شعر

وأَنْتِ في فؤادي

محمد رشاد محمود

كُنتُ في السادِسَةِ والعِشرين حينَ انبعَثَت تلكَ المُناجاةُ ذاتَ يومٍ مِنْ نوفمبِر عام 1980 تَشَوُّفًا إلى استجلاء الحبيب ، وتشَوُّقًا إلى اجتناء المَثَل الأعلى ، وهما آنذاكَ في مسرَح النَّفس لفيفٌ مُشتَجِر ، يوكِلُ القلب إلى لُهاثٍ لا يقرُّ لهُ معَهُ قرار :
لَـــــدَى التِّـلالِ حِـبٌّ
أشِــــعَّــةُ الـقَمَـــــــرْ
ولِلـــــورودِ صَـــبٌّ
فراشُهــــــــا الغُــرَرْ
ولِلصُّخورِ أُنـْسُ الـرَ
رَغـَـــــــامِ والمَطَـرْ
ولِلبِـــــحَارِ شَـــــطٌّ
تَبُــــــثُّهُ الحَسَـــــــرْ
ولِـلأَثيـــرِ لَحْـــــــنٌ
وسَهْـــــوُهُ الوَتَـــــرْ
ولِلْـغُصونٍ شــــــادٍ
هَزارُهَــــــا الوَطَـرْ
وأَنتِ فـي فــــؤادِي
ولَســــتِ في النَّـظَرْ
وفي الرُّبُــوعِ شَـدْوٌ
يُجَـدِّدُ الحَيَــــــــــاه
وفي الفَضَا شُموسٌ
تُـرَنِّقُ الجِبَــــــــــاهْ
وفي العُيُـونِ عَـذْبٌ
يُـعَــبُّ بالـشِّفَــــــاهْ
وفي الثِّمَارِ حُلْـــــوٌ
يَـطيـــبُ مُشتَهَــــاهْ
وفي الرِّياضِ مـا لا
يُمَلُّ مِنْ شَــــــــذاهْ
وفي السُّهُولِ جِلْسٌ
يُنَهـــــــنِهُ الأســـاه
وأنتِ في فـــؤادي
مَحَجَّةُ الشَّكَـــــــاهْ
دَعَوْتُ مَـا شَبا لي
فَشَـــطَّ مـــا دَنَـــــا
وصِحْتُ بالتَّــداني
فَجَــــدَّ مــــا وَنَـى
فأبْدَلَـتْ شَقَاتي الظ
ظَـلامَ بالسَّنَـــــــى
وذَلَّ عَنْ لِسَاني الذُ
ذُلالُ والـجَـــــــنَى
ولَستُ في عَمَـــاءٍ
ولَسْــــتُ في غِنَى
جَفَـــا الدُّنـا طِلابي
فَـــــلاذَ بالمُــــــنَى
فَأنتِ في فُــــؤادي
مَثَــــابَـــةُ الــضَّنَى
……………………………………………………………………………….
الحِبُّ (بالكسر) : المحبوب . الصَّبُّ : المُحِبُّ المشوقُ رقيقُ الهَوَى .
الرَّغام : التُّراب . الحَسَر : التَّلَهُّف . السَّهوُ : السُّكون . الجِلسُ والجَليسُ :المُجالِس .
المَحَجَّة : مَوضِع سَبرِ الشَّجَّة ، والمقصود مبعَثُ الأسَى والشَّكاة .
شَبَا : عَلا ، ووَجهُهُ : أضاءَ بَعدَ تَغَيُّرٍ .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى