خواطر

ِلماذا ديسمبر​: بشير قطنش

ما أن تأتي بوجهك الغائم أيها الشهر تبكي السماء ينعطب ذاك الجرح الغائر ، ففيك غادرني أبي وانسل من تحت دثاري ذات غفلة بعد أن سرد لي عِبرة الحياة بأقصوصة المساء ، ربت على كتفي خلل أصابعه بشعري ترك مكانه دافئا و مضى ، الاستثناء هذه المرة أنه لن يعود ، فجعتني فجر تلك الجمعة ( 2010/12/24 م ) وانتابني شعور مختلط غريب لم يتكرر بهاتف يرن على الخط الآخر كلمات متقطعة متلعثمة أبيك تعرضته مركبة عمياء قذفته على الرصيف ، متى ؟؟ استفهام لم أملك غيره كانت الإجابة و هو ذاهب للصلاة ، يا الله يا الله للصلاة الحمد لله ، وكأنها بشارة وسط هذا الفزع ، سحابة من صبر أمطرت قلبي فأزهر محتسبا و ناله شيئا من رضا ، حبس الدمعة لكن جرح بقى وبقيت يد أمي الوحيدة التي تطببه تتعهده بالدواء ، ذات صباح ثلاثاء أناديها وأنا ألج بيتها فلم أجد للصوت صدى ، عفيفة كانت وشريفة تكومت مغشيا عليها خلف باب حجرتها وكأنها تنشد سترا ، أمي .. أمي لا إجابة غيبوبة أفضت بعد حين للوفاة ، حينها حتى ذلك الدثار تنصل و اختفى فوجدتني عاريا أقاوم حر الصيف و زمهرير الشتاء ، عاد الجرح ليثأر مني فتجمدت بالعروق الدماء ، أنا لازلت في نظر المحيطين حيا ولكني حفنة من وجع تمشي على أرض من ألم تستهلك إرث من بسمات مواعظ كلمات و أشياء أخرى فإلى متى ، رحم الله أبي و بعده أمي ، أناشدكم .. أرجوكم لهما الدعاء 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى