شعر

مِنْ كَيْدِكُنْ

عبدالله بغدادي

 

قَالتْ الأُختُ لأختيها انْظُرا

والفتى الأسمرُ يخطرُ فِي المساءْ

طافَ كالحُلمِ فلمّا يَشْعُرا

إلا بالنورِ تسرّبَ فِي حياءْ
…………………..

وجْهُهُ نورٌ أضاءَ حولَنا

فِي الفضاءِ الرحبِ فانهزمَ الظلامْ

كُلّمَا لاحَ تألقَ بالسَّنا

واستهامَ الوجدُ بيَّ والهُيامْ

…………………..

يامليكاً يتهادى باسِماً

حولكَ الحُورُ يُغنينَ الهوى

بِتَّ ليْ أملاً جَميلاً مُلْهِمَا

غَيرَ أنَّ القلبَ حَرَّقَهُ الجوى

……………………

قالت الأختان للأختِ الَّتي

بالهوى سكرى ، وفِي العينِ اتِّقَادْ

إنّهُ حقَّاً وسيمُ الطلعةِ

فاصْبِري ياأُخْتُ فالحُبُّ اعتِقادْ

……………………

فتحلِّي بسلاحٍ من جمالْ

واطلقي كُلَّ سهامِكِ فِي طريقه

واشحني الأهدابَ سحراً ودلالْ

ثُمَّ كوني كالفراشاتِ الرقيقة

………………….

كوني حلماً يتهادى فِي السماءْ

واجعلي النومَ بعيداً عَنْ عيونِه

واجعلي حُبَّكِ ياأُخْتُ ضياء
ْ
رُبَّما يسري هياماً فِي جفونِه

………………

إنَّمَا حواء ياأُختَاهُ سحرٌ

. ليس يُعييها إذَا شاءتْ وَسِيلة

فلها فِي الحُبِّ باعٌ ، لها فكر
ٌ
ولها فِي الكيدِ دونَ الخُلقِ حِيلة

………….

قالت الأُختُ دعوني أتدبَّرْ

كيفَ أستشرِي هُياماً فِي ضلوعه

كُلُّ ماأخشاهُ أنِّي أتقهقرْ

ولساني ينعقِد . . حين سطوعه

…………..

كمْ تمنيتُ لو أنِّي نسمةٌ

مِنْ عبيرٍ داعبت يوماً عُيونَه

وعلى شفتيهِ ترنو بسمةٌ

كمْ تمنيتُ أكونها ، وأكونَه

……………

هاجَ بي شوقي إليهِ غيرَ أنّي

أخشَى نَارَاً للهوى يوماً أضاءت
ْ
والهوى ماكانَ يوماً بالتمنِّي

بَلْ كما الأقدارُ ياأُختَاهُ شَاءتْ

…………..

قالتا : هذا هُراءٌ ياصغيرة

هَلْ نسيتِ الوجْدَ ؟ إنَّا لانَظُنْ

قالت الصُّغرى لِيَ فِي الأمرِ خيرة

فاتركاني ، ” إنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنْ “

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى