خواطر

نصف يقظة علاء محمد زريفة

جريمة رقم واحد، استلقي على رصيف الحلم مبللاً بالندى. أخر ما أذكره أنني وحيداً كنت أمشي.
مر عليّ طيف. ألقى تحية المساء.
بمزاج قط محاصر، رئتي تطلق صفيراً، فمي يشع بملح الفودكا”، أضلاعي مرتخية، أعض على سيجارتي، وبراحتي أرفع الدخان فوق قامتي الشاحبة.
رأسي مثقلٌ بالهواجس، وسكين من مروا بالبال، لا تكتفي بالرقص حول خاصرتي، تطعنني بلئم ولا أنزف.
ضوء أصفر من جهة مقابلة يشير لي: قف.
أجر جسدي صوب الجدار، أوشك أن أخسر يدي أثناء الصعود إلى نافذتها.
أتساءل في نفسي: كم ينقصني من الهباء لأتوج هذا الموت?
أنا ككافِ الكناية زائدٌ، وزائرٌ للكلام لا يمسني شيطان المعنى.
لا أحملق في الضوء لئلا أهوي، لئلا أعرف ما فقدت من الكون، ومن بصري.
لا أقفُ حتى لا تصفعني راح الشبق فيمن أحب.
لكن ضدي يرفعني إلى ما لست أنا، وما لست أريد، صوتها أنين الحرير يخدش مسام الرخام، ليعوي ذئب ما أتشهى.
ظهرها العاري يمزق شعرية العدم في اللا شيء، وينقلني أبعد من نرجسي، هناك، إلى غابة النمش المزروع على كتفيها.
أتشظى، انفصم عما أكونه_ لثانيتين_ لاتبرحان حتى تصيران أبداً.
بين نخل مرفوعٍ يُقصيني أعلى، وطين يكثف بشريتي ويهددني بالفناء خلف حديقة ما أتمنى.
بين حالين تحت سقف المطلق أرى رغبتي عارية إلا من صهيلها.
أصحو لا صباح يتعشق رائحة ما نزفت.
هذا الدم أنثى ما وهبت، وأنا أنا حي على وجه ضد.
لا مُطَهر أسكنه بين عدمين.. 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى