شعر

يهون عليك العزّ


عبد العزيز المنسوب

رأيت الهوى ضعفا يموج ويغضب
وما أمره في الشعر إلا مُخَضِّبُ

فقد كنتَ في ساح الأديب منافقا
تساق إلى ذلّ العبيد وتُضْرَبُ

يهون عليك العزُّ بعد تخندق
بساحات ذلّ للخلاعة تكتب

فلم أر حرفا بين شعرك ناصحا
حباك الردى جبنا تَحِيكُ وتَنْصِبُ

إذا ما دعاك الحقُّ صحتَ مولولا
دعوني فمثلي لا يصول ويَغْلِبُ

دعوني لليلى أو سميرة أو ضحى
فحرفي لهنّ الدهر بَغْلٌ ومَرْكَبُ

فلستَ لها كفؤا تصون مبادئي
ولست لنا فخرا نَعدُّ ونحسب

فسر في ركاب الشرّ حرفا خانعا
تكن لك شاشاتٌ وذكرٌ مُقَطَّبُ

فما الحرف يسمو إذ يصاغ لفاسد
وما المرء يعلو إذ يُضلُّ وينهب

فإنّ طريق الذلّ عندك أيسرٌ
وعزّةُ نفسٍ عند مثلك تَصْعُبُ

وما المرء إلا بالكرامة والتقى
وأنت لدى غُنْمٍ تذوبُ وتعطب

فمثلك جرذ في المتاهة حائرا
تخال الخطا أُسْدا تصيد وتُتْعِبُ

فبؤ بالردى غُنْما كناطح صخرة
يرى الأمر سهلا والحقيقة أصعبُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى