قصة

جريدة

ميسون السعدي

بحثت عن نظرة شوق من عينيه الغارقتين في جريدته ! .

عن يد حنون تلامس يدها تحت الجريدة، بعيدا عن عيون مَن حولهما بعد انتظار سنين،  تململ .. وجّه نظرة ثاقبة نحوها: هل لديك كلمة مرادف لكائن أشد غباءً من الحمار؟

هزت رأسها بالنفي .. مصغية لضحكة ناعمة انبعثت من مقعدٍ أمامهما .

استفزّه صوت الشاب والشابة … استنكرت تبرمه .

  • هما لم ينبسا بكلمة .

رفعت نفسها قليلا عن كرسيها .. رأتهما يتحادثان مع بعضهما على الجوال .. ثم تتشابك أصابعهما .

عادت واستقرت مكانها .. لا شيء يزعج .. عاشقان لطيفان .. لا يزعجان أحدا إلا بضحكات صغيرة .

  • أنا متضايق .. لم يبق إلا تلك المفردة اللعينة .

بصوت يكاد يكون صرخة أو زعيق أو همهمة غير مفهومة أطلقها الشاب .. فتوقف الباص .. نزل العاشقان .. شكرا السائق بلمس كتفه .. هز الركاب رؤوسهم، ونظرات الشفقة تلاحق أصمين تلامس كتفاهما على رصيف يبتسم .

تنفس الصعداء .. فتح الجريدة حتى غطت حضنها .

أمسك قلمه وعاد يبحث عن كلمته ..

عزيزتي : حقا من أحمر من الحمار !؟.

أزاحت الجريدة حاملة حقيبتها ومعطفها على يدها ..

– ما عدد حروف كلمتك

– ثلاثة

– نحن !!! …

عادت وكررت كلمتها بصوت عال ملوحة له من الشارع ..

نحن ….

بيدين طليقتين لوحت للا أحد

غنت .. من يمنح الغيمة المطر .. وتلك العينين السعادة !!؟؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى