التحدث عن مناطق الصمت و الخجل فهي امتداد للثورة الجمالية التي تتبنها النظرة النزارية في توصيف العشق و جعل القصيدة المعاصرة روحا وجسدا موصولا دائما
بين أهداب التأمل بمنطق جمالي فلسفي يستدعي كل الزوايا من منطقة الامواج العاتية في ابحار و تحدي و صمود مع الرجل نحو الحرية و النور دائما .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى