شعر

مِنْ قَصِيدَةِ ( شَوْكٌ وَزَهْرٌ )

عبد الله بغدادي

كَانَتْ الدُّنْيَا رَبِيعاً . .
حُلُوةَ المَبْسَمِ . . 
زَهْرَة 
كَانَ وَجْهُ الأَرْضِ أخْضَرْ 
كَانَتْ الأحْلامُ مُهْرَة . .
نَمْتَطِيهَا فِي المَسَرَّة 
غَرَّدَ الشَّوقُ لَيَالِي . . 
وَتَغَنَّى الحُبُّ دَهْرا 
وَشَدَا البُلبُلُ فِينَا أَلفَ مَرَّة 
يَاتُرى مَاذَا اعْتَرَاهَا ؟! . . 
يازَمَانَاً غَابَ سِرَّه 
………………

أَيْنَ أَحْلَامِي القَدِيمَة ؟ . . 
أَيْنَ أَمْسِي ؟ . . 
أَيْنَ بُكْرَة ؟ 
وَتَسَاءَلْتُ كَثِيرَا : . . 
أَيْنَ نَفْسِي ؟ . . 
أَيْنَ أَيَّامُ المَسَرَّة ؟
أَيْنَ آمَالِي فَقَالُوا : . .
أُوْدِعَتْ فِي جَوْفِ حُفْرَة
جَلَّلَتْهَا حَادِثَاتُ الدَّهْرِ وَلْهَى مُكْفَهَرَّة 
لَيْسَ بَعْدَ اليَومِ مِنْ حُزْنٍ مَفَرٌّ 
فَارْتَشِفْ كَأَسَكَ يَامسكِينُ صَبْرَا 
وَاتْئِدْ ، فَالغَدُ قَدْ يَحْمِلُ أَمْرَا 
لَا تَسَلْ عَمَّا تَوَلَّى . . 
وَأَماَنِي العُمْرِ نَضِرَة 
رُبَّمَا يَأتِى زَمَانٌ تُثْمِرُ الأَشْوَكُ . .
زَهْرَة 
…………….

احْمِلْ الصَّبْرَ صَلِيبَاً فَوقَ صَدْرِكَ . . 
وَتَبَسَّمْ 
وَامْتَطِ الأَحْلَامَ يَاقَلْبِي وَبَالعَزْمِ تَقَدَّمْ 
واعْزِفْ الأَشْوَاقَ بِالحُبِّ المُنَغَّمْ 
وابْتَسِمْ . . 
فَالضَّحْكُ لِلمَجْرُوحِ بَلْسَمْ
قَدْ يَجُورُ الدَّهْرُ حِينَا . . 
رُبَّمَا العُمْرُ تَأَزَّمْ 
لَا تُبَالِي بِالذِي سَوفَ تَرَى . .
لَا تَتَجَهَّمْ 
فَمَصِيرُ الخَلْقِ دَوْمَاً فِيهِ مَكْتُوبٌ مُحَتَّمْ 
وَعَلَامَ الحُزْنُ ؟ . . 
إِنَّ الحُزْنَ مَغْرَمْ 
فَاغْتَنِمْ كُلَّ نَعِيمٍ . . 
وابْتَسِمْ يَا قَلْبُ وَانْعَمْ 
آيةُ الخَالِقِ فِي الخَلْقِ تَجَلَّتْ . . 
فَتَعَلَّمْ
وَاغْتَبِطْ دَوْمَاً وَغَنِّ . . 
لَا تَكُنْ فِي الكَونٍ أَبْكَمْ 
فَالفَضَاءُ الرَّحْبُ حَولَك . .
نَاطِقُ البَهْجَةِ يَبْسَمْ 
كُلُّ مَافِيهِ جَمِيلٌ كُلُّهُ يَاقَلْبُ فَاغْنَمْ 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى