شعر

يا بلـدي


مصطفى الحاج حسين

ينهشني الحنينُ

والشوقُ يلبسُ دمي

جدرانُ غرفتي تقطرُ دمعاً

وتنزفُ عتمةُ غربتي

جمرَ الكلماتِ

ويسألني الصّبرُ الملظَّى

إلى متى

ينهضُ في نبضيَ الوجعُ ؟!

وتنمو المسافاتُ أمامَ خطايَ ؟!

من شقوقِ انتظاري

أتطلَّعُ صوبَ الوميضِ

أحدِّقُ في سديمِ الاحتراقِ

عسايَ أبصرُ أجنحةَ الأملِ

فلا أجد إلاّ كثبانَ أحزاني

يا أمي شابَ بصري

وشاخت جوارحي

وأنا أشدُّ الأرضَ

لأقتربَ من سماءِ همسِكِ

عظامي متعطِّشةٌ للمسةٍ منكِ

أريدُ أن أصهلَ

في حقولِ راحتيكِ

وأن ألتقطَ الضَّوءَ

من شلالاتِ أصابعِكِ

سأبسطُ روحي تحتَ مداسِكِ

وينحني قلبي بخشوعٍ على يدِكِ

وأقبِّـلُ الطّهـرَ في عروقِـكِ

يا أمي

ضمِّي إلى صدركِ آهاتي

رتِّقي لي قامتي المتهالكة َ

كفكفي لي سقوطي

قتلوني يا أمي

يومَ أبعدوني عن مائِكِ

لم أكن أعرف أنَّكِ حضوري

ورقةٌ صفراءُ أنا

سقطت من غصنِكِ

تقاذفتها الرِّيحُ

وما زلتُ أناديـكِ

وأحلمُ بالعودةِ *

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى