دراسات و مقالات

وجهُك آخرُ المحطات- الشاعرة الكاتبة الصحفية السودانية المغتربة ” أميرة عمر بخيت “

السعيد عبد العاطي مبارك

” أنا امرأة كل المواسم و تحيا كل العصور ٠٠٠ !!” ٠

وامتدت المسافةُ
” كلما زحفتُ نحوك حُلماً
بعدت عني واقعاً يحاصرُني ضجيجهْ

أمانٍ تشنقُ وعْدَها فجراً

وليالٍ كُتبَ لها الخلودْ

الطُرقُ التي تقودُ إليك

تأخذُ عنك

تَلوِي عُنقَ الحلمِ

ترسم المتاهةَ على خطِ الوصلِ

تتعرج الطرقات

تتشظى الأمنيات ٠٠ ”
———–
في هذه الت غريدة نسافر مع الذات التي شرقا وغربت بالكلمات من الخرطوم و النيل الي جبال الثلج رحلة عبقرية تبحث عن عودة الحلم في مهجرها و غربتها تنسج وميض عطرها شذي يعطر جنبات المستحيل في فلسفة التضاد داخل عالمها المتشعب و المتشح بالصراعات و الاوجاع تتذكر الحنين و الصبا و الأيام، و من ثم تنتظر الحلم الذي تجمعه من تجربتها و تختصره بكلمتها قصيدة مغناة برغم المعاناة ٠٠
انها الشاعرة و الكاتبة الصحفية السودانية المغتربة و المقيمة بلندن ( أميرة عمر بخيت ) ٠
فقد عاشت في الخرطوم و تخرجت من جامعتها و عملت في بلاط صاحبة الجلالة – الصحافة – ثم استقرت في بلاد المهجر ، و منها زاد فيض مشاعرها الرومانسية و معيار الجمال و الحرية ٠٠ و هذا يظهر هذا جليا في قصائد ، و الحلم لوطنها و شعبها كي تنطلق مع موكب الحياة هكذا ٠٠ !!٠

* مختارات من شعرها :
=============
تقول الشاعرة السودانية المغتربة أميرة عمر بخيت في قصيدتها بعنوان ( وجهُك آخرُ المحطات ) و من ثم تبحث في داخلها عن اناشيد البقاء لتجمع الجسد الي الروح بعد مسافات النسيان فتجد الذات التي تئن من ثورات المستحيل الذي يساورها شكا و يقينا مع المتغيرات و الصراعات فالاشياءعندها أمنيات تولد من مناطق الوجع كعادة النور و المطر و الحب ٠٠ أجواء الحلم :
وامتدت المسافةُ

كلما زحفتُ نحوك حُلماً

بعدت عني واقعاً يحاصرُني ضجيجهْ

أمانٍ تشنقُ وعْدَها فجراً

وليالٍ كُتبَ لها الخلودْ

الطُرقُ التي تقودُ إليك

تأخذُ عنك

تَلوِي عُنقَ الحلمِ

ترسم المتاهةَ على خطِ الوصلِ

تتعرج الطرقات

تتشظى الأمنيات

وعلى حوافِ الوجعِ

تحترقُ الأزمنة

تنتحبُ الأمكنة

وتموتُ الأشياءْ

الا قلبي وميثاقُ الضوءِ

أن يسطعَ يوماً في عينيك

أُلملمُ ما عَلِقَ من النثارِ

اطعنُ صدرَ الخيبةِ

استخلصُ حبراً يرسمُ وجهَك

كوجهِ حياةٍ خبأتها لعناقْ

اتشبثُ بك

ببعضٍ مما سكنَ صدري

يوم أن تماهى في صدرِك

وجددَ عهدَ الوصولِ اليك

خبرني بالله عليك

أي فعلٍ يعمدني إيروس عصرِك

يمضي بك اليّ

كاملاً من غيرِ إخفاقْ

أي حربٍ أخوضها

تقتلع حلمي من خِضَمِ الهزيمةِ

تنجبني من رحمِ العتمةِ

أناشيداً مقدسةً

وتراتيلاً تُدنْدِنُ بها الانحاءْ

ثَمة قلب يسعى بأقدامهِ اليك

يهرول نحوك

يومئُ بأثقاله عليك

يستقيم خاشعاً على الوجد

صلوات تتوكأ عليها الحياة

تُنبتُ في القلبِ قرنفلةً

تهدي طريقَك بوصلةً

وأشياءً نبيلةً

تستعين بها الأرضُ

ساعةَ غيابك

وما بين انتظاري

وأنين المآذنِ، وحضورك

يصعد ندائي

يُنْهِكُ السماءَ ولائي

يتشابك الغيم في عليائه

يتنزل وجعاً مقطراً

نهراً قِبلته أنت

أسبح في النهرِ وحيدةً

أغمضُ عينيّ

أمدُّ يدييّ

مبتلتين بالحبِّ- رزازِ اللهفة

مملؤتين بي- بك

بالنضارةِ

وبعض أوراقٍ منسيةٍ

لم تخْتَطِفْها الريحُ

لم يمْحها المطرْ

وانتَ هنالك

تلوح في الأفقِ

تُشْرِعُ مابين المسافةِ والصَّدرِ

وسائدًا مخمليةً

وقبلةً

تتقنها الروح حين امتزاجْ

ربما آتيك آخرَ الوقتِ

انسرب اليك كخافتِ الضوءِ

ادس بصدرِك بعض القَطْرِ

نفحاً من عطري

وفاكهةً انضجها الانتظار

هكذا انغمس في اللقاءِ

يمتزج الماءُ بالماءِ

وقبل انحسار الجسدِ،

اتلو عليك كتابي؛

أنك انت خاتمةُ الغيابِ

فاتحةُ البقاءِ

ومنتهى الوجودْ!

***
و تقول الشاعرة السودانية أميرة عمر بخيت في قصيدة أخري بعنوان ( غياب و استغراق ) في رمزية تجسد انطلاقة الروح مع الزمن في صراع يأتي من أعماق فلسفتها الجمالية مع أوجاع الغربة في اشتياق ترسم ملامح وجهها الشاحب الغارب من أوهام المساء كزهرة يغازلها ندي الفجر فتضحك كفراشة تجمع الحلم المتعثر :

أَطْلقَ النِّداءْ؛
مع أنفاسِها جاء،
تحتويه الشَّهقةُ، تعتِّقُه الزفرات
مكتمل الحضورِ في همسِها،
يُقاسِمُهَا الرُّوحَ
حتى تغيب عن الذاتْ
هذا فَنَاءٌ و احتراق
عشقٌ كالعقيدةِ مُغيَّبُ القسماتْ.
فِقه الغيابِ فيه اتحادٌ
فِقه الحضُورِ فيه انعتاقْ
صرخَ اشتياقاً:
اشنقيني بين يديكِ،
أطلقي روحي من زنازين الوحدة
حتى أعود أنا- أنتِ.
يا إلهي
كيف تنفصلُ الذاتُ عن الذاتِ،
كيف أكونُ والغيابُ وجهُكِ،
كيف أعودُ و وجهُكِ الغياب
أنتِ أنا
وهذا الكونُ مُوحِشٌ
والطقسُ دوننا حزينْ!
أيتها المرأة الأولى
يا طالعةً من وجهِ النَّهار،
يا ساريةً لوجه الله
الآن أموتُ بين يديكْ
كافرٌ من لا يعتنقُ العشقَ طريقاً
جاهلٌ من لا يصطلِمُ بسرِّ الله
الآن
أَفْنَى بين يديكْ
أنا أنتِ
و يبقى الله! ٠

هذا كانت إطلالة مع عالم الشاعرة و الكاتبة الصحفية السودانية ” أميرة عمر بخيت ” التي تقطن في لندن ، كنقطة وصل بين الشرق و الغرب ترسم قصيدته بظلال ثقافة متعددة تتمخض عنها صراعات القلق الاجتماعي و السياسي في منظومة أدب المهجر بمصداقية فالشعر روح الحياة دائما٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله٠

Image may contain: 1 person, text and closeup

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى