شعر

ترسم وكأنك

عبد القادر زرنيخ

(نص أدبي)…..(فئة النثر)
.
.
.
ترسم
وكأنك لم ترسو بحبر الأشرعة
أنا للحروف راية أرقتها القافية
ترسم
وكأنك إنسانا بلا ذاكرة بلا وطن
وكأنك وطنا لا تتلوه قصائد الأوطان
تقرأ
وكأنك لم تمر بين الحروف
وكأنك ذاكرة بعالم النسيان
من سيرسم أحلامي حرا من كل الفصول
من سيرسم أبجديتي على الرصيف والدروب
تقرأ
وكأنك كلمة عابرة على هامش السنين
وكأنك مفردة لا تقودها الأقلام
تقرأ
وكأنك هامشا بين الطرقات
وكأنك وحيا من عالم الأحلام
ترسم
كعشق مازال يرنو كلماته ولم يصل
مازال يبحث كناياته ولم يقل
تحكى
وكأنك رواية لا يعيها عالم الحكايات
وكأنك لم تكن حلما على القول والأقوال
ترسم
وكأنك ذاكرة يتوه بها النسيان
ربما تخونني المفردات ربما تكسرني الكلمات
ترسم
وكأنك قمرا بلا أطياف تعادله ظلمة الأوجاع
وكأنك التاريخ بلا رحمة على قارعة الضعفاء
تقرأ
وكأنك قافية بلا وردة تعي بحر الآمال
هناك من رسمني وحيدا بين الحروف وأزقة الأقلام
أمشي على ربوع الهدى أبحث الغفران
يلثمني الحاضر الماضي بآمالي وكأنني خارج الزمن
ترسم
وكأنك حديقة تغار الحقول من منابرها
وكأنك حرا من أسوارها على قارعة الصفحات
ترسم
وكأنك للطريق رصيفا لا تراه الناس بأقدارها
وكأنك نصا لا تتلوه الحروف أمام العبارات
تقرأ
كهامش على الصفحات لا تتلوها العبارات والأوزان
وكأنك حرا من تلاوة كل الشعارات والأحياء
تقرأ
وكأنك غربة لا تعيها ورود السلام وروح الكبرياء
وكأنك غربة تحت وطأة التاريخ يقودها الدخلاء
ربما أسهبت بشخصيتي الوجودية
لكنني أعني حريتي الإنسانية
ترسم
وكأنك أثرا بين الرماد لا تراه النار الأثيرية
وكأنك قشة بين الشعارات رمتها أسوار الوطن
تقرأ
وكأنك لغة بلا مأوى تبحث الدواة حائرة
وكأنك أبجدية بلا هوادة
تصيح على دروبها البلاغة
ترسم
وكأنك منبرا بلا كلمة بلا حرف بلا مأوى
وكأنك بلاغة بلا قلم يعتصرها الألم
ترسم
وکأنك لعبة بلا وطن
قصيدة بلا قلم
سعادة بلا فرح
ترسم
وكأنك خطوة بلا أثر
وكأنك منفيا بلا سفر
معزولا بلا مطر
ربما المفردات أرقتني قبل البشر
سأرسم المجد رغم الطين والحجر
أنا الحر بعاطفتي رغم العشق والشجن
أنا الحر بحرفي رغم العداء والمحن
أنا الحر بدفاتري رغم محبرة المحن
وجدت نفسي خارج النسيان إذ الحاضر يرسمني
على العرش حرا لا يقيده رسم ولا قراءة القلم
ترمى
وكأنك قيثارة عزفت روايتي بكل أبجدية
وكأنك حرا من الظلال إذ الليل يحادثني
ترمى
وكأنك الصمت أمام البلاغة وجنون الرواية
وكأن الوطن الحر أمام فجر الولادة
تكسر
وكأنك هوية بلا رقم بلا وطن
وكأنك وطنية بلا فجر فماذا من الشعارات ننتظر
أنا للحروف هداية فكيف أرمى أمام الوطن
الكلمات ترسمني وأرسمها فكيف يمحوها الزمن
من سيتلو حريتي أمام ذاتي إذ الوطن ينتحب
أنا الحر بكسر أقلامي إذ الظنون حائرة العبارات
أحلم
وكأنني دمية من عالم الظلال أرسم الوطن
أنا الوطن وإن رميتم أبجديتي
سأحيا قنديلا يضيء قصيدتي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى