خواطر

همس الحياة

ثروت مكايد

إن سر الروعة في الوجود يكمن في الحياة ..
فما يعطي الزهرة رونقها ، وحسنها ،وعطرها : إنها الحياة ..
وما يجعل الشجرة تثمر مما يطيب طعامه وأشكاله : إنها الحياة ..
وما يجعل بسمة الطفل حياة : إنها الحياة..
وما يجعل المرأة ساحرة حتى لتأخذ باللب : إنها الحياة ..
وما يجعلك تتحرك وتريد وتفعل وتحب : إنها الحياة ..
فالحياة سر الوجود ، وسر الله في خلقه ..
ولو اجتمع الكون كله على أن ينفخ الروح في ذرة ما استطاعوا، ولوقفوا عاجزين ؛ لأن الخالقية لله وحده ، فهو سبحانه وتعالى واحد في ذاته ، واحد في صفاته ..
والإعجاز في خلق النملة لا يقل عن الإعجاز في خلق الفيل كما أن الإعجاز في خلق الإنسان لا يقل عن الإعجاز في خلق الأميبا ..
والأميبا واحدة الخلية وفي الإنسان مليون مليون خلية لكن الإعجاز فيهما على قدر سواء فسبحان من قدر فهدى ..
وقد كشف العلم عن تكوين الإنسان المادي إذ يحتوي جسم الانسان على 24 عنصرا من العناصر الموجودة في الأرض يعرفها العلماء ، وفي وسعهم تجميعها إلا أنه ليس في وسعهم إعطاء ما جمعوه الروح أو الحياة ..
إن الإنسان حين يجهل ، ويغط في غفلته يتصور نفسه شيئا فيظلم هذا ، ويسخر من هذا ، ويأكل حق ذاك ظنا في نفسه أنه شيء مذكور ، ولا يدري أن فيروسا لا يمكن رؤياه بالعين المجردة قد يأتي على جسده هذا كله ، فيدعه جيفة ..
وهبه لم يصب في الدنيا – على سبيل المد في الغي – فكل مخلوق إلى نهاية أي ستسلب منه الحياة فتدعه جيفة ، وساعتها يتساوى ملك ملوك الدنيا مع شحاذ حقير إذ مآل الجسد إلى جيفة نتنة أما الروح فتبقى حتى تلتقي بالجسد ثانية ، ويعرف ساعتها الإنسان قدره ومكانته التي سعى لها في الدنيا ، فمن سعى للجنة أعطاها الله له ، ومن سعى للجحيم لم يحرمه الله منها .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى