لليل أطول من ممشاي والقلق إني تلمست ضوءًا يلمع النفق
أحتاج أي صديق لا يجاملني لأنني بضميري لم أعد أثق
—–
” لم أجد من حولي شيئا أتغزل به أجـمل من وطني …!!. ”
” يوسف الكمالي”
———-
((( هذا الملف اهداء الي الصديق الناقد و المبدع فيصل المعشني … فهول من جيل الشباب يلقي بظلال الكلمة نحو هذا الجيل مع مؤثرات الحداثة ))) .
نتوقف مع شاعر عماني يمثل روح الشباب لكنه يسير علي درب الأصالة برؤية المعاصرة ، يطوع المفردات و المعاني و الصور و الأخيلة و الموسيقي في تلقائية ممزوجة بمشاعر صادقة تحرك الاحاسيس نحو رسالة الشعر التي تنساب تحت مظلة الفن و المجتمع معا .
و لم لا فالكمالي صاحب رؤية اشراقية بداية من ايمانه بالاطلاع و الشغف و الشعور الصادق في اطار دلالات تجسد ملامح الشكل و المضمون للقصيدة الفصحي و ووزنها العربي الأصيل ، مع تطورها و تجديد المحتوي الحداثي لماهية تلك العصر في زحم منقطع النظير وهذا يتجلى بين ظلال أنتاجه ، منذ نعومة أظفاره بمبدأ من خلال العملية الفنية الابداعية لرسالة الكلمة الشاعرة … ! .
أليس هو القائل ؟! :
أمارس الشعر والحب والتفكير ، وما زلت جاهلا وفقيرا ، ابن مسندم الشامخة ، وأسكن العاصمة الحبيبة مسقط .
وفي قصيدة الصادق المفضوح يصدح كي يبوح الكمالي كالبلبل الغرد قائلا في فلسفة راقية :
ليس الغموض
سوي انكسار آخر
الشعر , للأفق البعيد –
وضوح
نشـــــــــأته :
=======
ولد الشاعر العماني يوسف عبد القادر بن عبد الرحمن الكمالي ، في ولاية ” مسندم ” بسلطنة عمان ، و مقيم بمسقط .
درس الطب عامين في كلية عمان الطبية ثم انتقل الي علم النفس كلية مزون لميوله نحو العلوم الانسانية ايمانا منه بالنفس و الفكر و الادارة .
فهو شاعر و استشاري نفسي بالمدارس المتحدة ، ومدرب معتمد في علم النفس .
بجانب علم النفس والعلاج النفسي يمتلك أكثر من دبلوم وشهادة في الإدارة مثل التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات وأنماط الشخصيات ونمو المنظمات وغيرها .
= مؤسس نادي ( ســـــفراء السعادة ) منذ عام 2014 م بالسلطنة .
و له ديوان شعر بعنوان ” الصادق المفضوح ” صادر عن دار الوراق .
و حصل علي عدة جوائز منها :
= المركز الأول مرتين علي مستوي سلطنة عمان في الشعر الفصيح عامي 2011 ، و 2014 م .
= المركز الثاني في جائزة راشد بن حميد للثقافة و العلوم 2012م .
و عنده حلم وطموح يراوده هكذا كما يردده في ثقة و تحدي وارادة :
” هو أنني سأكون في يوم ما .. إن شاء الله
مرجعًا لكل العمانيين في علم النفس
وتحديدًا في جانبه العلاجي
السلوكي والمعرفي ” .
بدايات الشـــــــعر :
و قد قرض الشعر في سن مبكرة، وشارك في ملتقى «لغتي فكر وإبداع» في مسقط بقصيدة «ذكرى المحب» التي أمر وزير التربية والتعليم آنذاك بتعليقها في مكتبه، ولم تزل حتى الآن معلقة في أروقة وزارة التربية والتعليم.
بعدها حصل في العام 2011 على المركز الأول على مستوى السلطنة في كتابة الشعر الفصيح بقصيدة «بحر الهوى»، وبعدها بعام واحد حصل على المركز الثاني في «جائزة راشد بن حميد للإبداع الأدبي» بقصيدة «جهل المشاعر»، وختم مشاركاته في أكبر مسابقة شعرية لطلاب الجامعة «شاعر الخليل»، وتوجت قصيدتي «أرجحة» بلقب المسابقة، وكان تعليق عضو لجنة التحكيم الذي لا ينساه على القصيدة:
«هذا النص يقدم مستوى مفاجئاً، يطمئننا إلى حال الشعر في عمان ”
أما أولى أمسياته الشعرية فقد كانت في محافظة ” مسندم ” ، في سن الخامسة عشرة مع الشاعر الإماراتي الكبير عبدالله الهدية .
حول شاعريته :
=========
و فلسفته أنه يحب ممارسة الحرية في كتابة الشعر أكثر من ممارسة الشعر نفسه ..!! .
يقول شاعرنا الشاب الجميل يوسف الكمالي في مقطوعة تبرز مكانة التراث من خلال الأدوات الشعرية في تعبير عن مشاعر تحيط بسياج عبقرية الزمان و المكان في تلقائية يعرف بها معني الحب و الديار و الحنين :
بشّر ثمودَ بنصر عادِك وأنا سأخرج من بلادِك
عاما يُغاث القلب فيه وراء سبعٍ من شدادِك
قدمي أقل من الخطى والناس أكثر من عِنادِك
من شــــعره :
قصيدة بعنوان ( الصادق المفضوح ) تحمل اسم ديوانه الأول
إحدى قصائده الملامسة للإحساس والأرواح، وقال ذات تغريدة في حسابه على منصة تويتر: «وحتى لا أنسى، طبعت ديواني الأول».
بتلك التغريدة أعلن الشاعر الكمالي عن صدور ديوانه الأول قبيل انطلاق معرض مسقط الدولي للكتاب، حيث صدر ديوان «الصادق المفضوح» عن دار الوراق المشارك في جناح مميز بمعرض مسقط الدولي للكتاب
يقول فيها :
بعض الحماقة
بعضها مسموح ..
كي لا تموت علي الأمل
نبوح
كنا نظن الليل يغسلنا
من الصخب الملوث
و الندي مبحوح
من فطرة الماء العميق
قطرة ..
أو قطرتان .. سناهما مسفوح
نتساقط مع الخرافة . ربما
صدئت علي ألق التساقط روح !.
===
مع قصيدة مطولة للشاعر العُماني يوسف الكمالي بعنوان ( وداعية مزون ) يذكر فيها ذكريات الجامعة حيث العلم و الاصدقاء و الايام و السنيين يسرد من خلالها رؤيته مع فلسفة الكلمة و الحياة معا :
مساء الخيرِ ..
وانقضتِ السنينُ
وهذا أنت. والذكرى مَعينُ
مساءَ الخير.. والله المُعينُ
أعرني والدَينِ، فلست أنسى
من العرَقِ الذي نسيَ الجبينُ
فكل الحفل كان أبي وأمي
وإن الحفل دونهما.. حزينُ
مساءَ الوردة البيضاء يا من
وراء الشوكِ وردتَه يصونُ ..
مساء البُردة السوداء،
بعض السوادِ نراهُ أبيضَ ما يكونُ
لك المطرُ الذي نخشاه هذا
المساءُ لك الشذى والياسمينُ
من العشرين أقلعنا .. شبابًا
وقد هبط المشيبُ
ونحن دونُ!
تخرجنا .. وكم ذي النونِ فينا
وكم ألقاهُ فوق الشطّ. نونُ ..
وكم أفُقٍ نوسّعه لنحيا
إذ الآفاق أكثرها سجونُ
تخرجنا مزونيين حتى
تخرج من مشاعرنا الحنينُ
كأن مزون في دمنا نداءٌ
بصوتِ الفَخر: أن كونوا
وكونوا ..
لماذا الآخرون أقل عمرًا
من التاريخِ؟ تنقصهُم مزونُ!
تأمل.. حين تنفرج الليالي
ويهطلُ بالرجاءِ غدٌ هَتونُ ..
لنا في صدره رئةٌ وقلبٌ
له متنفّسٌ، ودمٌ حَنونُ ..
يهونُ اليوم أن أمسي ولحمي
تقلبه الملاعقُ والصحونُ
يهون النائمون على طريقي
وقد أيقظتهم كي لا يهونوا ..
تركت الباب مفتوحًا، وجرحي
وراء الباب تفتحهُ الطعونُ ..
لأجل مزون .. عاصفة الحياةِ
لأجليَ! رغم كل العاصفات ..
سأنسى من محبتها وخوفي
عليها أن يوم الهجر .. آتِ ..!
وكنت أعَق مولود وكانت
على قلبي أحنّ الأمّهاتِ ..
مزونُ اليومِ، سوف تكون يوما
مزون الأمس في شفةِ الرواة
أخذتُ مشاعري بزمام عقلي
وصالحت السلوك مع السماتِ
وصرت أرى وراء الشيء شيئًا
يحرّضني على استكشاف ذاتي
أفتت منه ما ينسدّ.. أحصي
عناصرَه بتفتيتِ الفُتاةِ ..
وأغرقُ عادةً في شِبر ماء
من التفكير في سر النجاةِ
على كرسيِّ علم النفس..
حيث الفتى المنبوذ في وسَط البناتِ
لديه تحفظ ولديه رُوح
يمارسها بدون تحفّظاتِ ..
بعلم النفس أفتتح التحايا
على رهبانه والراهباتِ !
لأني اليوم شاعركم، فإن
الوفاء لكم أقل الواجباتِ
أحذركم فكم من فيلسوفٍ
تعمق في نفوسِ الكائناتِ ..
فآمن بالطبيعةِ، حين ألقى
على كرسيِّه جسدَ الدُّهاةِ
وألحد بالإلهِ، وحار حتى
رأوه معلّقًا يوم الوفاةِ !
أهنئكم فكم من فيلسوفٍ
تبصّر في نواميس الحياةِ
فألهب في فتيل الكون شمسًا
وأيقظ أمةً بعد السباتِ ..
وأصبحَ منهجًا في الجامعاتِ
“علوًّا في الحياة وفي المماتِ”!
ويا أهل الإدارةِ، أهل ودي
أصارحكم بدون مقدماتِ ..
تخلفنا عن الدنيا طويلاً
بجيل الشاتِ، أو جيل الشتاتِ
تغنّى مُتحَفُ الأمجاد عنا
وأصبح مجدنا في الأغنياتِ
تصدرنا المجالس والمقاهي
وتفسير الرؤى والشائعاتِ ..
وأعمال التطوّعِ دون وَعيٍ
لقاء الفارغينَ، الفارغاتِ ..
“وكل يدعي وصلا بليلى”
فليلى هذه أم الجُناةِ ..!
نحب محمدًا حبًّا خجولاً
نحب صِحابه والأمهاتِ ..
إذا أوصى بما نهوى، سمعنا
وأخبرنا الجميع عن الوَصاةِ
وإن أوصى بما لا نشتهيهِ
ولا نهوى فنحن من العُصاةِ!
فهل نصف الصلاةِ عليه، أما
على أهوائنا كل الصلاةِ!
وهل نرجو شفاعته ونلقي
بضاعتَه على ظهر الفلاةِ
فمن يستأنف التاريخَ، قولوا:
كفى. للأنفس المترديات !
شبابَ الاقتصاد. المال أمسى
يضخ الأكسجين مع الرئاتِ
وفي زمن انخفاضِ النفط، يعلو
على الإنسانِ سعرُ المنتجاتِ
تساقط في الخريف المرِّ صوت
وغابت أمةٌ، وانسلّ عاتِ
وثار النائمون على الأغاني
ونام الثائرون على الطغاةِ
تغيّرت الخريطةُ يا صديقي
ونادينا يفتش عن رُعاةِ !!
وطلابَ الحسابِ لنا حسابٌ
نسجلُه بكشف الأمنياتِ
نقسّطهُ على النبضات، نبضا
بنبضٍ، والتفاتا بالتفاتِ ..
ولكنَّ الأماني لا تراعي
ظروفَ قلوبنا، والعمر شاتِ
نؤجل دفعَها يومًا فترمي
ضمائرنا وتصرخ: هاتِ.. هاتِ!
شبابَ الإنجليزي ترجموني
لأفهمني على كل اللغاتِ
أنا اسمي يوسف، واسمي لطيفٌ
مقارنةً بحجم تحدياتي
ولو أني أهيم بكل وادٍ
ولكنّي أهيم بلا غُواةِ ..
وجمهوري؟ أنا جمهور نفسي
وأشعل بالهتافِ مدرّجاتي !
وأشعل غيرة الشعراء مني
بقلةِ معجبيّ ومُعجباتي ..
أبرمج بالمحبة كل قلبٍ
لأنيَ فاشل بالبرمجاتِ ..
شباب الحاسب، الأشعار تنمو
على (الكيبوردِ) من قبل الشفاةِ
لكم ما في الجذورِ من انتماءٍ
لنا ما في الزهورِ من النباتِ
مزونُ اليومِ، سوف تكون يوما
مزون الأمس في شفةِ الرواةِ
فشكرا أيها الأعداء، كانت
عداوتُكم ألذَّ مغامراتي
وشكرًا أيها الزملاء، هذي
ملائكةُ الوجوهِ الطاهراتِ
وشكرًا والدي الدكتور جمعة
فقد حققتَ أروعَ أمنياتي
ودكتور الجمالِ.. جميلَ شكري
فقلبك حلُّ كل المشكلاتِ
وشكرًا يا عصامَ الحبِّ، شكرًا
لكل معلميّ، معلماتي ..
جريتم في العروقِ سنينَ ضوءٍ
ونهرا سرمديًّا.. كالفُراتِ
وشكرا يا محمد.. لست إلا
ربيعًا لا نهائيّ الهِباتِ
وكل القائمين على مزونٍ
علي، وجهاد والنّخب اللواتي
تدير شؤوننا سِلمًا، وحربًا
وكل العاملين.. العاملاتِ..
وشكرا يا معاذ. الغيم يعطي
وأما البحر يعطي في ثباتِ!
توضأ بالوداعِ إمامُ روحي
ونادى الدمعُ: حيّ على الصلاةِ
فصافحت السماء أخفَّ حملا
غداة ذرفت أثقلَ سيّئاتي ..
وأمنية الخلودِ لها عُداةٌ
ولي أمل برب المعجزاتِ ..
وأمنية الخلودِ لها رجالٌ
تقاتل بالأماني الخالداتِ !
سأزرع بسمةً في كل وجهٍ
وأشعل شمعةً في كل ذاتِ
وأترك بصمةً وصدى ونورًا
وعطرًا عالقا في الذكرياتِ
سأرحل غير أنيَ سوف أبقى
سفيرًا للسعادةِ .. والحياةِ !
بعد هذه السطور نأمل أن نكون ألقينا نقطة من ملامح شاعر العُماني يوسف الكمالي ، حيث ظهرت نبوغته في ميعة الصبا حيث كان يلقي الشعر في تلقائية له مفرداته و تعبيراته و صوره و فلسفته التي اشتهر بها من خلال ديوانه الذي يحمل دلالات تنطق بالجمال و الحب و الوطنية تعكس حالاته الشعورية الصادقة دائما