دراسات و مقالات

03:45:27 pm

 سيدتي المبجلة
لا تعرفين من أنا
لكنني أعرفك
في حاجتي المعطلة
في كل حلم جاثم
فوقي
وكل معضلة!!
أعرفك
إذا سألتُ حاجة
وكنتِ دون المساءلة
أعرفك
في وضعك
وقدرك،، والمنزلة
في حجم تلك الأسئلة..
أعرفك
يا أجلي
والمرء يلقى أجله..
” من مطولتها : زوجته المبجلة ”

—————
و من قصيدة بعنوان ” التجافي ” تقول هند :
سئمت التجافي في الهوى والتصنع ..وابغضت من خلِ الذي كان يصنعُ

يزيد عذابي لوعة ويعيدني … ويهلك قلبي حين يعطي ويمنعُ

من امنياتها : ان تصبح وزيرة للثقافة في وطنها.

(( هذا الملف اهداء الي الشاعر المحلق المهندس السعودي ” محمد الشنقيطي ” صاحب المدرسة الرومانسية الجيدة بكافة ظلالها مع روح و جمال الحياة المعاصرة توأم الكلمة الذي ينشد الرقي معا !! ))

ان المجتمع السعودي لم يعد منغلقا علي نفسه كما كان في البداية ، بل أخذ ينخرط في ركب الحداثة التي لا تضر بثوابت البيئة و الميزة الدينية بل يعانق أساليب المدنية بغية صناعة نهضة حقيقية من خلال المشاركة الفعالة للمرأة في القرار و الميادين المختلفة بعد موجة التعليم التخصصي فقد حصلت المرأة علي حقوق كدقد كفلها لها الدين و الدستور دون خلل في الثوابت الأصيلة هكذا — .

و من ثم حازت المرأة علي مكتسبات في الفترة الأخيرة كسائر النساء في عالمنا العربي و الاسلامي الشرقي فتصدرت وجه الحياة و لم لا فهي تمتلك طاقة و قدرة هائلة في مجالات تخصصية أثبتت مدي جدارتها الحقيقية اضافة و مكسب كبير لنواة المجتمع برغم العادات و التقاليد الصارمة و التي لا تنسجم مع صحيح العصر بعيدا عن الدعاوي سلبا و ايجابا لفهم المنظومة السليمة للمرأة فهي ليست أرثا أو بضاعة بل مكملة للرجل كما فهمنا من النصوص القرآنية و النبوية الصحيحة فالعمل في وقت السلم و الحرب و الضرورة مكفول بضمانات لا تخف علي مثقف جيد حصيف يفهم و يدرك معا — .
لدور المسؤلية بحق و انصاف كي نمضي في وحدة الصف و انطلاقة الي الامام في ريادة — .

و تعد من رائدات شعر الغزل حيث تنسج قصائدها بوشي العاطفة و الكلمات الجميلة التي تسبح في روافدها من خلال صدق مشاعرها و احاسيسها النبيلة مع الحياة فتعزف علي اوتارها لحن الغزل في تفاؤل كي تمضي بين أهداب الفنون الجميلة بعيدا عن الانعزالية في صمود تقتحم باحة الابداع في تلقائية تجسد موهبتها وفلسفة دراستها مع واقع مشحون بكل الأطياف التي تعرقل مسيرة التقدم نحو نهضة تسجل بحروفها تجربتها الذاتية الرائدة في خضم الحياة
و تأتي شاعرتنا هند المطيري تقتحم المشهد في جرأة و صمود تؤدي دورها التربوي التعليمي و الابداعي في تناغم منقطع النظير بل تتوج رائدة من رائدات شعر العاطفة الحديث انسجاما مع سليقة العصور السابقة —- .
نشـــــــــــأتها :

ولدت الشاعرة و الاكاديمية التربويةالدكتورة هند بنت عبد الرزاق المطيري بالمملكة العربية السعودية
و لم لا فقد ولدت في عائلة جُلّ افرادها من الشعراء فلقد كان والدها شاعرا ووالدتها واخونها واخت لها كذلك بدأت بكتابة الشعر في مرحلة مبكرة من حياتها حيث كانت على اعتاب المرحلة المتوسطة ولكن المَلَكَة الشعرية لم تكن قد تبلورت بعد الا ابان دراستها الجامعية في قسم اللغة العربية في كلية الاداب في جامعة الملك سعود في عام 1995 م
و نتركها تعبر عن نفسها مع أولية عشقها للغة و الابداع و نظم الشعر :
(انها لم تكن مجدّة في اللغة العربية ايام طفولتها وكانت ذات مستوى متوسط فدخلت في معركة معها اما ان تتفوق او لا تكون ولانها تنظم الشعر منذ الطفولة ولكن كانت مشكلتها مع الاملاء وفي الاعراب فدخلت تحدي عنيف مع اللغه واستطاعت التمكن منها , وتتابع قولها لم اصرعها ـ اي اللغة العربية ـ بل سايرتها ) .
حصلت بعد ذلك على الدكتوراه في فلسفة اللغة العربية وادابها وكان عنوان رسالتها :
(البطل الضد في شعراء الصعاليك) .
وهي حاليا استاذ مساعد في قسم اللغة العربية وادابها في جامعة الملك سعود .

شـــــــــاعريتها :

و من ثم مضت تحولت من شاعرة تتفنّن بالقومية العربية حيث كتبت عن فلسطين وماسي الشعوب الى شاعرة غزل وكان هذا التحول عام 2000 حيث لقبت( برائدة شعر الغزل بالسعودية )
وهي تعد نفسها رائدة الشعر الانثوي في بلادها
و كتبت دكتورة هند المطيري الشعر منذ عقدين من الزمان
قد اصدرت ديوانها الاول ( هند انثى بروح المطر )
والديوان الثاني بعنوان ( الجوزاء)
بالاضافة الى مجموعة قصصية بعنوان ( ا نوثة بنكهة الملح الازرق )
وكتاب( النفي في شعر جرير والفرزدق )
وهي تعكف الان على كتابة سيرة ذاتية .

و أخيرا و ايمانا برسلتها و فلسفتها تعتقد دوما :
انها انتصرت للمرأة السعودية , في ظل غياب الحرية الاجتماعية ونظرة المجتمع اتجاه اقتحامها محراب شعر الغزل ـ وكانت قد لاقت حُنقاً من قِبل بعض النساء والرجال اثناء ندوة شعرية لها بسبب جرأتها المبالغ فيها في الغزل .
هناك عناصر اخر ى تبدو واضحة في شعرها كالقلق والاضطراب والحزن والامل والصحراء والنحلة ..
اكثر ما يستفزها لنظم القصائد ـ حسب رأيها ـ الرغبة في الوصول الى المحبوب ذلك

و تبدو لنا شاعريتها الأصيلة من خلال القصيدة المحكمة التي تتوافر فيها المقاييس الفنية بافة ظلالها شكلا و مضمونا فقد كتبت في كل لون فصحي و شعبي و عمودي و تفعيلة و ابحرت مع النثريات رواية تجسد ملامح المجتمع و تحلم بصورة مشرقة لبلادها بين مصاف الدول المتقدمة و لا يأت كل هذا الا بالكلمة الهادفة التي تؤثر في الشخصية نحو عالم أفضل في اطار منظومة الاخلاق الحميدة أضف الي الأخذ بروح العلم و الانخراط في الحياة العلمية و العملية معا

و من قصيدة بعنوان ” التجافي ” تقول هند في عينيتها التي تذكرنا فيها بابن سينا حيث تطوف بنا مع رحلة غزلية مرصعة بأسرار الهوي :
سئمت التجافي في الهوى والتصنع ..وابغضت من خلِ الذي كان يصنعُ

يزيد عذابي لوعة ويعيدني … ويهلك قلبي حين يعطي ويمنعُ

ذيق سواي الود شهدا وخمرةً… وينصب لي الهجر والوصل يرفعُ

يا ليت ذاك الخل يسرف في الهوى… كما يسرف المغرور هجرا ويقطعُ

والاّ سئمت القلب في الهجر خصمه… كما كان في وصلي خصما يروعُ

الى الله اشكو هاجسا يستفزني اليه… فليلِ الصبح والصبح أوجع

وذا رغم اني لست قِبلة شوقه… ولست عشيرا بالنوال يمتعُ

يحرق قلبي بالدلال وعبرتي… يرقرقها في الخد حرّى تلوعُ

ويغلي فجيري بالفرار لظله… فيشعل ناري وصله المتمنعُ

فلله درّي كيف اظلم في الهوى… ويبقى فؤادي وافيا وهو يقطعُ

مختارات من شعر الدكتورة هند المطيري مع قصيدة رائعة تسجل فيها كافة تباريحها و شعورها لخريطة الواقع من بيئة تشعر فيها باضطرابات قلقة تمسك برؤيتها الجديدة في توازن كي تمضي الي الأفق الرحب متحاور قبيلتها مثل قصص عشاق العرب المتيمين قديما في اسقاط و رمز تتحول معه بين نهضة هربا من الطقوس القديمة المغلقة تتسلل الي مفهوم الدولة و الحريات و التعبير بعيدا عن الاسفاف و التجاوزات و الفوضي التي تهدم الثوابت لكنها تحلم بروح العصر الجمالية و هذا ظاهر و جلي في قصيدتها الجدلية التي بعنوان (( ويح القبيلة )) فتقول في فلسفة جمالية شعرية تصاعدية ايمانا منها برسالة الفنون الجميلة في تغير مظاهر المجتمع في تباين ووضوح :
آمنتُ،، أذعنتُ،، سلمتُ دهرا،،
ومارستُ كلّ الطقوسِ القديمة،،
تعلمتُ في حجرة الدّرس أنّي عارٌ،،
وأن القبيلة لا تقبل العارَ،
كلا،،
ولا تغفرُ العار
بل تغسلُ العارَ بالنار،،
تمحو الجريمة ..
حكتْ جدي أن ذاك الرمادَ بصدري،،
إذا ثارَ يوما،،
تكون النهاياتُ جدّ أليمة،
تشربتُ دينَ المقدس،،
وأمنتُ أن الغرامَ مدنس..
وصرتُ أهابُ الخطيئة،،
أخافُ اقترافَ المحبة،،
وأخشى ولوجَ دروبِ الهوى،،
هيبةً،، خيبةً،، خشيةً،، رهبةً،،
وظنونا عقيمة..
وكنتُ أردد في داخلي:
الله واحد،
والعمر واحد،
والقلب واحد،
ويح القبيلة،،
كيفَ تفسدُ أرواحنا،،
كيفَ تسرقُ أعمارنا،،
كيفَ تقسمُ أحلامنا كالغنيمة؟!
وحين كبرتُ عرفتُ الحقيقة،،
وأدركتُ أن القبيلة وهمٌ،،
وأنّ رجالَ القبيلة كانوا،،
يدوسون أعرافها،،
يفعلون الفواحش والموبقاتِ الذميمة..
وأنّ قوانينهم من قشور،، وقشّ،،
وأنّ حبالَ التقى عندهم
من خيوطٍ رميمة..
ويح القبيلة،
وكلّ طقوس القبيلة!
آمنتُ أن شيوخَ القبيلة حمقى،،
وأن رجالَ القبيلة حمقى،،
وأنّ الطقوسَ التي كنتُ قدستُ،،
قد وضعتها عقولٌ سقيمة..
ويحَ القبيلة،،
وتبّا لكل رجال القبيلة،،
وسحقا لجسم تغذّى زمانا
بدمّ القبيلة،،
لقلب من( القاف واللام والباء)
ضمّ حروف القبيلة،،
وما كان( قبلا) بعرف القبيلة..
عجبتُ لرأيي،،
وقد كنتُ أقوى النساء شكيمة،،
وكنتُ الذكية، كنتُ الأبية،
كنتُ النبيلة،، كنتُ الكريمة..
وما منعتني حماقات قوميَ
أن أتطهر من عرفهم،،
وكنتُ السميعة،، كنتُ العليمة!!!
عجبتُ لحالي،،
كيفَ أصبتُ بعدوى الحماقة،،
وكنتُ أرانيَ منها سليمة !!
وكيف عبدتُ، اعتنقتُ،، صبرتُ،،
على الشوق والبعد والأمنيات
زمانا طويلا،،
وكنتُ أعلقُ في باب ضعفي
وعجزي عن الحبّ ألف تميمة..
ولكنني بعدَ عمر طويل،،
أفقتُ، تمردتُ،،
أعلنتُ ثورة عشق عظيمة،،
تدكُّ جميع الحصون القديمة،،
وحررتُ من داخلي ألف ألف مقاتل،،
وجهزتُ خيلي بجنحِ الظلام،،
لتغزو القبيلة،،
صبأتُ،، كفرتُ،،
بما قيل قبلا،، وما سيقال..
سوى لغة الحبّ،، والعشق،، والشوق
عند نديم أطاع نديمه!!
سوى أمنياتي،، سوى أغنياتي
وقد صرن ديمة..
تمردتُ، والأمر ما عاد سرّا،
وقررتُ بعد زمانٍ طويلٍ من الأمنيات،،
بأن أتحرر،
وأعلي شعار الهوى،،
في الميادين،
فوق المساجد،
فوق المدارس،،
فوق المنازل،،
في ساحةِ الرجم،،
في كلّ أرضٍ،،
ستنبتُ وردا،،
لأني سأمطرُ مليون غيمة..
سأهجو القبيلة،
وشيخ القبيلة،،
وأهجو جميع رجال القبيلة…
سيغدو كلامي
كحدّ السيوف على بعضهم،،
كدقّ الطبولِ على بعضهم،
ويغدو على البعض أقسى شتيمة..
سأكتبُ من لغة الحبّ
دستور شعب جديد،،
يقدّسُ شرع الهوى،،
يمارسُ كلّ طقوس الهوى،،
يعيشُ حكايات عشق حميمة..

و في النهاية أتمني أن نكون طوفنا حول محراب العشق بملامح جديدة غزلية تنخرط في بنية المجتمع بكل ظلاله الراقية و الجديدة في هذه التغريدة المتمردة لشاعرة الغزل بل رائدته من منطلق جمالي انساني بعيدا عن فوضي الاسفاف و السطحية في نظرة عميقة لجوهر الأشياء مع شاعرة و اكاديمية تتفهم روح قضايا العصر أنها الشاعرة الدكتورة ( هند المطيري ) المسكونة بظلال الرومانسية و الحداثة التي تنساب مع اتجاهات العمل الفني الابداعي كي تمضي في همسات جميلة دائما 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى