قصة

نزيف المبدعة عزّة بوقاعدة

 

ثمة زمن لنا، وآخر علينا دكتور…!
هكذا بررت اهمالي الشديد للنزيف اللعين الذي يلاحق أنفي في الصيف والشتاء،
أنبني بشدة ذاك الطبيب الأشقر، خرجت من عنده أحمل أمرين شديديّ اللهجة،
أولهما إجراء سلسلة من التحاليل الطبية المكتوبة في الوصفة في أقرب مصلحة مختصة وبأسرع وقت والأمر الثاني فعل الأمر الأول،قاله ممازحا.
وقفت على الرصيف في هيئة متماسكة،أخترق بنظراتي اللاشيء،
_ وماذا إن نزفت عزة ثلاث مرات في اليوم! سوريا تنزف كل ثانية…
_ وما الضير إن شعرت بدوار يفقدني توازني إن وقفت فجأة! يحرمني لذة القراءة والكتابة وحتى الحديث! أليس معظم علماء العراق ومثقفيها إلتهمتهم نيران حرب جائرة!
_ماذا إن لم أكن اعاني من هذا النزيف وعبرت الطريق في هذه اللحظة وجاء سائق شاحنة يطمئن على صحة والدته التسعينية في هذا الحر الشديد! متعبا من سفر، امتد من صحراء غرداية وصولا إلى وسط مدينة قسنطينة، أرداني قتيلة. .. لفظت أنفاسي… انتشر الخبر في كل مكان… تأسف أصدقائي… بكاني الجميع… اخواني واخواتي…. أمي وأبي… وصل الخبر للعالم الأزرق

ألاف الجثث تستوطن الأرض كل ثانية ليس مهما هذا النزيف! هكذا قررت! سرعان ما رأيت ابتسامة عريضة على وجهي المصّفر في زجاج نافذة سيارة توقفت أمامي فجأة، خرج سائقها غاضبا… يركل عجلاتها ويسبها! كورت الوصفة في يدي واقتربت منه قلت : أظنها تنزف! نظر إلى خزانها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى