دراسات و مقالات

نسمة بوح– الشَّــاعرة الموريتانيّة زلـيخـــة الحــامــد

السعيد عبد العاطي مبارك

نصفان كنا و الغرام بــــنا سمى و الآن كـل الذكريــــــات عذابي
فمدائن العـــشاق أنت أمــيرها و رسولها و الوحــــي كان سرابي
قد تهت في صيف الوصال و كنت لي نارا تؤجج غربـــــتي , أعصابي
——————–
مع عاشقة اللون الأزرق ” شاعرة موريتانيا ( زلـيخـــة الحــامــد )
و الحاصلة علي المركز الخامس في مسابقة المليون .

في البداية أقول اذا كانت مصر المليون مأذنة ، و العراق المليون نخلة ، و الجزائر المليون شهيد ، فموريتانيا المليون شاعر !! .
و الشعر الموريتاني له طعم و مذاق خاص بين العرب و افريقيا ، حيث أنه مصبوغ بقيم ودلالات الجمال وسط بيئة تذخر بالعديد من المقومات المعنوية و المادية معا .
فقديما حين لقبت موريتانيا بلد المليون شاعر كان عدد سكانها مليون نسمة و كلهم يقرضون الشعر .
و من ثم أن الشعر أصبح جينا يرثه الإبن عن الوالد و الوالد عن الجد و الجيل عن الجيل …..و هلم جرا .
و الجميع في موريتانيا إما أن يكون المرء شاعرا أو متلقيا راقيا وناقدا لا يستخف به …
و الشعر الموريتاني قائم علي الثقافة التراثية، سواء منها الدينية أو الأدبية لأنه يصور الحالة بكافة ظلالها .
ومن شعراء موريتانيا :
• بداية من محمدن بن بو المختار الحسني – سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي – محمذن ولد عبد الرحمن الحسني – الشاعر أحمدو ولد عبدالقادر – الشاعر ببهاء ولد بديوه – الشاعر الدكتور إدي ولد آدب – الشاعر الدكتور بدي ولد ابنو – الشاعر سيد الأمين – سيد الأمين بن سيد أحمد بناصر – محمد ولد عبدي – ناجي محمد الإمام – و غيرهم كثيرون .

و من شاعرات موريتانيا :
و الشاعرة مريم بنت الأمين والشاعرة الكبيرة ليلى بنت شغالي رائدة متميزة شعلة عطاء و نشاط شملتها عدة دراسات لي من قبل ، و مباركة بنت البراء و قدمت عنها دراسة وافية أيضا ، الشاعرة والإعلامية مغلاها بنت الليلي ، و الشاعرة السالكة بنت المختارالسالم ، وبلقيس وغيرهن كثيرات .

نعم موريتانيا إما أن يكون المرء شاعرا أو متلقيا راقيا وناقدا !!.
فالشعب الموريتاني عاشق للشعر يقال بلد المليون شاعر !!.

و شاعرتنا الموريتانية ” زليخة بنت الحامد ” درست الفيزياء المطبقة ، بجانب موهبتها الشعرية فمزجت روح العلم المفعمة بالأدب في تلاقي جسور الابداع الفني المتسامي .
و ها هي شاعرتنا زليخة بنت الحامد ترسم حلمها من خلال قصيدة غزلية تحت عنوان” نسمة بوح” فتتصدر فاتحة شعر الغزلي في قائمة المبدعات العرب في تناغم و ترابط تمسك بلغة الشعر و تعبيراتها التي تعكس مدي عبق أريج هذا الفن الجميل بحسها المرهف المؤثر و الصادق .

و الشاعرة زليخة بنت الحامد تعمل نائب مدير تحرير عرار لشؤون موريتانيا .
و قد حصدت ميدالية ذهبية إثر حصولها على جائزة مهرجان القلم الحر الذي يقام سنويا في مصر …
و في بيروت نجد الشاعرة زليخة الحامد تصدح بمجموعة من قصائدها المميزة ومنها “هل للداء نقتسم؟! ” حيث تتلألأ كلمة و القاء يجذب الحضور ، و لم لا فهي تمتلك شاعريتها المبدعة وإحساسها المرهف ، و من ثم قالت فيها :
أسرى بِيَ الحلمُ آمالِي بها التّوتُ فصـاحَ حبـري كأنّ الشِّعْرَ بيروتُ
فيـَا قوافـي ألا بُوحِـي لهــا فبـِها مدائـنُ الحُـبّ في الآفــاقِ ياقــوتُ
مدينة النّـور يــا شِـعراً أراهُ بَـدا فوق الجَمـالِ بـِهِ الإلهــامُ مَنحـوتُ

مختارات من شعر زليخة بعنوان ( نسمة بوح ) :

تاه الفؤاد و عزتي أولــــى بي
مهـــما قربت لمهجتي و حجــابي

مهـــما ألفت مشاعري و مفاتـني
مهـــما سكرت برعــــشة الاهداب

كم بحت لي و الليل يشهد و الأنا
كم مرة بالحـــب تطرق بــــابي

أنت الذي كنت الحبـــيب و ضوءه
قد لاح ينهـــــل من مدى أنخابي

فتــــــناغمت أرواحـنا آمالنا
فإذا بنا في زمــــــرة الأحباب

و العشق يرســــــل غيمة لتظلنا
و الشوق نسمـــــته من الوهــاب

نصفان كنا و الغرام بــــنا سمى
و الآن كـل الذكريــــــات عذابي

فمدائن العـــشاق أنت أمــيرها
و رسولها و الوحــــي كان سرابي

قد تهت في صيف الوصال و كنت لي
نارا تؤجج غربـــــتي , أعصابي

أنا بنت خير الناس أفضلها بلى
دأبي القوافي عزتي أنســــابي

لا لن تكون مشاعري دفـــــــاقة
حتى و إن سكن الهوى محــــرابي

و يحي و ما لـــلأرض من أيامـنا
وقفت تنادي حيـــــرتي و شبابي

فأرقت من وجعي أحدث ظلمـــــتي
ما كان لي غير الـــسؤال جوابي
هذه كانت صفحة من شعرنا العربي الموريتاني الذي صور لنا مدي عمق الثقافة من خلال التراث فالشعر هو الفن الأصيل الأول في بلد المليون شاعر الكل يجيد تذوق الكلمة المنسوجة بالاحاسيس و المشاعر التي تشرق من ظلال هذه البيئة و قد قدمنا عدة تغريدات شعرية من قبل للشعراء و الشاعرات من موريتانيا كي نربط سلسلة الابداع في تواصل ، و اليوم نقدم نموذجا فريدا لشاعرة متخصصة علميا لكن لها توجهاتها الأدبية تمزج بين العلم و الأدب في ثقافة متوازنة تفيض نبلا و جمالا مع ” زليخة الحامد ” و من ثم كاءت قصائدها متوشحة بالرومانسية و تصوير ملامح البيئة في اطار جمالي متناسق مع بوح صادق يعكس مرآة الروح في تجربة تجسد شخصية المرأة العربية دائما .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى