دراسات و مقالات

( نور في نسيج الكلمات ) الشاعرة الليبية عائشة أحمد بازامة ٠٠

لسعيد عبد العاطي مبارك الفايد

إنّي إمرأة فشلاء
ظننت أنّي الوحيدة
حفية الجمال
كما ( جمونة )
شهيدة بربوة الحب
المهجورة
في كهوفها العتيدة
حمقاء لأني
أهديت ضفيرتي للقمر
كما ( برنيق )
وحاربت لأحبك
كما ( اسبوتي )
فوجدتني مكبلة
مسجونة
في كهوفها ( ميدوسا )
______
نتوقف في هذه السطور مع المرأة العربية الشاعرة من أرض البطولات _ عمر المختار _ انها زهرة ليبيا الشقيقة عائشة أحمد حيث تحمل رسالة التنوير تجاعيد بالكلمة الشاعرة في فيوضات الجمال الإنساني بين ظلال الوطن الحبيب تدافع عن تراثها المسكون بالحب فرحا و حزنا تصور ملامحه و تجسد مسيرته عبر بوابة التاريخ تنشد السلام هكذا ٠٠ !٠
ولدت الشاعرة و الأديبة الليبية عائشة أحمد في بنغازي و قد درست آداب لغة عربية و عملت بالإعلام و عضو اتحاد الادباء و الكتاب ٠٠٠ بالإضافة إلي عملها بالمناصب الهامة الأخري ٠
صدر لها ديوان بعنوان :
( نور في نسيج الكلمات ) ٠
و بضعة دواوين أخري ٠

و لها تجربتها الشعرية ذات الطابع الوطني و التحريري مثل شعر المقاومة ٠٠
و قصائدها بمثابة مرآة ذاتية تسبح بين أهداب العشق بحثا عن الجمال الذي هو ملامح التكوين في فيافي أفريقيا التي سر الابداع ٠٠٠
تحمل هموم القضايا بغية تقديم سألت تنطق بالتأملات الفلسفية بأبجديتها الرائعة ٠
فقد كتبت الشعر المقفي لكن تجد في الشعر الحر الاغواء الي البوح في جرأة ٠٠٠
تقول شاعرتنا في هذه المقطوعة بعنوان ( همسة ) :
________

من يهرول معي
عبر دروب
مقفرة
من يحاور
باقدامه الطرقات
من يشير باصبعه
لحبّات الرمل
بالمسير
من يغير كتاباً
بداخلي
حروفه مرسومة
بيدي
ومن يقطف زهرة
يزرعها
في قلبي الغافل

مختارات من شعرها :
______________

تقول عائشة أحمد بازامة في قصيدة بعنوان ( تساؤلات ) :

هل أغزل من غرورك
المحبب
حرفاً تمتطيه
تحية الصباح

هل أنسج أنانيتك
الفواحة كلمات
يمتطيها الحب
وتغرد لها يمامات الصباح

وهل أجتاح فوضاك
كإيماءة مكان
يهدي الجمال
للعابرين

وهل أستنطق
حرفك فلسفة تنتحل
الريح
وتغور الفضاء
وتمتطي السماء

وتغازل الأزهار
أقماراً ربيعية
تناجي ليلك
بالدهشات

وتنثر أريجها
على وسادة
الحلم الرغيب
في سرد حكاية
الحزن المهيل
حين تغزوني
لحظة الوداع .

مع قصيدة للشاعرة و الأديبة الليبية عائشة أحمد بعنوان ” رسالة ” تقول فيها :

خبئني في دمعة قلمك
في بسمته
في محابرك ، في نطفاتها
انقشني في خفاياك
خضب خريفي
بحناء غاباتك
بقطرة من عشقك
بدفقة من حسك
عانق ضفيرتي
على القمر كما ( برنيكي )
أزرعني على جذع نخلة
قاوم معي زلزالي
أو زلزل التراب
في طريقي
جبروتك المعتق
أقبيتي
وصوتك المخبأ
المنمق
في قصائدي يحييني

و نختم لها بهذه القصيدة الاستثنائية التي ترمز الي تصوير الواقع حيث تستخدم الاسطورة و الرمز في توصيل فكرتها من خلال مشاعرها المرهفة ٠٠ تحت عنوان (

المعراجُ أنا… ) تقول فيها عائشة بازامة.. :

إنّي إمرأة فشلاء
ظننت أنّي الوحيدة
حفية الجمال
كما ( جمونة )
شهيدة بربوة الحب
المهجورة
في كهوفها العتيدة
حمقاء لأني
أهديت ضفيرتي للقمر
كما ( برنيق )
وحاربت لأحبك
كما ( اسبوتي )
فوجدتني مكبلة
مسجونة
في كهوفها ( ميدوسا )
لكن أمي لم تكن ابداً
تريتونسي
إنّي إمرأة تعيسة
لأنّك أحببتني
بسطوة جبروتك
باتساع قامتك
بحفاوة روحك
فما وجدتني
إلاّ وقد
حسرت نفسي
في كهفها ( هاربي )
التي لم تكن حبيبة
تلك التي
خاطت من نسيجها
العنكبوتي لي
بيتاً
لأنّي إمرأة بلهاء
نون قلمي
لم يكن قوساً
أو رمحاً
لأنّ القوس قتل
( اسبوتي )
فصرت أنت الإسراء
وأنا المعراج
لن أرتجي رحماك
حتى لو جفت
غيماتي
أو ضاعت دروبي
وصمتت قيثارتي
وذوى ربيعي
سأعترف بأنّي
إمرأة فاشلة
ليست ككل النساء
إمرأة لا تلتحف بالماء
ولا تتغطى بالتراب
في حضورها غائبة
لا تلتفت للآتي
تفشل في غزل الكره
وتنتشي بغزل الحرف
وتنتقي العشق
لتزرعه منتهى
الأرض والسماء
أنا وميض كاذب
في فصاحة الحذّاق
وحروف باهتة
على موائد الغرباء
وأريج مزعج
على موائد العشق
في الليالي الطويلة
الباردة .
أنا صوت ناي مبحوح
ينشج بالإصباح العابس
كشجرة ذابلة
في تخوم مملكة الخيانات
من وراء السحاب
إنّي حمقاء لأنّك
إن تحبني تغادر

هذه كانت صورة لعالم الشاعرة الليبية عائشة أحمد بنت بنغازي التي ترسم بقيمتها الحديثة بلغتها السامقة وحسها الثاقب تباريح الواقع حلما ينتظر النور مع مطلع يوم جديد تنشر رسالة العشق و الجمال موال الصحراء الغاءب عروس أفريقيا بين صراعات الحياة في تلك الوادي الحبيب تغني للخلود من قال فيها الشجية دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠

Image may contain: 1 person

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى