قصة

نصوص يكتبها : خالد ماضي

 

 

 

صغار كنّا، فى لباس الطفولة.. أقلامنا والكراريس، أمامنا متراصة
قام الولد حارس الفصل منّا، ونادى: لنصمتْ
فمدرسونا لا يحبون الكلام لكن.. لنحلم
نفذنا أمره
صرنا طيورا خضرا تحلق لا تحدها حدود
نادى الولد
انشروا السلام

هجـــرة غير شــرعية

جحا ملك الفكاهة الذى لا تفارقه الإبتسامة صاحب النوادر والأحاجى بصرت به عند مفارق الطرق ميمما ناحية الشمال وكعادنه كان يأخذ بلجام حماره يريحه ساعة ويركب ساعة.
وولده الصغير يمسك بذيل الحمار يلعب به ويلهو يكاد يموت من الضحك وجحا ينهره عن ذيل الحمار فما يزداد الولد إلا شقاوة وعناد.
ساورنى القلق من وجود جحا على اطراف المدينة ولعبت الظنون لعبتها وخمنت أشياء تمنيت لو لم تكن حقيقة وقلت لينها تكون مجرد خيالات وأحببت الإطمئنان فبادرته بلهفة وسألت لأختبره :
ـ هذه المدينة أفضل من غيرها ياعم جحا.
جاوبنى ممتعضا على غير عادته.
ـ كانت.
أسرعت :
ــ يعنى أنت تريد الرحيل ؟؟
ـ نعم .
لم يعد لجحا أن يمكث فى مدينة يعلوها التجهم وانت تدرى من هو جحا ؟؟
قلت :
ـ عارض مؤقت .. لعله الغلاء. شقاوة الأولاد… شح السجائر أحيانا تفعل فعلها ياعم جحا
غياب الشيشة مثلا من على القهاوى وانت سيد العارفين … وهذه أشياء تزول.
ـ يابنى لم يعد لجحى مكان بمدينة لا يتراحم الناس فيها واحبال الود غير موصولة وغادرتها الطيبة والسعادة من سنين ..
ـ وأين تقصد ؟
ـ بلاد العم سام
ـ اذن هجرتك غير شرعية …. وتترك اهلك ان عرف الناس السر يمنعونك بالقوة فمن يستغنى عن جحا الضحوك المهزار …
هنا أمسك الولد الصغير بذيل الحمار مرة اخرى فنهق بشدة واطلق ساقيه للريح وجحا جرى خلفه .. ونادى انتظر.. انتظر .. نحن قادمين معك
جريت بكل قوتى للمدينة كى أخبر الناس عما قرره جحا علهم يمنعونه علهم يعيدون أيام الصفاء والحب فيما بينهم يطردون غول رأس المال الذى فرق بينهم ….
حين وصلت كانت الشمس تميل للغروب.. الشفق ملون بحمرة داكنة، ولم أجد أناسا هناك ..بل خيل الى ان اشباحا تسير على جوانب الطرقات تكسوها الهموم فيممت انا الآخر ناحية الشمال.وأطلقت ساقى للريح.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى