شعر

رفيقان كنا

عصام عبد المحسن

رفيقان
كنا
فلا تمنحني 
نصف رغيفك الأن
فنصف غيابك
قد أضعته 
في
وفيك تركت 
نصف حضوري
هو التاريخ 
يعيد ملامحنا
بارزة
على الوجهين
فأنا المسجى بثوبي
طرفاه
تحت رأسي
وأقدامي
وأنت الباحث عن التألف
بينك
وبين الإكتمال 
ولن
تستطع معي صبرا
فأنت…
لم تحكم قبضتك
فنسيت
وأغمضت قلبك
وتماديت
فأدمغت شرطا
وأنقصت صبرك
تعمدت
وكان لزاما عليك الفراق
فأما الذي لم تطق 
كان كنزا دفينا
كما كنت أهواه
مني لبينك
ولم تستطع
وما أحدثته بالغلام
كان إيقافا 
لزمن يجيئ
بغير إحسان منه
على والديه
وكان الوجوب علي
ولم تصتبر
وما حملونا 
بغير نول
فوق السفينة كرامة لي
ولكنها النهاية
بيني وبينك
لتعلم أني
علمت ما لم تستطع
عليه صبرا
فما عدنا
رفيقان كنا
وثالثنا
كان 
قابضا بما قد قسم
فأنساك مرة
وأنساك أخرى
وأتممت أنت 
حد الفراق
وما فعلت مثلك 
زوجة أيوب
إذ باعت ضفيرتها
لتطعم فيه 
صبر البلاء
وباعت الأخرى
لتكشف عن السوءات 
ظنونها
فيهرب ..
المس 
ووعيد النصب والعذاب
فيبرأ 
وكل الذين 
لم يوقفوا الزمن
المار عليه
وتركوه هناك
على حدود الغربة
فيهم
يحلل فيه الجلد
البلاء
ويسقطه عنه
حتى شبع منه الصبر
ولم تشبع زوجته
من سواءت القدر عليها
واستطاعت
عليه 
ومعه صبرا
فكانا
رفيقان
كما كانا فينا
وما أستطاع 
الذي حاول الإنسلاخ
إصلاح ذاته
ولنفسه
ما حمل عنه
تاج الشوك
ولا كاد يتألم عنه
وما حاول
اختطاف الرسالة منه
وأختفى
حين أوشى به
ولم يكمل معه
تناول أخر عشاء
أعد 
على المائدة 
وما أحس
بتبادل الملامح
وهو يصعد
وظل متروكا
يطل عليه الطريق 
يأكل الطير 
من فوق رأسه
و ما أنزله الذي
جاء بعده
وراح يسير 
على الدرب ذاته
ورفقته كان
وماكان
بين هرولة هاجر
وما لم تجد
وسعيا لإيجاد ماء
وطاعة 
لاحتواء القرار
ورفقا بزوج
خليل المقام
أشعل الحرب
بين زوجاته
حين جاء خليفته
فأوى بها والوليد
إلى واد خراب
ليطفيئ حوله النار 
كما أطفأت من قبل
النار حوله 
فكانت لها الرفقة
حين تزمزم 
تحت أقدامها
وابدلت السنين العتب 
فعاد الغلام
رفيقا به
ووقفا 
يقيمان درب الصعود
ودرب يسير عليه
الرفيقان
وقت احتدام الضجر
فصدقا أقر الرفيق
بمالم يرى
– فإن قال ما قال
فلقد صدق
وأتمم معه الرسالة
بلا آي خوف
من الوسوسات
فثالثهم
من كان أحكم
بالقبض فيهم
على الرفقة
فكانا معا
إلى الأن
خير رفيقان
والدرب ممتد فينا
إلى ميسره

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى